دعا علي سالم البيض دول الخليج والدول الراعية للتسوية السياسية باليمن إلى تبني مبادرة تخص شعب الجنوب وقضيته العادلة تراعي فيها مطالبهم التحررية وبناء دولتهم المستقلة أن أرادوا الأمن والاستقرار في المنطقة، ما لم فأنهم سيفشلون أي مخططات تستهدف شعب الجنوب وأنهم مستمرون بنضالهم السلمي بالجنوب وسيجبرون العالم أن يأتي أليهم إلى عدن. وقال البيض وهو أخر رئيس لجنوب اليمن والذي شغل منصب نائب رئيس اليمن الموحد (1990- 1994) لصحيفة الأمناء الأسبوعية العدنية اليوم الأربعاء، أنه عائد قريبا إلى عدن وان عودته إلى وطنه لا تحتاج الإذن من احد، وانه ليس من حق احد منعه من العودة و لن تخيفه المعتقلات وعصابات (الاحتلال) حد وصفه ، نافيا أن يكون حصل على أي ضمانات دولية لعودته للجنوب. وقال "نحن عائدون إلى أرضنا ووطننا وعاصمتنا عدن شاء من شاء وأبا من أبا، ولا تخيفنا عصابات ومعتقلات الاحتلال." وحول الضمانات الدولية التي تضمن سلامته في حال العودة للجنوب في ضل تهديدات باعتقاله أو منعه قال "أن عودتنا وعودة أبناء الجنوب في المهجر والشتات إلى وطنهم وأرضهم ودولتهم لا يحتاج الإذن من احد ، وليس من حق احد أن يحدد لنا متى نعود ،كما انه ليس من حق احد أن يمنعنا من أرضنا ودولتنا، نحن أصحاب الأرض نحدد متى نشاء ووقت ما نشاء.".معتبرا انه من غير اللائق التحدث عن ضمانات شخصية في وطنه وبين شعبه وقال :" فمن غير اللائق التحدث عن ضمانات شخصية في وطننا وبين شعبنا ونحن أعلنا وحددنا خيارنا في الاستقلال الناجز واستعادة الدولة الجنوبية مهما يكلفنا الثمن". وأضاف البيض بالقول :"من يبحث عن ضمانات شخصية دون أبناء شعبه لا يستحق الانتماء لهذه الأرض وهذا الشعب العظيم الصابر والمكافح.". وتأتي مقابلة البيض هذه إثر أخبار أشارت إلى قيامة بزيارة سرية للدوحة والتقائه أمير قطر الشهر الماضي حيث أشار إلى انه ممثل شعب الجنوب وتحركه وزياراته تنبع من أيمانه العميق بقرب رحيل الاحتلال حد وصفه وقال :" من حقنا كممثلين لشعب الجنوب وأرضه المحتلة أن نكون في واشنطن أو لندن أو الرياض أو الدوحة أو غيرها من بلدان الأقاليم والعالم .فنحن نحمل قضية شعب بأكمله يرزح تحت الاحتلال.فمن يستطيع منعنا من التحرك والتعريف بقضية شعبنا العادلة للمجتمع الدولي وشعبنا يخوض نضال طويل وسلمي من اجل استعادة أرضه ودولته المغتصبة." وحول الحوار الوطني اليمني الذي تدعو إليه السلطة اليمنية وترعاه الدول الراعية للمبادرة الخليجية، قال البيض انه "حوار لا يعني شعب الجنوب ، هذا حوار خاص بهم يحلون به مشاكلهم في صنعاء كأطراف تتصارع على السلطة هناك.". رافضا المشاركة به و الاعتراف به نهائياً معتبراً بالقول أن " أي حوار في أطار ما يسمونه بالوحدة الوطنية أو الوحدة اليمنية لن نشارك به ولن نعترف به نهائياً." وعن الحوار الذي يريدونه ويعترفون به ومستعدون للمشاركة به كجنوبيين قال الرئيس البيض :" التفاوض الذي سنقبل به ونرحب به كشعب جنوبي هو التفاوض الندي بين دولتنا المحتلة دولة الجنوب واسمها جمهورية اليمن الديمقراطية وبين دولة الاحتلال التي تحتل أرضنا الجمهورية العربية اليمنية وتحت راعية إقليمية أو دولية ". مشددا على أن أي تفاوض إذا لم يكن نتيجته فك الارتباط لن يشاركون به وقال :"هذا التفاوض إذا لم يفضي إلى فك الارتباط بين الدولتين الشقيقتين و بطرق سلمية وعودة دولتنا الجنوبية كاملة السيادة، فلن نقبل بغير ذلك ومستمرون بنضالنا حتى ننال الاستقلال.". واعتبر البيض أن الوحدة اليمنية التي وقع عقدها الاجتماعي في العام 1990 كدولتين قائمتين ذات سيادة انتهت بفشل مشروع الشراكة الوحدوية الطوعية في العام 1994 باحتلال الجنوب واستباحته وتدمره ونهبه. من قبل الشمال فانتهت الوحدة بالحرب واحتلال الجنوب الذي لازال مستمرا حتى الآن حد وصفه ، داعيا دول الخليج إلى تبني مبادرة تخص الجنوب أن أرادوا الأمن والاستقرار للمنطقة ،أشبه بالمبادرة الخليجية التي أتت للتسوية اليمنية وضمنت للرئيس اليمني علي عبدا لله صالح خروج من السلطة بضمانات. وقال :" فأننا ندعو إخواننا وأشقائنا في الخليج والرعاة الدوليين لهذه المبادرة التي تخص الأطراف المتصارعة بصنعاء إلى تقديم مبادرة تخص قضية الجنوب باعتبارها قضية شعب يرزح تحت الاحتلال تراعي فيها مطالبه التحررية وبناء دولته المستقلة أن أرادوا الأمن والاستقرار في المنطقة ." وعن الرهان الذي يراهنون عليه كجنوبيين في ظل عدم وجود أي تأييد أو اعتراف بهم وبقضيتهم الجنوبية قال البيض :"قضية الجنوب ليست قضية قابله للمساومة وشعبنا الجنوبي لن يساوم أبدا على استعادة دولته ونيل استقلاله التام، ولن يسمح لأي قوى كانت إقليمية أو محلية أو دولية بالالتفاف على قضيته العادلة وسيسقط أي ترتيبات أو مخططات أو مشاريع تريد إبقاء شعبنا تحت الاحتلال وتنتقص من حقه في الحرية والكرامة والاستقلال.". مؤكدا انه لا خوف على قضيتهم بالجنوب أن لم يعترف بهم العالم بشكل علني وأنهم مستمرون بنضالهم وسيجبرون العالم ا ن يأتي أليهم بالجنوب وقال " فلا خوف على قضيتنا بالجنوب أن لم يعترف العالم بشكل علني بقضيتنا، لأننا مستمرون بنضالنا وثورتنا التحررية وسنجبر العالم وكل القوى التي لازال موقفها يتأرجح بين الاعتراف بحقوق شعب الجنوب، والخوف من فزاعة الإرهاب،" وأضاف أن رهانهم على الشعب ونضاله وقال :" إلا أن شعبنا العظيم بنضاله وعزيمته وصموده ووحدته واستمراره بالنضال سيجبر هؤلاء أن ياتو إليه غدا في الجنوب وهو ما نراهن عليه."