تجمع موظفو السفارة الفرنسية في طرابلس وعشرات من سكان الجوار تحت وقع الصدمة وبعضهم متورم الوجه امام مبنى السفارة المدمر بفعل تفجير سيارة مفخخة صباح امس الثلاثاء. وقالت موظفة فرنسية في السفارة مقيمة في فيلا من طابقين عند زاوية شارع في حي قرقارش السكني البورجوازي، 'لم يبق من مكتبي شيء'. واصيب دركيان فرنسيان بجروح في الانفجار. وفضلا عن مبنى السفارة الحق الانفجار الذي تسبب ايضا بسقوط جرحى بين الجيران بينهم طفلة نقلت الى المستشفى، اضرارا كبيرة بأربع فيلات على الاقل. وكان موظفو ودبلوماسيو السفارة لا يزالون في منازلهم ساعة وقوع الاعتداء حوالى السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت غرينتش). ولدى وصولهم الى المكان لم يتمكنوا من اخفاء صدمتهم وتأثرهم امام هول المشهد في الشارع الذي اصبح اشبه بساحة معركة. فحائط السفارة دمر بالكامل قرب بوابة المبنى الذي رمم مؤخرا بعد نهبه وتخريبه اثناء النزاع الليبي في العام 2011. كما تطاير زجاج نوافذ وابواب المبنى بفعل الانفجار الذي ترك فجوة يصل قطرها الى مترين امام بوابة السفارة. كذلك غمرت المياه المتسربة من اقنية صرف صحي تضررت بالانفجار الشارع المكتظ بهياكل السيارات المتفحمة والحطام. ومن السيارة المفخخة لم يبق سوى المحرك وقطعة من الهيكل دفعتهما قوة الانفجار على بعد امتار من المدخل. وقد وصل الى المكان نحو خمسة عشر عنصرا من اجهزة الامن سعيا لاجلاء المكان وتطويق محيط السفارة لمنع تدفق سكان الجوار والمارة. وقال جمال عمر وهو يناهز الاربعين من العمر ويسكن قبالة السفارة 'نجوت بأعجوبة'. وقال 'ان شخصا او اكثر ركنوا سيارتهم امام البوابة على ما يبدو قبل القيام بالتفجير بسرعة'. وعبر جيران اخرون عن غضبهم. وقال احدهم 'هذا الحي ليس مناسبا للسفارات. عوائل كثيرة تعيش هنا والشارع ضيق حتى اننا لا نجد مكانا نركن فيه سياراتنا'. وتفقد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس برفقة رئيس الحكومة الليبية علي زيدان مساء امس الثلاثاء الأضرار التي لحقت بسفارة بلاده بطرابلس في أعقاب الانفجار القوي الذي أدى إلى تدمير 60 بالمائة تقريبا من مبناها . واطمأن فابيوس وزيدان على العديد من العائلات الليبية والمنازل المحيطة بمقر السفارة وما نجم عن الإنفجار من أضرار . ووفقا لمحصلة أولى عن هذه الأضرار التي كشفت عنها مديرية أمن طرابلس فقد تضرر أكثر من 30 منزلا و30 سيارة واقتلاع العديد من أبوابها ونوافذها إلى جانب شبكات الكهرباء والاتصالات ، والمياه والصرف الصحي . وأكد مسؤولون أمنيون أن السيارة التي استخدمت في التفجير حشيت بعبوات ناسفة داخل أنابيب وضعت تحت سيارة التي تم ركنها بالقرب من مبنى السفارة وفرار سائقها في سيارة أخرى كانت في انتظاره . وارسلت فرنسا وحدة كوماندوز الى طرابلس ردا على التفجير، واجتاحت الاوساط الدبلوماسية في العاصمة الليبية موجة من الخوف، وقالت مصادر ان الدبلوماسيين الغربيين يتخذون احتياطاتهم الامنية بعد التفجير. ودان مجلس الامن الدولي الثلاثاء 'بأشد العبارات الاعتداء الارهابي' الذي استهدف سفارة فرنسا في طرابلس واسفر عن جريحين في صفوف الدرك الفرنسي. وشدد المجلس في بيان اصدره باجماع اعضائه ال15 على 'ضرورة ملاحقة المسؤولين عن افعال مماثلة امام القضاء'. وذكر اعضاء المجلس ب'المبدأ الاساسي القائم على وجوب عدم انتهاك المقار الدبلوماسية والقنصلية' وبواجب حكومات الدول المضيفة 'ان تتخذ كل التدابير الملائمة لحماية هذه المقار'. وقد ادان البرلمان الليبي هذه العملية واصفا إياها بالعمل الإرهابي ، مؤكدا أن الجناة لن يفلتوا من قبضة العدالة وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيالهم، والتزام ليبيا بحماية مقرات السفارات والبعثات الدبلوماسية والجاليات المقيمة فيها . وأدانت بريطانيا الثلاثاء الهجوم على السفارة الفرنسية في طرابلس، وحمّلت الحكومة الليبية مسؤولية ضمان تقديم المسؤولين عنه إلى العدالة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية 'عرضنا على السفارة الفرنسية في طرابلس أي مساعدة يمكن أن نقدمها بعد تعرضها للهجوم، والذي لم يسفر عن اصابة أي موظف من الموظفين البريطانيين في سفارتنا'. وفيما رحّب المتحدث بإدانة الحكومة الليبية لهذا الهجوم، دعاها إلى 'ضمان تقديم المسؤولين عنه إلى العدالة والحفاظ على أمن جميع البعثات الدبلوماسية في طرابلس