كان لي شرف الحضور إحدى الندوات التي نظمتها إحدى مؤسسات المجتمع المدني وكما هي العادة والعُرف الإعلامي يحتشد مراسلو القنوات الفضائية لتغطية الحدث والحصول على أي تصريح أو ما قد يطلق عليه إعلامياً .. سبق صحفي في تلك الندوة التي حضرها الكثيرمن مسئولي الحزب الحاكم والشخصيات الإجتماعية المحسوبة عليه حدث شيئاً قد لا يصدقة البعض فقد رفض الكثير من المسئولين الحديث لمراسل قناة سهيل والذي حاول جاهداً الحصول على أي تصريح من أي مسئول فمنهم من رفض صراحةً ومنهم من أدعى أنه لا قدرة له بالتحدث لوسائل الإعلام ومنهم من حاول أخراج تليفونه المحمول وأدعى بأنه يحادث شخصاً هروباً من أسئلة مراسل سهيل الذي خرج من الندوة دون أن يحصل على لقاء أو تصريح واحد سوى تصريحات لبعض المتلهفين للظهور في الشاشة ... هذه الحادثة الغريبة أثارت تساؤلي خلال جلسة مقيل جمعتني مع أحدى قيادات الحزب الحاكم وبحكم صداقتي معه سألته عن السبب الذي يجعل الكثير من قيادات الحزب الحاكم لا تتحدث لقناة سهيل فلم أجد لديه أية إجابة سوى أن القناة تتبع "حميد الأحمر" بعد تلك الإجابة المقتضبة تذكرت مسلسل محاربة سهيل بدءاً من محاولة إجهاض الفكرة وقتلها قبل ميلادها خاصةً بعد أن أفصح الشيخ حميد الأحمر عن إعتزامة إنشاء قناة فضائية عقب إنتخابات 2006م ومن ثم إنشاء قناة سبأ الحكومية في قرار إستباقي لإطلاق حميد قناة سبأ مطلع العام 2009م فأظطر الى تغيير إسم القناة ل سهيل ووصولاً إلى تحرك دبلوماسي كثيف عقب إطلاق القناة من الكويت والذي نتج عنه نقل مقرها من الكويت الى لندن بعد خسائر تعرضت لها القناة في الأيام الأولى لشهر رمضان جراء النقل المفاجئ للمقر , وها هي سهيل اليوم تجد الكثير من العراقيل التي تحول دون عملها داخل الوطن وذلك بالتعرض لمراسليها وكان آخر تلك الحوادث هو ما تعرض له مراسلها في محافظة إب خلال تغطية إحدى الإعتصامات إضافة الى صعوبة النقل المباشر من العاصمة صنعاء وهذا يؤدي بالطبع الى تأخير بث البرامج ويحول دون تطوير القناة ومواكبتها للأحداث بشكل أسرع ورغم ذلك تظهر البصمات الإبداعية في القناة شكلاً ومضموناً ويوماً بعد آخر تحقق تطوراً نوعياً ملحوظاً يعبر عن مدى الكفاءة والخبرة في الفريق العامل بالقناة وحجم الجهد المبذول في تقديم المادة الإعلامية بأسلوب خاص بعيداً عن التقليد والإبتذال ولعل ما لفت نظري تفوق القناة بالجرافيك وإحتكارها للفلاشات الرائعة الترويجية عن اليمن وتميزها بإحترام المشاهد من خلال الإلتزام بمواعيد بث البرامج إضافة الى الجمع بين الهدف والمضمون في إنتقاء المادة الإعلامية كل ذلك تفتقر اليه باقة اللوزي على العربسات والقنوات المتكرره والتي تتناسل كما هي الأحزاب اليمنية ولا جديد سوى إختلاف التسميات فالبرامج يتم تناقلها من اليمن الى سبأ الى عدن ويمانية . لقد مثل إنطلاقة سهيل إضافة نوعية للإعلام الفضائي اليمني وإحراجاً كبيراً لإعلام اللوزي الذي يراوح مكانة ويغرد خارج الفضاء الإعلامي متناسياً أن عهد الإحتكار قد ولى ولعل السلطة اليوم باتت تواجه شبحاً إسمه "سهيل " بالصوت والصورة بعد أن أمعنت في تجهيل العامة وتحريضهم ضد الصحافة والصحفيين والأمر يختلف بالنسبة للتلفزيون الذي يغزو منازلنا دون أذن مسبق واليوم تقل مبررات السلطة وتضعف حججها أمام تقرير ميداني واحد من هُنا أو هُناك ولعل الإحراج الأكبر لمسئولي السلطة هو في برامج سهيل الحوارية ولعلكم تتذكرون عند كل برنامج حواري يتلكئ الجانب الحكومي ويعطي وعوداً بالحضور وفي النهاية لا يحضر للبرنامج كما حدث خلال مناقشة فساد الأراضي بمحافظة الحديدة والتي غاب عنها الجانب الحكومي دون إبداء أية أسباب ليظل الحوار من جانب واحد ويظل المقعد المخصص للجانب الحكومي فارغاً من أي مسئول وهذا ما قد يثلج صدر المبدع مفضل الأبارة الذي يتعمد إعلان رفض الجانب الحكومي الحضور أو قام المسئول بعد الموافقة على الحضور بإغلاق هاتفه قبل موعد التسجيل بساعات .. . سهيل أبدعت بكل ما تحمله الكلمة من معنى وتألقت في الكثير من الجوانب خاصةً السياسية منها التي كان يفتقر اليها المواطن اليمني .. المعارض على وجه التحديد والذي ظل متعطشاً لوسيلة إعلامية فضائية تحاكي الواقع وتنتصر للرأي الآخر وتضع حداً لأهازيج السلطة وتقترب من المواطن أكثر فأكثر لتلامس الهم الوطني في كل جوانبة وتشعباته وترصد الحدث بكل أبعادة وتجلياته وتعطي الثورة والوحدة معنى آخر يعيدها الى ألقها المتجدد ويمحو من على جبينها شعارات الإقصاء ورفض الآخر . لقد أحتفلت سهيل بالوحدة بطريقة مغايرة وبأسلوب فني رائع لا يخلو من العتب ومن توجيه الرسائل وإن كانت قاسية الى البعض الذين أرادو الوطن لأنفسهم وعمدوا بأسلوب رخيص الى محو الذاكرة الوطنية وتشويها فكانت سهيل تكبر بحجم الوطن ويتسع إبداعها ليشمل الجميع ولا عيب في أن إنتهاجها نهج معين فهذه هي التعددية بمفهومها الصحيح و كل ذلك لا يبرر التشكيك في وطنيتها وصدق رسالتها ولا يجعلنا أيضاً على توافق دائم مع كل ما تبثه ولكن يجب الإعتراف أنها كانت عنواناً لليمن وليس بغريب القول أنه لو توفرت لفريقها الإمكانيات اللازمة لتفوقت على الجميع وبل ووصل صداها الى الوطن العربي بأكمله فر غم ما يواجهها من صعوبات إلا أنها أستطاعت وبجداره كسر حاجز الصمت وفتحت آفاقاً جديدة للمواطن اليمني .