توصل باحث يمني في قضايا المراجعات الفكرية إلى أن الصلوات الإبراهيمية في التشهد بدعة أدخلها الإمام الشافعي وتم استغلالها سياسيا. وذكر الباحث فهد سلطان بحسب ماأفاد موقع "الخبر"عدد من الأحاديث الصحيحة التي تدعم طرحه أوضحت عدم ورود الصلوات الإبراهيمية في التشهد وكل الأحاديث الواردة صحيحة، دون أن يذكر فيها الصلوات الإبراهيمية. موقع" شبكة سما الإخبارية "يعيد نص ما توصل إليه الصحفي والباحث الفكري فهد سلطان. - كما هو مقرر في كتب العقائد والأصول أنه لا مكان لبشر أن يُعبد الناس بشيءٍ لم يشرعه الله على عباده, واستندوا في ذلك الى أدلة كثيرة منها قول الله ” اليوم أكلمت لكم دينكم” وكما جاء في الحديث الشريف الذي ترويه كتب الصحاح عن عائشة ” من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد ” والمتفق عليه عند الكثير من الفقهاء أن العبادات متوقف التعبد فيها لله ولما بينه رسول الله فقط, وسمي من أدخل شيء في العبادات دون مستندٍ قطعي الثبوت والدلالة تدخل في دائرة البدعة في الدين التي تلزم المسلم الابتعاد عنها وترك العمل بها متى ما علم بذلك مباشرة . - ومعلوم أن العبادات والشعائر قد حث عليها القرآن الكريم وبينها النبي علي الصلاة والسلام بصورة متواترة كما عزز ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ” صلوا كما رأيتموني أصلي ” وقوله ” خذو عني مناسككم ” وبالتالي فالصلوات الخمس وكل التفاصيل المتعلقة بها وتفاصيل الحج ومقادير الزكاة من السنة العملية التي لا فضل للروايات في وصلولها الى المسلمين بقدر ماهي سنة عملية تواتر نقلها الكافة عن الكافة والذين يستحيل تواطؤهم على الكذب وهذه السنة المتواترة تدخل في باب القطعيات والمكذب بها مكذب بالدين.. - في الفترة التي تلت العصر الاول اختلف المسلمون اختلاف كبير أكثر من ذي قبل, وظهرت على إثر ذلك الكثير مما لم يكن في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ولا في عهد أصحابه, فالكذب على رسول الله ظهر في عهد النبي نفسه ما دفعه عليه الصلاة والسلام الى التشنيع على هؤلاء بقوله في حديث صريح تنقله كتب السير والحديث ويعد من الاحاديث المتواترة ذات الشهرة الكبيرة ” من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار” وهذا التشنيع والوعيد لمن يكذب على رسول الله لخطورة الكذب على شخص الرسول ” فقد جاء في رواية أخرى أن الكذب علي – الرسول – ليس كالكذب على احد غيره ” وهذا صحيح عقلاً فالكذب على رسول الله في اختلاق أقوال واحاديث على لسانه يختلف عن الكذب على غيره مع أن الكذب ممقوت صاحبه ولا عبرة بمن يذهب الى أن خطورة الكذب على رسول الله منحصرة على المتعمد فذلك قول مردود ليس هذا مجال لمناقشته. ظهر الكذب في عهده علية الصلاة والسلام وكان ذلك يمثل سابقة خطيرة ينبغي إيقافها وعمل حد لها. فقد فضح النبي عليه الصلاة والسلام الكثير من الذين كانوا يكذبون عليه في زمانه وكان يؤكد ” إنما أنا بشر ” وجاء فضح هؤلاء عبر القرآن الكريم في آيات تؤكد ذلك لتعزز بشرية النبي علية الصلاة والسلام وحراسة الله لهذا الدين من أن تشوبه شائبه من دس أو كذب تؤثر على سير هذا الدين في قلوب وعقول المسلمين. كما أنه بعد موته علية الصلاة والسلام فقد احتاط الصحابة لذلك, وتذكر لنا كتب السير تصرفات الصحابة ومنهم بشكل رئيس الخلفاء الأربعة الراشدين في التعامل الحازم مع الروايات المنسوبة الى النبي عليه الصلاة والسلام وهي تفوق في دقتها ما قامت به مناهج التدقيق في عصر التدوين بعد ذلك والتي على أهميتها إلا أنها لم تمنع بشكل كامل تسرب بعض تلك الأكاذيب المنسوبة الى النبي من المرور والعبور الى الكتب المعتمدة