قالت تركياوالعراق ان العلاقات بينهما آخذة في التحسن وانهما سيتعاونان عن قرب لمنع امتداد الحرب الاهلية في سوريا الى أراضيهما. وشاب التوتر التعاملات بين الدولتين في السنوات القليلة الماضية لاسباب منها تعزز الروابط بين تركيا وكردستان العراق شبه المستقل المنخرط في نزاع مع الحكومة المركزية في بغداد حول النفط والأراضي. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان يوم الجمعة إنه بالرغم من أنه لا تزال هناك خلافات بين بغداد وتركيا بشأن سوريا إلا أنهما متفقان على ضرورة احتواء خطر التطرف. وقال في مقابلة مع رويترز إن ما يثير قلق الجميع هو زيادة التطرف وما وصفه بانهيار أو تآكل دولة سوريا مشيرا إلى أن هذا من شأنه أن يشيع الفوضى في المنطقة بأسرها. واجتذبت الحرب السورية مقاتلين اسلاميين سنة من انحاء المنطقة ومن خارجها ليحاربوا حكومة الرئيس بشار الأسد كما أحيت تنظيم القاعدة في العراق. واندمج جناحا القاعدة في سورياوالعراق تحت اسم الدولة الاسلامية في العراق والشام التي شنت هجمات داخل سورياوالعراق وسيطرت خلال الاسابيع القليلة الماضية على أراض في شمال سوريا قريبة من الحدود التركية. وقال زيباري إن جماعة مثل الدولة الاسلامية في العراق والشام جعلت العراقوسوريا جبهة واحدة وإن نقل الأسلحة وتحرك هذه العناصر يمثل تحديا خطيرا يوميا بالنسبة للعراق. وصرح داود أوغلو بأن الموقف في سوريا هيمن على محادثاته مع زيباري وانهما اتفقا على تعميق التعاون بما في ذلك وضع آلية رسمية لتكثيف المحادثات بين الحكومتين. وقال داود أوغلو في المؤتمر الصحفي المشترك "كان هناك للأسف ركود في علاقاتنا المتبادلة... في فترات ماضية. حققنا في الآونة الأخيرة زخما جديدا وهناك إرادة قوية حقا لدى الجانبين لمواصلة هذا." ومن المقرر ان يزور وزير الخارجية التركي بغداد في النصف الاول من نوفمبر تشرين الثاني في أول زيارة له للعاصمة العراقية منذ مارس اذار 2011. وسئل زيباري عما اذا كان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سيزور تركيا فقال انه يأمل ان تستمر العلاقات بين البلدين على مستوى أرفع لكنه لم يحدد موعدا لأي زيارة. وثار غضب العراق على وجه خاص بسبب العلاقات بين تركيا وكردستان العراق خاصة في قطاع النفط والغاز. وقال زيباري إنه لم يتم التطرق لقضايا الطاقة في مباحثات يوم الجمعة لكنها مطروحة على جدول الأعمال في اجتماعات لاحقة. ومما يثير التوتر أيضا بين البلدين وجود نائب الرئيس العراقي الهارب طارق الهاشمي في تركيا والصادر ضده في بغداد حكم بالإعدام بتهمة ادارة فرق اغتيال. وينفي الهاشمي وهو سني فر إلى تركيا العام الماضي الاتهامات الموجهة اليه واتهم المالكي -وهو شيعي- بشن حملة شعواء على معارضيه السنة. وشهدت العلاقات في السابق توترا أكبر بسبب الضربات الجوية التركية لقواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. ويخوض الحزب حربا منذ ثلاثة عقود ضد الدولة التركية. وتنخرط تركيا الآن في عملية سلام لإنهاء الصراع لكن البرلمان التركي جدد هذا الشهر للمرة السادسة تفويضا يسمح للجيش بضرب قواعد حزب العمال الكردستاني في منطقة جبلية نائية بشمال العراق. وقال زيباري إن العراق يؤيد بشكل كامل عملية السلام لكنه أشار إلى أن عدد مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين انسحبوا إلى شمال العراق تلبية لمطالب أنقرة يقدر الآن بالمئات وليس بالآلاف كما تشير بعض التقارير. وقال إن أمن الحدود مسألة تصب في مصلحة العراق وكذلك تسوية المشكلة الكردية في إطار النظام الديمقراطي التركي ووحدة الدولة التركية