بعد المداولة والتشاور بين نشطاء ساحات التغيير والنخب الوطنية في مختلف انحاء اليمن قرر شباب الثورة اصدار هذا المشروع العملي للمرحلة الانتقالية بعد سقوط النظام بما يلبي اهداف الثورة ويحقق طموحات ثورة التغيير المنشودة . المشروع :- خلط الرئيس الاوراق السياسية واستهلكها الى ان باتت بالتعبير الشعبي (عصيدة) استحق بعدها ان يستحوذ على مهمة تمتينها وخاصة انه عمد الى ربط كل مكونات البلد ومقوماته بشخصه ومستعينآ باسرته واقاربه في بعض الاماكن الهامة ولا سيما العسكرية منها .ولقد اودت المعطيات الاقليمية والمحلية والاقليمية والدولية الى خروج الشارع اليمني بغضبه ملتفه حول ثورة الشباب ولن يكون من السهل تجاوز محاذيرها سوى باعمال لغة العقل والحكمة التي لا تتعارض مع روح الثورة والقيام بمبادرة ناضجة وجادة وحاملة لضمانات حقيقية ومؤشرات واقعية وما لم فان المصير سيكون سيئآ للغاية وخاصة على الرئيس واقاربه ومقربيه بل على الوطن والشعب لاسيما ان لغة الوعيد بالحرب الاهلية لا تزال قائمة واخرها على لسان الرئيس نفسه الذي يقف اليوم موقف صعب جدآ بعد المجازر البشعة التي ارتكبت بساحات التغيير والتي اودت بمئات الشهداء والجرحى وادت الى توالي مؤشرات السقوط بطريقة دراماتيكية كل ذلك جعل من طرح مشروع البديل امرآ ذا وجاهة اكثر من أي وقت مضى وخاصة ان اصوات شباب الثورة تنادت للعمل على صياغة رؤية للمرحلة الانتقالية ومجلس انتقالي مؤقت يتولى دور الاستلام والتسليم وهو الأمر الذي تنتظره القوى الخارجية المؤثرة وعلى رأسها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوربي وعلى الجميع التنبه الى ان الامور ان لم تتم بهذة الطريقة التي تفضي الى تسليم سلس للسلطة فانها قد تؤدي الى مواجهات عسكرية في ظل جيش اسري مضطرب وزاد عليه الانقسام بخروج بعض وحداته وعلى رأسها اللواء علي محسن الأحمر بشكل معلن بتأييد ثورة الشباب .فثورتنا لا تطالب باسقاط صالح واقربائه فقط بل باسقاط المنظومة الحاكمة برمتها . لقد دار جدل عقيم في الآونة الاخيرة وبعد ان استمرت الاحتجاجات لاكثر من شهر وحتى اليوم وعلى التوالي وتدخل في شهرها الثالث ومرشحة للاستمرار والتصاعد في عموم الوطن من المهرة الى صعدة وقد تبين ان ذلك الجدل بين المؤتمر والمشترك كرس الامعان في اختزال الحياة السياسية بهما وهذا الخطأ الفادح فاقم الأمور واغلق منافذ الحوار السياسي مع ادراكهما بان الشارع قد تجاوزهما اصلآ وان ثمة قوى اخرى فاعلة وهي اطراف حقيقية في الازمة اليمنية والمتمثلة بالحراك الجنوبي والحوثيين والمعارضة في الخارج فضلآ عن احزاب اللقاء المشترك بل سجلت موقفآ مبكرآ بالانحياز للشارع كالتجمع الوحدوي اليمني وحزب رابطة ابناء اليمن وغيرها اضافة الى احزاب مشكلة معارضة بالخارج وكذلك الروابط والمكونات الشبابية التي تأسست حديثآ وعلى رأس هذة المكونات شباب ثورة التغيير الذين يقودون اليوم الشارع وتشكل حركة جامعة لانشطتهم باعتبارهم عنوان المرحلة وأمل المستقبل وقادة الثورة الحقيقيين. بعد مراجعة ذلك الجدل وتطورات الاحداث وتداعياتها المتسارعة والخطيرة ومايجري اليوم تداوله من حديث عن تصعيد ميداني عواقبه غير مأمونة في ظل المعطى الراهن ارتأى شباب التغيير انه كما قاموا بالثورة ان يقوموا