عن كل الفرق بلا استثناء. لم يقتصر الأمر على مواجهة الروايات كما تذكر لنا كتب السير والتراجم والتاريخ والاحاديث حول تعليقات عائشة على عدد من الصحابة ومواجهة بعض المرويات , بالإضافة الى الصرامة التي عرف بها الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ليس على الروايات وإنما على الذين كانوا يكثرون من تلك الروايات دون تورع ودون معرفة كافية بدلالة القرآن الكريم والتي هي كفيلة بدحض أي شبهة من وراية وأو قصة مختلقة عن الدين. - بعد افتراق المسلمين وظهور الطوائف والفرق كنتيجة لهذا الاختلاف والافتراق, وانتشار الكذب على رسول الله بصورة لم تكن من قبل كما يؤكد ذلك عدد من الفقهاء ولعلى مقولة الإمام البخاري ” جمعت الصحيح من بين ست مئه ألف حديث تؤكد الحجم الذي وصل الى الامر في تلك الفترة ” هذا الاختلاف والافتراق وانتشار الكذب الغرض منه شرعنه كل طائفة وفرقة على ما هي عليه , والتأكيد على صوابيه ما هي عليه , فهي تجد مستند من الاحاديث يدعم توجهها أكثر من القرآن , وبعد موت النبي والخلافاء الراشدين وموت الكثير من الصحابة تغير الأمر في معرفة الصحيح من غيرة ورغم أن منهج العرض على القرآن كفيل برد كثير من تلك الروايات إلا أن التوجه نحو السند وترك المتن كانت هي البوابة التي تسربت إليها الكثير من تلك الأقوال والروايات وليس هذا مجال لمناقشتها . - في ظل هذا الواقع أطلت البدع بقرونها كجزء من الواقع الجديد الذي يعتمد على محاولة الخصوم التميز عن الخصم الأخر في كل شيء, وقد كان للعبادات والشعائر نصيب كبير من ذلك رغم أن الأصل في الاخذ هي السنة المتواترة وليست الروايات الأحادية أو غيرها. هنا تعزز مفهوم المخالفة التي كان يمارسها كل فريق ضد الأخر, والتي زادت اتساعاً مع مرور الوقت, وشهد القرن منتصف القرن الثاني والثالث والرابع أوجها, وبدأ واضحاً وجليا ً في كثير من الروايات التي بين أيدينا والتي توكد شدة الاختلاف وجرأة البعض في المخالفة لمجرد المخالفة وربما أن فرقتي السنة والشيعة اليوم تؤكد بجلاء هذا الخلاف العميق في كثير من العقائد والتفاصيل على مستوى العقائد والعبادات وعلى باقي تفاصيل القضايا الإسلامية – مع العلم – أن هناك مذاهب وفرق اندثرت وبقيت بعض المعالم باقية على تفاصيل الحياة العبادية التي كانت تمارسها وتؤكد البعد الشاسع بينها والتحول الكبير الذي شهدته في فترات التحول والبون الشاسع بينها وبين تفاصيل الإسلام الذي بقي محتفظ به كسنة عملية باقية لم يطالها الكثير من التحريف والتغير والتبديل بين المسلمين.. - نقول ذلك ونحن ندرك جيداً أنه لا يمكن قراءة عالم من العلماء السابقين أو مذهب من المذاهب أو فرقة من الفرق بمعزل عن الواقع الذي أنتجته وعاش فيه , هذه القراءة تتعمق في تفاصيل ذلك الواقع من خلال كتب السير والتاريخ والتعرف على المشهد من جميع الجوانب من أجل رسم صورة أكثر وضوحاً تجعلنا في صورة ما حدث وفي تعرف تام على تلك الحياة التي عاشها ذلك الفقيه أو العالم أو ولدت فيه تلك الفرقة أو تعزز حضور تلك الطائفة. كما ينسحب ذلك على الصحابة في القرن الأول والقرون الأخرى , فالإمام أبو حنيفة والإمام مالك والشافعي وأحمد وغيرهم في كل مما أنتجوه فيما أصابوا فيه وأخطئوا لا يمكن النظر الى تلك الجهود بمعزل عن ذلك الواقع الذي عاشوه وعاصروه وتفاعلوا معه, وهذا ما يجعلنا نتفهم للكثير من الآراء والإنتاجات التي خرجوا بها والتي جانبت الصواب بشكل أساسي في بعض مما أنتجوه. - يعد الإمام الشافعي أحد أبرز العلماء والمفكرين فقد ولد في 150 ه العام الذي توفى فيه الإمام ابو حنيفة وتوفى في عام 204ه ويعد حسب كثير من المفكرين أنه مؤسس الفكر السني