"رغم وفاتهم.. فإن شهداءنا يحلقون الآن في سماء تل الربيع، ويفرضون حظرا جويا على مطارات الاحتلال"، "شاهدوا الآن الجنود الصهاينة وهم يركعون على الأرض أمام الشهيد الجعبري"، "المقادمة ينير سماءنا في القدس الآن"، "ضياؤك يلهمني حيا وميتا يا رنتيسي.. ولا زلت رعبا للصهاينة أبدا"، "صافرات الإنذار تدوي الآن في حيفا إجلالا لوصول الرنتيسي.. الغاصبون ينحنون أمامه ويمسكون رؤوسهم". كلمات غرد بها فلسطينيون يصفون صواريخ المقاومة محلية الصنع التي حلقت فوق المدن المحتلة وحملت أسماء شهداء المقاومة الفلسطينية ووصلت مدنا لم تكن تصل إليها قبل ذلك، وفرضت حظرا جويا عدة مرات على المطارات المدنية التابعة لسلطات الاحتلال.
"جعبريٌ وسط قبرٍ.. يقصفِ الآنَ يهودْ؛ لم يمتْ من صاغ جُندا.. في الوغى هُم الأسودْ".. بتلك الكلمات وثق الشاعر الكويتي أحمد الكندري قصف المدن الفلسطينية المحتلة بصواريخ "j80" الفلسطينية محلية الصنع التي حملت اسمها تيمنا بالقيادي القسامي الشهيد أحمد الجعبري، وهي الصواريخ التي حلقت في تل أبيب مرات عديدة.
وغيرت حركة المقاومة الإسلامية حماس وذارعها العسكرية كتائب الشهيد عز الدين القسام الطريقة التي تتبعها في تسمية الصواريخ، فبعد أن كانت قسام واحد واثنان وثلاثة وأربعة، فاجأت الاحتلال بصواريخ أبعد مدى من سابقتها وأخذت تسمي الصاروخ بالحرف الإنجليزي الأول في ألقاب أسماء قادتها السابقين الذين اغتالهم الاحتلال الإسرائيلي، فمثلا صاروخ (M75) يرمز إلى الدكتور إبراهيم المقادمة الذي اغتالته إسرائيل في 2003.
أما صاروخ (R160) فيرمز للدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي تولى رئاسة الحركة في غزة بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين، وتم اغتياله عام 2004 بعد أقل من شهر على اغتيال ياسين؛ بينما يرمز صاروخ (J80) لأحمد الجعبري أحد أهم قادة كتائب عز الدين القسام والذي تم اغتياله عام 2012.
وكان مدى النماذج الأولية من صواريخ القسام لا يتجاوز الثلاثة كيلومترات، وفي عام 2007 تم تطوير مدى الصواريخ ليبلغ عشرة كيلومترات، إلى أن تم تطوير صواريخ قسام 4 لتكون قادرة على أن يصل مداها إلى 17 كيلومترا غير أن الصواريخ الجديدة بلغ مداها عشرات الكيلومترات، وقصفت المقاومة بها مناطق في الجنوب لم يكن ينالها القصف أبدا، ومن بين تلك المناطق ديمونة التي يقع بها المفاعل النووي الصهيوني.
وتختلف صواريخ القسام عن صواريخ غراد أن الأولى هي صواريخ بدائية مفردة، وأما الثانية فهي منظومة متطورة وتطلق مجموعة من الصواريخ على شكل وابل. ولكنهما تتشابهان في أنهما تنتميان لمجموعة الصواريخ غير الموجهة.
وبالرغم من أن غير الصواريخ الموجهة لا تكون بالغة الدقة في إصابة أهدافها (الصاروخ الموجه هو مقذوف يستخدم منظومة توجيه للوصول إلى الهدف، مثل أشعة الليزر أو الأشعة تحت الحمراء) وهو ما يفقدها جزءا من قوتها، فإن ذلك مثل في أوقات كثيرة عاملا حاسما في إفلات تلك الصواريخ من منظومة القبة الحديدية التي لم تكن قادرة على تحديد وجهة الصواريخ بدقة عالية والتصدي لها بشكل تام.