احتشد مئات الآلاف من شبان الثورة ومناهضي النظام السابق في ساحات التغيير والحرية والتحرير في العاصمة اليمنية صنعاء والمحافظات الأخرى للمشاركة في مليونية “مزيدًا من قرارات التهيئة”، في إشارة إلى مطالب قوى الثورة بإصدار قرارات رئاسية تستكمل خطة هيكلة الجيش عبر إقالة أقرباء الرئيس السابق الذين يتقلدون مناصب عسكرية رفيعة، شرطا لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني . واحتشد عشرات الآلاف من المحتجين في شارع الستين المجاور لساحة التغيير بالعاصمة وأدوا صلاة الجمعة، وسط هتافات تعلن رفضهم لمشروع قانون المصالحة والعدالة الانتقالية المقدم إلى البرلمان، وتطالب الرئيس هادي بإصدار المزيد من القرارات التي تمهد لانعقاد ونجاح مؤتمر الحوار الوطني، كما ردد المتظاهرون هتافات تؤكد تأييدهم للقرارات التي أصدرها الرئيس هادي في شأن هيكلة الجيش وفي حل ملفات القضية الجنوبية . وفي محافظة عدن احتشد آلاف المحتجين في ساحة الحرية، حيث حذر خطيب الجمعة محمد وجيه باهارون من دعاة الثورة المضادة من بقايا النظام السابق الذين فقدوا مصالحهم وسلطانهم، وغايتهم الإيقاع بالبلاد وتمزيق الصفوف وإيقاد الفتن، كما حذر من القوى التي تندس في صفوف الثوار . وقال إن الثورة الشبابية السلمية حققت الكثير في إشاعة الأمن وتوفير الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمشتقات النفطية وفتح الطرق المغلقة وإنهاء المظاهر المسلحة وعودة الطلاب إلى مدارسهم، مشيراً إلى أن ما تحقق إلى جانب القرارات الثورية التي أصدرها الرئيس هادي مثل جزءاً يسيراً من طموحات الثوار وأن أهداف الثورة لم تكتمل بعد . وبارك خطيب الجمعة القرارات الأخيرة للرئيس هادي بتشكيل لجنتين لمعالجة قضايا الأراضي والمبعدين من وظائفهم في القطاعين المدني والعسكري منذ حرب صيف ،1994 ودعا الرئيس هادي إلى سرعة تطبيق قرارات هيكلة الجيش كونها مطلباً ثورياً شعبياً جماهيرياً ولما فيها من مصلحة وطنية وهي البوابة الحقيقية للتهيئة للحوار . ولفت إلى أن الحوار الوطني والمصالحة الوطنية لا يمكن أن يتحققا في حال لم تكن هناك عدالة انتقالية حقيقية، كما حذر مما أسماها القوانين الديكورية التي تسعى إلى تحسين الوجه القبيح لمنتهكي حقوق الإنسان في اليمن، وطالب القوى السياسية بالاصطفاف للخروج برؤية شاملة لمفهوم العدالة الانتقالية بما يؤدي إلى تحقيق العدل وجبر أضرار الضحايا وعدم تكرار الانتهاكات . وكانت اللجنة التنظيمية لشباب الثورة التي يديرها التيار الإسلامي ضمن تيارات ثورية عدة دعت إلى المشاركة في تظاهرات الجمعة لدعوة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى تلبية المطالب التي عبرت عنها المكونات الثورية الشبابية للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، ومنها استكمال هيكلة الجيش والأمن، وإطلاق سراح المعتقلين من السجون ورعاية أسر شهداء وجرحى الثورة السلمية . وفي محافظة تعز احتشد الآلاف في ساحة الحرية وأدوا صلاة الجمعة وسط هتافات تطالب الرئيس هادي بسحب مشروع قانون العدالة الانتقالية من البرلمان والتوافق على قانون يتيح محاكمة الضالعين في الجرائم والانتهاكات التي طالت شبان الثورة وكذلك في الجرائم التي ارتكبها النظام السابق في جنوب اليمن . كما طالب المتظاهرون بقرارات لتطهير مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، من رموز النظام السابق وإقالة أقرباء الرئيس السابق علي عبدالله صالح من مناصبهم في مؤسستي الجيش والأمن واستكمال خطة هيكلة الجيش على أسس وطنية .