وهو أول من وضع علم أصول الفقه في كتابه الشهير الرسالة والذي كان له ما بعده ولا زال هو المعمول به حتى اليوم عند غالبية علماء المسلمين حتى اليوم رغم مطالبة البعض من المفكرين المعاصرين بضورة وحتمية التجديد في أصول الفقه التي وضعها الإمام الشافعي كجزء من المواكبة للواقع اليوم. - للإمام الشافعي جهود كبيرة في خدمة الإسلام كما في مقارعة البدع المنتشرة في زمانه واستطاع أن يرد على كثير من الشبهات التي كانت سائدة في عصره ما مكنه من رد وإحباط لكثير من المحاولات العديدة التي كانت تستهدف الإسلام بشكل رئيس, وقد كان الشافعي إماماً بحق لعلمه الغزيرة ودرايته الكبيرة في علوم كثيرة استطاع أن يوظفها في خدمة منهجه الذي سارع عليه في كل ما انتجه وخلفه بعده. وهو مع ذلك .. فقد رافق جهده الكبير بعض من الأخطاء على المستوى المنهجي والفقهي الاجتهادي وهذا لا يطعن أو يقلل من مكانته الكبيرة لدى المسلمين التي كانت ولا زالت حتى اليوم بقدر ما تدعوا الى أعادة القراءة في بعض مما أنتجه. من تلك الملاحظات التي نسب إليه وطرحت عليه عدد من الانتقادات تعصبه بصورة لا تخطئها العين لعنصر القرشية التي ينتسب إليها , وقد بدا دفاعه الشديد عن عربية القرآن الكريم في ذلك العصر الذي ساد فيه العنصر غير العربي من الموالي بعد توسع رقعة الفتوحات الإسلامية, هذا التعصب للجنس القرشي ومحاولة شرعنه ذلك بكل وسيلة هي ما جرت عليه كثير من الانتقادات في عصرة وحتى اليوم , ومن تلك القضايا التي مثلت مثار جدل ما تضمنه كتاب الرسالة حول موضوع السنة والتعريف الجديد الذي أتى به خلافاً لما كان معمول به قبل تدوين كتاب الرسالة وما سار عليه المسلمون من عهد الرسالة وحتى عهد صياغة كتاب الرسالة. فهناك عدد من المواضيع التي تحتاج الى أعادة قراءة من ذلك أيضاً مفهوم الحكمة في القرآن الكريم والتي سنفرد لها دراسة خاصة ان شاء الله , فما يعننا هنا ما يتصل بموضوع آل البيت والشرعية التي خلفها لهذا الفصيل والذي لم يكن يجد الكثير من الأدلة التي تبرر له هذا الموقف المغاير لما تضمنه الإسلام في التعامل مع الناس على قدم المساواة, ومن ثم ابتداع الصلاة الإبراهيمية وإدخالها في الصلاة دون أي مستند حقيقي يؤكد هذه السنة, والتي تخالف ما اتفق عليه المسلمون من أن العبادات متوقف الزيادة فيها والنقصان وهو ما ستنال شيء من النقاش في هذه المبحث بسرد كامل للكل الروايات المعتمدة عند أهل السنة خلافاً لما قرره الإمام الشافعي. ما يعنينا هنا إصرار الإمام الشافعي عليه رحمة الله في إدخال الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأخير في الصلاة لاجتهاد رآه فقط وهو ما شنع عليه البعض والبعض من أهل مذهبه ما سنذكره في سياق هذا المبحث والذين راو أنه لا مستند للإمام الشافعي فيما ذهب إليه من أدخال الصلاة الإبراهيمية في التشهد إلا أدلة لا ينطبق عليها منهج الشافعي الشديد في التعامل مع النصوص , هذا الاجتهاد الخاطئ والتي استفاد منها البعض في جعلها شرعية سياسية على حق الولاية على الناس مثل ” ولاية البطنين” كون الشرعية السياسية تسمد شرعيتها من الشرعية الدينية. - مصطلح آل البيت الذي انتسب إليه ودافع عنه الإمام الشافعي دفاع شرس فيه كلام طويل وهناك أبحاث معاصرة ناقشت هذا المبحث بشيء من التفصيل وكنا قد سبق أن نشرنا في – فكر مأرب برس – على مدى ثلاث حلقات مبحث جريء للباحث عبد الله القيسي حول هذا الموضوع باستفاضة. سوف نعتمد في سرد صيغ التشهد على الكتب المعتمدة عند أهل السنة تحديداً على أن نناقش الروايات عن غيرهم في فترة لاحقة وهذه الروايات كلها مجتمعة لا تسعف الإمام الشافعي في اجتهاده برواية واحدة أو