قال تحليل استخباري إن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي تُبذل جهود إقليمية ودولية لإقناعه بالتنحي في إطار منظم تفاديا لتفاقم الأزمة في البلاد سيستخدم الموضوع الأمني ورقة في المفاوضات مع معارضيه.وكانت دول مجلسا لتعاون الخليجي قد دعت صالح والمعارضة اليمنية إلى إجراء مفاوضات في الرياض لبحثسبل الخروج من الأزمة الراهنة. ووفقا لمعهد ستراتفور الأميركي للدراسات الاستخبارية, فإن الرئيس اليمني يتجه على الأرجح إلى ترك السلطة. لكن هذا التحليل يشير في المقابل إلى أنه لم يتضح بعد من يمكن أن يحل محله. ويقول في هذاالسياق إن هذه القضية تشغل ليس فقط فصائل المعارضة وإنما أيضا الولاياتالمتحدةودول مجلس التعاون وحتى "الجهاديين" (وتحديدا قاعدة الجهاد في جزيرة العرب) وإيران. وكانت مصادر خليجية قالت لرويترز إن مبادرة مجلس التعاون ترمي إلىالتوصل إلى اتفاق ينص على أن يحل محل صالح مجلس حكم انتقالي يضم شخصيات سياسية وقبلية. ويفترض وفقا للمبادرة أن ينظم هذا المجلس الانتقالي انتخابات برلمانية في غضون ثلاثة أشهر. وقال الرئيس صالح اليوم الجمعة إنه يرحب بالوساطة لكنه يرفض "أوامر" بضرورة تنحيه. تكتيكات صالح ووفقا لتحليل ستراتفور, فإن الرئيس صالح الذي يواجه منذ أسابيع انتفاضة شعبية سيعمد إلى التلويحبانهيار الدولة باعتباره النتيجة الحتمية لتخليه عن الحكم بالكيفية التي تريدهاالمعارضة. وعلى هذا الأساس, فإنه قد يستخدم هذه الورقة على الأرض من خلالسحب قواته إلى المدن والقواعد العسكرية الرئيسة لإطالة بقائه بالسلطة إلى أقصى مايستطيع. وبإطالة أمد بقائه, سيسعى صالح إلى ضمان مصالح أقربائه والمقربينمنه الممسكين بمفاصل الدولة, خاصة الأجهزة الأمنية التي تحمي النظام كالحرسالجمهوري الذي يقوده ابنه العقيد أحمد, والحرس الرئاسي الخاص. لكن التحليل يقول في المقابل إن استمرار الأزمة على هذا النحو وقتا طويلا ينذر بأن الوضع قد يخرج نهاية المطاف عن السيطرة، وهو ما لا ترغب فيه الولاياتالمتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي. فهذه الأطراف تريد أن تتم عملية انتقال السلطة بصورة سلسة بسبب الأوضاع الهشة في اليمن أمنيا وسياسيا التي يخشى جوار اليمن والغرب أن يستغلها تنظيم "القاعدة". ويعتبر المعهد الأميركي للدراسات الاستخبارية أن الرئيس اليمني لا يزال يلقى دعما كافيا للبقاء من رجال القبائل والعسكريين رغم الانشقاقات التي حدثت مؤخرا في المؤسسة العسكرية, خاصة من قبل اللواء علي محسن الأحمر. وكانت قيادات من قبائل "حاشد" و"بكيل" أعلنت في وقت سابق انضمامهاإلى المنتفضين, وطالبت -بدورها- الرئيس بالتنحي. *الجزيرةنت