بالإمساك بزمام المبادرة السياسية وأن لا ينتظروا سيناريوهات مسبقة او معدة من قبل أي ممن يريد ركوب الموجة واختطاف استحقاقات الثورة وان يتقدموا بهذا المشروع العملي ليتم انتقال سلس سلمي للسلطة وصولآ الى سلطة منتخبة ديمقراطيآ وبما يلبي طموحات الشعب وخاصة الشباب التواق للحرية والانعتاق ، وحتى لا ندخل في معمعه العنف الدموي او الفراغ القاتل ،فثورتنا ثورة تغيير لا ثورة انتقام وعلى أمل أن يتمتع الجميع بمرونة وحصافة لازمة تضع تغليب المصلحة العليا فوق كل مصلحة ، حقنآ للدماء وبما يصون لليمن أمنه واستقراره . برنامج الخطة : اولآ : خطاب التنحي على الرئيس ان يعلن استعداده لالقاء خطاب سياسي رسمي هام للشعب اليمني مباشرة وليس لمجلسي النواب والشورى او أية هيئة من الهيئات التي باتت فاقدة للدستورية والشرعية . وفي مفتتح الخطاب المكتوب وليس المرتجل والموثق يذكر سردآ سريعآ ومقتضبآ لأهم المحطات التي واجهت اليمن منذ توليه مقاليد الحكم والصعوبات والمخاطر ، كما يذكر بشكل مقتضب اهم المنجزات وخاصة الوحدة اليمنية ، على ان يستدرك ذلك بالاعتراف الصريح والمباشر بأن أخطاءًا حدثت وكانت جسيمة ولم يكن يدرك مدى جسامة تداعياتها السلبية على الوطن وشعبه الى ان عبر الشارع عنها ، ويعترف بأن القضية الجنوبية قضية سياسية وحقوقية وأنه وفقآ لذلك يُنظر اليها على أنها القضية الاهم التي يجب معالجتها لإرساء الوحدة بوصفها أهم المنجزات التاريخية التي يجب أن نحافظ عليها ونضحي من أجلها ونتنازل جميعآ لديمومتها ، كما يعترف بأن أخطاءًا حدثت وتسببت في اندلاع حروب صعدة الست وأنها تعتبر القضية الآخرى الأبرز التي يجب معالجتها لإرساء سلم اجتماعي وبما يكفل لجميع المواطنيين حقهم السياسي والديني والفكري ، الأمر الذي يوكله للمجلس الانتقالي المؤقت والحكومة المنتخبة مستقبلآ . ويعترف الرئيس ايضآ بان الفساد تغوّل في جسد الدولة وبات من الصعب مع مرور الوقت التخلص منه بسهولة وان الهيئات التي استحدثت لمكافحة الفساد أثبتت أنها تحرث في البحر ولم تتمكن من القيام بدور فاعل في هذا الاتجاه ، وعليه يجب حلها فورآ في مقابل تفعيل اجهزة الرقابة الآخرى في الدولة وان الرقابة الذاتية النابعة من الشعور بالمسؤولية هي اصدق رقابة ولأجل ذلك سيكون على المجلس الانتقالي التهيئة لانتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة تفضي الى مجلس نواب منتخب وحاكم منتخب سيتعين عليه مهمة اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب ليتأتى التخلص من هذا الغول تدريجيآ الناهب لخيرات الأمة ومقدراتها واثاره التي لا تحصى ولا تعد . يعلن الرئيس إقالة نجله وجميع أقاربه ، ويتيح الفرصة للمجلس الانتقالي بالقيام بتشكيل قيادة عسكرية مؤقتة . يعلن الرئيس استعداده للتنحي وتسليم السلطة للمجلس الانتقالي المذكور في هذا المشروع في فترة لا تتعدى مدة 40 يومآ ، يتم خلالها انجاز مهمات دور التسليم والاستلام الى المجلس الانتقالي . وبدوره يضمن المجلس الانتقالي أمن وسلامه الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأسرته وتنتقل هذة الضمانة تلقائيآ إلى الحكومة المنتخبة لاحقآ وبإشراف اقليمي ودولي . يُتوقع لهذا الخطاب المتضمن لهذه البنود أن يكون له أثر ايجابي في نفوس