دليل تسوغ له ما ذهب إليه, وأن هذه السنة المبتدعة ( الصلاة الإبراهيمية) في التشهد والتي أدخلت فيه من البدع في الدين يلزم التوقف عنها فوراً. صيغ التشهد .. الروايات المعتمدة عن أهل السنة حول صيغة التشهد تسع روايات ننقلها كاملة وكلها تؤكد أنه لا يوجد رواية واحدة تعزز ما ذهب إليه الأمام الشافعي . - تشهد ابن مسعود: في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود قال : علمني رسول الله التشهد وكفى بكفه كما يعلمني السورة من القرآن : التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته , السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله – وكذلك رواه أصحاب السنن, وفي رواية ولقننيه كلمة كلمة وفي رواية إذا قلت هذا أو قضيت هذا فقد قضيت صلاتك وقد اختاره ابو حنيفة واحمد وأصحاب الحديث وأكثر العلماء. - تشهد ابن عباس :روى مسلم وأصحاب السنن عن ابن عباس وكذلك روى الشافعي في الأم قال: كان رسول الله يعلمنا كما يعلمنا السورة من القرآن فيقول , قولوا : التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله , السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين , اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. - تشهد عمر بن الخطاب : روى مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن عروة ابن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القارئ أنه سمع عمر بن الخطاب وهو على المنبر يقول , قولوا : التحيات الزاكيات لله , الطيبات الصلوات لله , ورواية السرخسي في المبسوط : التحيات الناميات الزاكيات المباركات الطيبات لله . قال مالك : أفضل التشهد تشهد عمر بن الخطاب , لأن عمر قاله على المنبر بمحضر من الصحابة قلم ينكروه عليه إجماعاً ورواه أبو داود وابن مردويه مرفوعاً. - تشهد أبي سعيد الخدري : التحيات الصلوات الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله , قال أبو سعيد : وكنا لا نكتب إلا القرآن والتشهد . ( تقييد العلم للخطيب البغدادي ). - تشهد جابر بن عبد الله : وفي حديث جابر المرفوع عند النسائي وابن ماجه والترمذي في العلل بلفظ : كان رسول الله يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن “باسم الله وبالله التحيات ” صححه الحاكم . - تشهد عائشة : روى مالك في الموطأ عن عائشة زوج النبي أنها كانت تقول إذا تشهدت : التحيات الطيبات الزاكيات لله , فتسقط (لله ) عقب التحيات والصلوات بخلاف ما في حديث عمر وابن مسعود من إثباتهما وهي مرفوعة , وزادت على حديث عمر : وحده لا شريك له ” وكذلك ثبت هذه الزيادة في حديث أبي موسى مرفوعاً عند مسلم . - تشهد ابي موسى الاشعري : روى مسلم وأبو داود أن التشهد عند أبي موسى : التحيات الطيبات الصلوات لله ” وفيه وحده لا شريك له “ - تشهد سمرة بن جندب : التحيات الطيبات والصلوات والملك لله. - تشهد ابن عمر : روى مالك في الموطأ عن نافع عن ابن عمر أنه كان يتشهد يقول باسم الله التحيات لله الصلوات لله والسلام على النبي وقال فيه ” فإذا قضى تشهده وأراد أن يسلم قال السلام على النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عبادا لله الصالحين وهذه زيادة تكرير في التشهد ورواية السلام على النبي التي جاءت في هذا التشهد قد ورات في رواية البخاري عن ابن مسعود في باب الاستئذان فقد قال في أخرة : واشهد أن محمداً عبده ورسوله وهو بين ظهرانينا فلما قضى (توفى): قلنا السلام على النبي . قال ابن حجر على ذلك بقوله ورد في بعض طرق حديث ابن مسعود ما يقتضي المغايرة بين زمانه صلى الله عليه وسلم ويقال بلفظ الخطاب وأما بعده يقال بلفظ الغيبة , وفي الاستئذان