يروي حسام قصة شقيقه عمر الذي مات غرقا هو وزوجته وأطفاله الثلاثة في مارس الماضي بينما كان يحاول الفرار من سوريا إلى إحدى الجزر اليونانية. يقول حسام، وهو لاجئ سوري تمكن من الهرب إلى جزيرة ليسفوس اليونانية، "عندما أتذكر أخي، أتذكر اللحظة التي مات فيها.. وأحاول أن أفكر كيف مات وماتت عائلته كلها.. أفكر، هل مات قبل أولاده أو أنهم ماتوا أمام عينيه؟ كم هو تعذب يا ترى؟". ويضيف "تم العثور على حقيبة للأطفال في البحر.. أحذية وبعض الملابس هو كل ما بقي للأخوة من ذكريات". وأصبحت جزيرة "ليسفوس" اليونانية وجهة الهاربين من النزاع السوري الذي دخل عامه الثالث، بعد أن كانت وجهة سياحية فقط، حسب تقرير نشرته إذاعة الأممالمتحدة. يصل الهاربون السوريون إلى تلك الجزيرة عبر قوارب قديمة تقطع بحر إيجه مسافة تبلغ 12 ميلا بحريا، وغالبا ما تكون أعداد الركاب أكبر من مقدرة القارب على الاستيعاب. محمد ووالدته نجحوا في الوصول إلى الجزيرة في المرة الثانية دون أن تلاحظهم الدوريات، وعن ذلك يقول محمد "جاء قارب كبير نحونا وأخذنا إلى الحدود.. الحدود البحرية بين تركيا واليونان، وتركنا هناك وبعد ذلك جاء قارب تركي يرفرف عليه العلم التركي وأخذنا إلى تركيا ". ويقول ضابط خفر السواحل اليوناني أنتونيوس سوفيديليس إن "الاعتقال مخاطرة وكذلك المهربون والسفن غير الصالحة للإبحار". ويضيف "عادة هذه الأنواع من القوارب قد تستطيع أن تقل 10 أشخاص فقط. ولكن عندما يحاول اللاجئون أن يأتوا إلى هنا فتصبح القوارب مثقلة ومكتظة بالأشخاص الذين قد يصل عددهم إلى 30 وأحيانا 50 شخصا، لذلك تصبح قريبة جدا من سطح البحر، ولا يمكن ملاحظتها من قبل زوارق الدورية وهذا هو الخطر الكبير بالنسبة لهم". ومنذ ديسمبر2012 أدت حادثتان من حوادث القوارب الكبرى إلى مقتل 28 من السوريين والأفغان، بما في ذلك عمر وعائلته، ورغم ذلك لا يزال الأشخاص يحاولون العبور، حيث وصل إلى هذه الشواطئ في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام ما يقارب 1000 شخص دون رادع من المخاطر التي قد يواجهونها للوصول إلى هناك. يذكر أن اليونان أكملت مؤخرا وضع سياج من الأسلاك الشائكة على الحدود في إطار حملة عامة ضد الهجرة غير الموثقة بمساعدة تمويل وقوات من الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأرقام الاتحاد الأوروبي، تم القبض على أكثر من 11 ألف شخص من السوريين الذين يحاولون دخول دول الاتحاد عام 2012 مقارنة مع حوالي 3 آلاف شخص سنويا في الأعوام الثلاثة السابقة. وحتى الناجين من تلك المعابر لديهم القليل ليسعدوا به.. فهم يصلون إلى بلاد غارقة في الركود على مدى السنوات الست الماضية، تتصارع مع ارتفاع معدلات البطالة وارتفاع العداء للأجانب.