تحولت قضية اللاجئات السوريات في مخيم الزعتري في الأردن لمادة دسمة يستثمرها بعض الإعلام الغربي في سياق استهداف علاقات طبيعية بين مكونات الشعب العربي وهو ما ذهبت اليه مؤخراً جريدة التلغراف في حديثها عن سوق "نخاسة" يمارس في المخيم الذي يحتوي حرائر سورية من الهاربات من الجحيم اليومي والقصف الصاروخي والمدفعي لمدن وبلدات سورية. *لا تقربوا الصلاة ! وأثارت المادة المنشورة على صفحاتها استياءً في أوساط المخيم وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، وأعرب عدد من النشطاء عن اعتقادهم أن الصحيفة ترمي لزرع الفتنة إذ لم تصل أوضاع السوريات إلى ما ذهبت إليه الصحيفة التي اختارت تغطية هذا الجانب رغم أن صوت القصف يسمع في محيطه. فيما سارع رئيس جمعية الكتاب والسنة زايد حماد لاستنكار ما قال إنه تزوير في تصريحاته للصحيفة وبتر متقصد وإخفاء لبعض من يقومون بزواج المتعة باعتبارهم من أطراف لا يحبذ الإعلام الغربي الحديث عنها. وقال الحماد إنه أصدر بياناً باسم الجمعية وتم توزيعه متوعداً بالملاحقة القانونية والجزائية للصحيفة مضيفاً أن ملاحظاته على ما نشر تبدأ من الإشارة إلى أن المقابلة تمت مع رئيس الجمعية من عدة أشهر وليست مقابلة حديثة ولم نتابع هل نشرتها التيلغراف في وقتها أم لا، فما الداعي لإعادة نشرها اليوم مع تشويهها؟ لافتاً إلى أن عمل الجمعية مع اللاجئين السوريين يقتصر على الجانب الإغاثي فقط، وليس لها دور بتاتاً في قضية الزواج من السوريات. اما بخصوص ما نسب إليه من الإشارة لكون السعوديين هم أكثر من يقوم باستغلال حاجات اللاجئات السوريات، فهذه الإشارة تعرضت لعملية بتر مقصودة لإخراج الحديث عن سياقه، إذ كان كلام رئيس الجمعية يدور حول ملاحظة مريبة في بداية توافد اللاجئين السوريين في شهر 5/2011، حيث لوحظ عدة حالات زواج من سعوديين مع لاجئات صغيرات في السن لمدة قصيرة ودون توثيق رسمي كامل، وإنما بأوراق غير رسمية، وبعدها يغادر الأردن ويغيّر رقم هاتفه وتنقطع العلاقة به مما يضر باللاجئات، وبعد تقصى الموضوع والاطلاع على صيغة العقود غير الرسمية ومقابلة أحد الأزواج، اتضح أن هؤلاء الأشخاص من المنطقة الشرقية بالسعودية وأنهم من الطائفة الشيعية والذين هم حلفاء لنظام بشار الأسد، وكأن هذا التصرف متعمد ويقصد به ترويع وإقلاق اللاجئين وتشويه العلاقة بين الشعبين السوري والسعودي. *دعوة لميدان الحقيقة وقال حماد"إن إثارة مثل هذه القضية بمثل هذه الظروف التي يقدم الأخوة العرب كل مساعدة ممكنة للشعب السوري إنما يخفي وراءه مراماً أبعد لافتاً إلى أن محاولات عدد من الجهات لتجريم الزواج الكريم من أخواتنا السوريات وذلك لأغراض وغايات غير سليمة، ويعلم الجميع أن كثيراً من الشعوب العربية من قبل الثورة لهم صلات نسب ومصاهرة مع إخواننا وأخواتنا السوريين والسوريات، ولذلك فمن الطبيعي أن تحصل حالات زواج ولا شبهة فيه، خاصة إذا كان زواج مكتمل الأركان الشرعية والقانونية، وبحسب إحصاءات دائرة قاضي القضاة بالأردن فهذه الحالات لم تتعدَّ النسبة العادية لما قبل الثورة.". من جانب آخر علق العديد من النشطاء على صفحات (الفيس بوك) بالإشارة إلى أن الثورة والدماء التي تسيل في عموم سورية تستدعي أن يتحرك الصحفي إلى هناك وليس تقديم حرائر سورية على أنهن جزء من تجارة النخاسة فمنهن الأمهات والأخوات وجميعهن حرائرنا كتب زهير محمد في تعليقاته في إشار ابن حمص إلى أن أبواب حمص تنادي الصحافة الحرة والأحرار لنقل الحقيقة. محمد المقداد - عمان (الأردن) - زمان الوصل