في صحيح البخاري من طريق ابي معمر عن ابن مسعود بعد أن ساق حديث التشهد قال : وهو بين ظرانينا فلما قضي قلنا السلام يعني على النبي . قال السبكي في شرح المنهاج : أن صح هذا على الصحابة دل على أن الخطاب في السلام بعد النبي غير واجب يقال السلام على النبي , قال الحافظ قد صح ولا ريب . قال عبد الرازق : اخبرنا ابن جريج اخبرنا عطاء أن أصحابه كانوا يقرؤون والنبي : حي” السلام عليك أيها النبي فلما مات قالوا السلام على النبي وهذا اسناده صحيح . ولهذا الاختلاف قال القاضي : هذا يدل على أنه إذا اسقط لفظة هي ساقطة في بعض التشهدات المروية صح التشهد , فعلى هذا يجوز أن يقال أقل ما يجزئ افي التشهد التحيات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله , السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين , اشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمداً عبده ورسوله أو أن محمداً رسول الله . يعلق الشيخ محمود أبو رية احد شيوخ الأزهر على هذه الصيغ بقولة “هذه تشهدات تسعة , وردت عن الصحابة وقد اختلفت ألفاظها ولو أنها كانت من الاحاديث القولية التي وريت بالمعنى لقلنا عسى, ولكنها من الأعمال المتواترة التي كان يؤديها كل صحابي مرات عديدة في كل يوم وهو يعدون بعشرات الألوف. ويضيف” ومما يلفت النظر أن كل صحابي تشهد يقول أن رسول الله كان يعلمه التشهد كما يعلمه القرآن، وأن تشهد عمر قد ألقاه من فوق منبر رسو الله والصحابة جميعاً يسمعون فلم ينكر عليه أحد منهم مما قال كما ذكر مالك في الموطأ . ويستدرك أبو رية بقولة ” ومما يلفت النظر كذلك أن هذه التشهدات على تباين ألفاظها وتعدد صيغها وكثرة رواتها قد خلت كلها من الصلاة على النبي فكأن الصحابة كانوا كما قال ابراهيم النخعي يكتفون بالتشهد والسلام عليك أيها النبي ورحمة الله . أقوال الفقهاء في الصلاة الإبراهيمية.. ولقد اختلف الائمة في وجوب الصلاة على النبي في الصلاة المفروضة فأبو حنيفة وأصحابه لا يوجبونها في التشهد وأما الشافعي فقد جعلها شرطاً. وفي البحر الزاخر لابن نجيم وأما موجب الأمر في قوله تعالى ” صلوا عليه فهو افتراضها في العمر مرة واحدة في الصلاة أو خارجها , لأن الأمر لا يقتضي التكرار وهذا بلا خلاف. وقد قال بذلك السرخسي في المبسوط ابن همام في شرح فتح القدير والقسطلاني في إرشاد الساري وقال القاضي عياض في الشفاء , وقد شذ الشافعي فقال من لم يصلى على فصلاته فاسدة ولا سلطان له في هذا الأقوال ولا سنه يتبعها وشنع عليه في ذلك جماعة منهم الطبري والقشيري وخالفه من أهل مذهبه الخطابي فقال إنها لست بواجبه ولا أعلم له فيها قدوة. والتشهدات المرويات عن الصحابة لم يذكر فيها ذلك وأما حديث ” كل صلاة لم يصل علي ؟ فقد ضعفه أهل الحديث وحديث ابن مسعود من صلى صلاة لم يصل فيها علي وعلى أهل بيتي لم تقبل منه” فقد قال الدراقطني أنه من قول ابي جعفر محمد الباقر بن علي بن الحسين وأصل قوله لو صليت صلاة لم أصل فيها على النبي ” صلى الله عليه وسلم ولا على أهل بيته لرأيت أنها لا تتم. المراجع - ضحى الإسلام : أحمد أمين - من إسلام القرآن الى اسلام الحديث : جورج طرابيشي - اضواء على السنة المحمدية : محمود ابو رية. - نحو فقه جديد الجزء الثاني : جمال البنا - الإمام الشافعي وتأسيس الوسطية : نصر حامد أبو زيد - تجديد أصول الفقه : حسن الترابي - الاجتهاد : عبد المنعم النمر - الإسلام عقيدة وشريعة : محمود شلتوت
* الصلاة الإبرهيمية أثناء التشهد هي «اللهم صل علي محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد». * صورة الباحث للمصورة نادية عبدالله * يرجى الإشارة إلى المصدر عند نقل المادة
