يزور رئيس جنوب السودان سلفا كير الخرطوم غدا الثلاثاء بهدف إجراء محادثات مع الرئيس عمر البشير في محاولة لتجنب وقف تدفق النفط عبر الحدود. وتأتي الزيارة قبل انقضاء المهلة التي حددتها الخرطوم لوقف نقل النفط من جنوب السودان عبر موانئ التصدر السودانية. وقال عماد سيد أحمد، السكرتير الصحفي للرئيس السوداني عمر البشير، إن القمة بين الرئيسين تتناول تعزيز علاقات التعاون المشترك بين البلدين. كما تبحث الزيارة سبل حل كل القضايا الخلافية العالقة بين الدولتين، وفي مقدمتها ملف أبيي وآليات حل الخلافات حول المناطق الحدودية المتنازع عليها، إضافة إلى ملفات النفط والأمن والمواطنة والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وكانت آخر زيارة قام بها سلفاكير للخرطوم في أكتوبر 2011. وأعلن السودان في يونيو الماضي تجميد تسع اتفاقيات أمنية واقتصادية مع جنوب السودان، وهدد بإغلاق أنابيب نقل النفط التي تربط بين جنوب السودان وموانئ التصدير السودانية على البحر الأحمر. وجاء القرار بعد اتهام البشير جوبا بدعم متمردين يعملون عبر الحدود المتنازع عليها. لكن جنوب السودان تنفي تقديم أي دعم للمتمردين. وكان الجانبان قد اتفقا في مارس الماضي على نزع فتيل التوتر واستئناف صادرات النفط من جنوب السودان عبر السودان الذي يمثل الطريق الوحيد لوصول نفط جنوب السودان إلى الاسواق. ويعتمد جنوب السودان بشكل كبير على صادرات النفط وقد يؤدي وقف تدفق النفط إلى تداعيات اقتصادية وسياسية خطيرة على البلاد.
وأكد المؤتمر الوطني الحزب الحاكم في السودان، مجددا ، أن الحوار هو السبيل الوحيد لتجاوز العقبات والتوصل لتفاهم مشترك مع دولة جنوب السودان، بما يمكن من بناء علاقات استراتيجيه متينة ، يتم فيها تجاوز كل المطبات التي يمكن أن تدفع بالعلاقات للوراء . وشدد أمين الإعلام بالحزب ياسر يوسف - في تصريح صحفي امس- على أن قضية "آبيي" المتنازع عليها بين الدولتين ينبغي أن يجلس فيها الطرفان ، ويتوصلا فيها إلى تفاهمات مشتركة بما يحل قضية المنطقة ويستوعب آراء المواطنين المقيمين في آبيي جميعا والذين يهمهم الأمر، كما يتم عبرها كذلك تجاوز العقبات التي تقف أمام تنفيذ الاتفاق الأمني بين البلدين. وأوضح يوسف أن آليات الحوار هي المسار الذي ينبغي أن تسلكه كل القضايا ، وقضية آبيي في مقدمتها ، بجانب ضرورة الالتزام باتفاق التعاون الذي تم الشروع في تنفيذ الكثير من بنوده ، مؤكدا أهمية الالتزام الصارم والتام ببقية البروتوكولات الموقعة في الاتفاقيات بين الجانبين.
في سياق آخر طالب مجلس أحزاب حكومة الوحدة الوطنية السودانية المبعوث الأمريكي الجديد للسودان وجنوب السودان دونالد بوث بالسعي لدي الادارة الأمريكية لرفع الحظر الاقتصادي المفروض ضد السودان كخطوة جادة تمهد الطريق لإصلاح العلاقة بين البلدين . وأوضح عبود جابر الامين العام للمجلس في تصريحات صحفية بالخرطوم ان رفع الحظر سيفتح الباب امام انجاح مهمة المبعوث لاحداث تفاهمات تفيد شعبي البلدين ، مجددا رفض المجلس للحظر احادي الجانب . وفيما يتعلق بالعلاقة بين دولتي السودان وجنوب السودان دعا الامين العام للمجلس الدولتين لاعتماد صيغة كونفدرالية واعتماد علاقة ذات خصوصية تلبي طموحات الشعبين و تحفظ حق اي منهما كل في دولته بحسب الموضوعات المتفق عليها . وراي جابر ان الدولتين كاملتا السيادة وتجمع بين شعبيهما صلات اوفق ما يكون ان يتعايشا علي اسس التاريخ والرابط الوجداني علي اكمل وجه . يذكر ان الرئيس الامريكي باراك اوباما قد عين سفير بلاده في اديس أبابا دونالد بوث مبعوثا مشتركا للسودان وجنوب السودان . وكانت الادارة الامركية تفرض حظرا اقتصاديا علي السودان منذ التسعينات.
من جهة أخر ي دعا النائب الأول للرئيس السودانى على عثمان طه، حاملى السلاح فى دارفور للإنضمام إلى ركب السلام والاستقرار فى السودان، وأن يوقفوا الحرب التى لا تأتى إلا بالدمار والخراب للسودان وأهله. وقال طه - فى كلمته خلال حفل تدشين "مصفوفة المشروعات التأسيسية قصيرة الأجل للمرحلة الأولى من استراتيجية تنمية دارفور" إن الاقتتال والحرب يعوقان التنمية البشرية والمادية.. موضحا أن الرئيس السودانى عمر البشير يتابع جهود الدولة لتحقيق السلام فى السودان وبصفة خاصة فى دارفور، كما جاء فى المبادرة التى أطلقها لتنفيذ كافة مشروعات التنمية بالإقليم. من جانبه، أكد رئيس السلطة الإقليمية لدارفور التجانى السيسى - خلال حفل التدشين - أن الخير سيعم دارفور كافة وفقا لما جاء فى استراتيجية تنمية دارفور التى تقوم على إعادة الإعمار والإنعاش الاقتصادى والحكم والإدارة. وأضاف أن الحكومة أودعت مبلغ 800 مليون جنيه سودانى، عبر خطاب ضمان بنكى التزاما منها بما يمكن السلطة الإقليمية لدارفور أن تكون منصة قوية فى تنفيذ اتفاق الدوحة. وأكد السيسى التمسك بوثيقة سلام الدوحة .. مشيرا إلى أن ما تحقق بالسلام لم تحققه الحرب، داعيا إلى مراجعة الأدوار فى المؤسسات الرسمية ودعم عمل الآليات الاجتماعية ولجان الأجاويد لمراجعة الصراعات ووقف العدائيات بولايات دارفور.