قد تحتاج إلى التفكير مرتين قبل نشر تحديث على شبكة التواصل الإجتماعي الأشهر الفيسبوك ، فلقد أتبثت دراسة جديدة أن منشورات و تحديثات الفيسبوك يتم تذكرها من طرف الأفراد الذين طالعوها أكثر من فقرات كتاب ما قاموا بقرائته سابقا. حيث توصل الباحثون إلى ان تحديثات الفيسبوك يتم تذكرها بشكل جيد مقارنة بسطور فقرات كتاب ما ، بل يتم تذكر تحديثات الفيسبوك بشكل أفضل من تذكر وجه إنسان غريب تمت مصادفته في أحد مواقف الحياة ، سواءا في العمل أو في الدراسة أو في الشارع. و قالت الأستاذة و الباحثة في جامعة Warwick السيدة Laura Mickes : “لقد تفاجئنا حقا من هذه الدراسة ، حيث جاءت النتائج جد متشابهة لدى كل الناس محل البحث سواءا كانوا يتمتعون بذاكرة ضعيفة أو بذاكرة صحية”، و أضافت السيدة لورا : “يتم تحديث الفيسبوك ما يقارب 30 مليون مرة في الساعة، لذلك فمن السهل صرف النظر عن كل تلك التحديثات ، و المنشورات التافهة التي سوف ننسىاها على الفور بمجرد الإنتهاء من قرائتها، لكن دراستنا التي أجريناها تتبث العكس تماما، إذ تبث أن الشخص يتذكر حقا المعلومات التي يتم مطالعتها في تحديثات الفيسبوك”. تم إجراء هذه الدراسة على اكثر من 200 شخص مستخدمين للفيسبوك، تم إنتقائهم بشكل إعتباطي ، و قام الباحثون بتعريض هذه العينة إلى منشورات على الفيسبوك بطول فقرات كتاب، و تم التصرف في تلك المنشورات بحيث أزالوا أي كلمات غريبة أو معلومات جدية من شأنها أن تترك إنطباع قوي في ذاكرة الشخص، بمعنى أخر جعلوا التحديثات تبدو اكثر مللا، و رغم ذلك فإن معظم الأشخاص الذين يمثلون عينة البحث تذكروا بشكل جيد ما ورد في تلك المنشورات. و يقول الباحثون أن عددا من العوامل تجعل هذه المنشورات غير قابلة للنسيان، و أهمها على الإطلاق، هي حقيقة تقنية الاتصالات الرقمية الحديثة و ظهور مفهوم الشبكات الإجتماعية التي جعلت التواصل عبر الإنترنت يشبه بشكل وثيق الطريقة التي يتحدث بها عامة الناس. وهذا هو السبب الرئيسي حسب الباحثون الذي جعل من منشورات الفيسبوك اكثر ترسخا في ذاكرة الشخص على عكس فقرات الكتب ، و هذا راجع لتشابه التواصل عبر الإنترنت مثل التخاطب بين الاشخاص في الحياة الواقعية ، إذ تتسم ببساطة الأسلوب و سهولة مرور الأفكار و الكلمات مباشرة إلى ذهن المتلقي بدون أي تعقيدات لغوية كتلك التي توجد في الكتب، هذه الأخيرة التي تتسم إما بلغة أدبية يصعب إستيعابها، او لغة أكاديمية يصعب فهمها بيسر . هذا البحث الذي قام به كل من : Daniel Bajic, Ryan Darby و Vivian Hwe باحثون من جامعة كاليفورنيا/سان دييغو ، بالإضافة إلى Jill Warker ، أثبتوا أن شبكات التواصل الإجتماعي عموما و الفيسبوك خصوصا يساهم في تقوية الذاكرة ، و هذه نقطة إيجابية تحسب لصالح شبكات التواصل الإجتماعي، فمن يدري، ربما ستكون فكرة جيدة ان يقوم طلاب الجامعات و المدارس بالمراجعة بإستخدام الفيسبوك و ذلك بإنشاء صفحات خاصة أو مجموعات مغلقة تجمعهم ، حيث يقومون بنشر الدروس و المقررات الدراسية على شكل منشورات تسمح لهم بترسيخها بشكل أفضل في الذاكرة.