قالت صبية جميلة :- كان المطر يهطل بشدة لكنه لم يبلل شعري! بيني وبين نفسي اطلقت هذا السؤال: تراها مظلة ام هي تكذب ؟!! قبل ان تسمع سؤالي الغبي ،وتلمح ابتسامتي البلهاء انفجرت السماء ؛وتسربت مياهها بحرية . تحول شرشفها الاسود الى شفافية ، وثقوب تتسرب منها المياه بين اعطافها وخصلات شعرها، تعبث بصدرها من شق يلوح منه اللهب برغم البلل . تتجرد من الصمت . حاصرها سنوات طويلة. كأن المطر مزق عنها الأردية، كواتم الصوت والانفاس . تقول كلام لم أسمعه من قبل . ينطلق في الشوارع جو موسيقي . الطرب المذاع يبدأ الرقص الجميل (زفة العروس) وكان معنا في الفرح طالبات وطلاب الجامعة، وبيني وبينها يجلس طفلي منها . في عينيه قطرات دموع ،وحبات مطر. تأتي سيارة جيب فاخرة لها مؤخرة فاتنة ومقدمة مدججة بالموت؟ وتحتها ينكفئ جسد حبيبتي . ما من صوت: او حركة : او حياة . وعلى الأسفلت بركة من دمها الذي اختلط بالماء والتراب ، ودفاتر ، واوراق ملطخة ، تسبح في اتجاهات معاكسة. يرتفع إيقاع عربة إسعاف . تطلق هديرها بقوة. تبتلع جسد حبيبتي في جوف الليل . تنطلق بسرعة بأقصى قوتها ، وتفاخر بإطلاق هديرها المشؤوم .