شهدت الندوة العلمية الخاصة بعالم الفضاء المصري عصام حجي، بمركز الدفع الصاروخي بوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، والمقامة في مقر القنصلية المصرية بدبي حضوراً جماهيرياً كبيراً، ومشاركة لعدد كبير من الشخصيات الدبلوماسية والدينية. وتناول عصام حجي، في شرح مطول المهام العلمية التي شارك فيها ضمن مهمة استكشاف الحياة على سطح المريخ من خلال إطلاق المركبة الفضائية "فيونيكس" والتي أسفرت عن إنجازات علمية كبيرة أبرزها اكتشاف وجود الجليد في قطبي الكوكب شمالاً وجنوباً، الأمر الذي يشير إلى احتمال وجود شكل من أشكال الحياة في هذا الكوكب، كما أن هذا الجليد يظهر بشكل طبقات متراصة في إشارة إلى وجود كمية كبيرة منه على سطح المريخ. وقال الدكتور حجي، إن المياه المكتشفة على المريخ مختلطة ببعض معادن التربة وفي ذلك إشارة إلى تشابه كبير بين المريخ والأرض. وكان ذلك من أهم اكتشافات في رحلة المركبة "فيونيكس"، كما أن الحياة الأولية بدأت عليهما بنفس الطريقة وتحت نفس الظروف لكن الحياة الأولية على المريخ سبقت الأرض بملايين السنوات ثم اختفت، بينما تطورت على الأرض نظراً لظروف وطبيعة المناخ، كما أن الصحراء في القطب الشمالي تشابه الصحراء الشاسعة للوطن العربي وكانت المذنبات المكتشفة على سطح المريخ تشابه أيضاً نفس المذنبات في الصحراء الغربية بين مصر وليبيا. وأضاف "حجي"، يمكننا الاستفادة من هذه الأبحاث الفضائية للتعرف على حجم المخزون الجوفي للمياه وتطوير وسائلها العلمية لتكنولوجيا البحث عما تحت سطح التربة، مشيراً إلى مهمة المسبار "فونيكس" في أداء هذه المهمة وفوائده في توفير الكثير من الجهد والوقت لمعرفة الطريقة العلمية التي تستخدم في هذه المهمة. وتطرق عالم الفضاء المصري، إلى الأخبار الواردة عن التهديدات التي تعرض كوكب الأرض للإصطدام من قبل أحد النيازك، ونفى صحة بعض البيانات الخاصة بموعد الاصطدام وقال: إن بعض وسائل الإعلام تعاملت مع هذا الخبر بمبدأ الفرقعة الإعلامية الأمر الذي خلق نوعا من عدم المصداقية لدى الفرد تجاه الأخبار المتعلقة بأبحاث الفضاء، ورغم خطورة هذا النيزك إلا أن هناك مؤشرات تؤكد على أن احتمالية الاصطدام قليلة جداً، ويعمل حالياً فريق علمي لمواجهة هذا التهديد ولحماية كوكب الأرض من خلال دراسة هذه النيازك والمذنبات، بهدف يجعلها تنحرف عن مسار كوكب الأرض. وأشار "حجي" إلى وجود تغيرات مناخية تؤثر على كل دول العالم والعالم العربي ليس واحة معزولة عن العالم، وهناك تساهل في تعامل الجهات المعنية مع هذه الظروف البيئية والتي بدأت تأثيراتها السلبية في الظهور مثل نقص المياه والذي أدى بدوره إلى ارتفاع عدد كبير من السلع الغذائية والمنتجات الزراعية خاصة في السنوات الثلاث الأخير، إضافة إلى مشكلة تآكل الأرض من قبل مياه البحر، وارتفاع نسبة الملوحة في الأراضي الزراعية.
كما تطرق أيضاً إلى المشاكل التي تواجه نظام التعليم في العالم العربي وتساءل لماذا ترفع الحكومات العربية شعار الاستثمار في شتى المجالات عدا مجال التعليم؟ مؤكداً على ضرورة معالجة الخلل في نظام التعليم والذي تعاني منه غالبية الدول العربية. وفي نهاية الندوة وجه القنصل المصري مهاب نصر، شكره وتقديره للعالم "عصام حجي" لقبوله دعوة القنصلية المصرية لتقديم الندوة العلمية الخاصة بمهام استكشاف كوكب المريخ والاحتفاء به كأحد الرموز العلمية المصرية الهامة، مؤكداً على حرص القنصلية على تفعيل دورها الثقافي والاجتماعي من خلال استضافة كافة الشخصيات العلمية في مقر القنصلية بدبي. وعًبر الداعية عمر عبدالكافي عن فخره بوجود باحث وعالم عربي داخل أهم وكالة فضاء على الأرض، وقال: إن علماءنا في الغرب يقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة كونهم سفراء العرب في المحافل العملية، وأنت أحد قدوة الشباب العرب. وفي نهاية الحفل قام القنصل مهاب نصر، بتكريم العالم المصري عصام حجي بإهدائه درع نادي الجالية المصرية بعجمان. يذكر أن عصام حجي عالم فضاء مصري ولد عام 1975، بدأ مشواره العلمي كمعيد بكليات العلوم بجامعة القاهرة سنة 1997 ثم باحثا بالمركز القومي للبحوث، ثم مدرسا بجامعة القاهرة سنة 2002، ثم باحثاً بمركز الفضاء الفرنسي CNES ثم انتقل لعمل بوكالة ناسا لأبحاث الفضاء بالولايات المتحدة. يعمل الدكتور عصام حجي حاليا في معمل محركات الدفع الصاروخي بوكالة "ناسا" الأميركية في القسم المختص بالتصوير بالرادار والذي يشرف على العديد من المهام العلمية لاكتشاف كواكب المجموعة الشمسية. ويشرف حجي في الوقت الراهن على فريق بحث علماء يعملون ضمن مشروع الذي تتعاون فيه ناسا مع إيسا لدراسة المذنبات، كذلك يشارك في أبحاث استكشاف الماء في المريخ وتدريب رواد الفضاء. كما أنه يشغل منصب أستاذ لعلوم الفضاء بجامعة باريس بفرنسا.