المواطنيين الذين ارتفعت نسبة نقمتهم على الرئيس ونظامه وبخاصة بعد المجازر الشنيعة التي ارتكبت في ساحات التغيير والحرية في عموم اليمن والتي ينبغي أن يشير اليها الرئيس السابق في خطابه بما يطيب مشاعر هذا الشعب المعطاء المسالم والمتراحم المؤمن بقضاء الله وقدره والذي قدم الشهداء في سبيل ثورتي سبتمبر واكتوبر ويقدم اليوم الشهداء في سبيل ثورة التغيير السلمي. لقد كثر الحديث عن (البديل) وكثرت المخاوف محليآ واقليميآ ودوليآ بهذا الخصوص وعليه فإن هذا المشروع يضع شكلآ جديآ وموضوعيآ وعمليآ لمجلس انتقالي يمثل كل الطيف السياسي ليدير البلاد مؤقتآ ويهيىء لانتخابات حرة ونزيهة وذلك على النحو الآتي : ثانيآ : قوام المجلس الانتقالي العام المجلس الانتقالي (العام) المؤقت من (49) شخص ، ينتخب المجلس الانتقالي العام خمسة من بين اعضائه بالاقتراع المباشر ليشكلوا المجلس الرئاسي الانتقالي الأعلى المؤقت كأعلى هيئة تنفيذية تدير البلاد ، يتم اختيار رئيسآ للمجلس من بين اعضائه الخمسة بالاقتراع المباشر فيما بينهم . يشكل المجلس الأعلى مع المجلس العام لجانآ تنفيذية ودستورية وإدارية واقتصادية ولجان متابعة وحسبما تقتضي الحاجة . يصادق المجلس العام على قرارات المجلس الرئاسي الأعلى وذلك بالتصويت على القرارات بالأغلبية على أن يشكل حضور ثلث عددهم نصابآ قانونيآ . ثالثآ : المهام العاجلة للمجلس الانتقالي الرئاسي ومدته عام : 1-يقوم المجلس الرئاسي الأعلى بالتشاور مع المجلس الانتقالي العام لتشكيل قيادة عسكرية وأمنية مؤقتة تدير شؤون الامن في البلاد وتحافظ على سيادة الوطن واستقلاله . 2-يقوم المجلس الانتقالي بدعوة كافة المكونات السياسية في الداخل والخارج لتقديم مرشحيهم كممثلين عنهم ممن يمكن الاستفادة منهم في تشكيل اللجان في مختلف المجالات بما فيها اللجان الانتخابية المقبلة ، وذلك خلال اسبوعين من تسلم المجلس الانتقالي الأعلى لمهامه عمليآ .
3- يصدر المجلس الانتقالي الرئاسي قرارآ بتشكيل حكومة انتقالية لتسيير الأعمال بالتشاور مع المجلس الانتقالي العام . رابعآ : المهام اللاحقة للمجلس الانتقالي العام : 1- البحث في حلول ناجعه وشافية للقضية الجنوبية استنادآ الى المرجعيات التاريخية وأهمها اتفاقية الوحدة ،والتأصيل السياسي لمستقبل هذة القضية وفقآ للصوت المعبر عنها والذي يحظى بتمثيل داخل المجلس الانتقالي من خلال قيادات الحراك الجنوبي والحزب الاشتراكي اليمني والقوى الوطنية الجنوبية الأخرى . 2- البحث في معلجة كافة آثار حروب صعدة الست ,من خلال الصوت المعبر عنها والذي يحظى بتمثيل داخل المجلس من خلال قيادة جماعة الحوثي . 3- تشكيل لجنة من كبار المفكرين ورجال القانون والقانون الدستوري لصياغة دستور يمني تُراعي فيه حيثيات الظروف اليمنية بكل جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وما مرت به من حقبات تاريخية حتى اليوم وبما تقتضية متطلبات المرحلة ويعرض الدستور بعد مراجعته من قبل المجلس الانتقالي العام على الشعب للاستفتاء عليه ليمثل عقد اجتماعي جديد يتم احترامه ويحتكم اليه اليمنيون جميعآ . 4- تشكيل لجنة عليا للانتخابات من كافة المكونات السياسية تقوم بالإعداد والإشراف على انتخابات برلمانية ومن ثم الإشراف على الانتخابات الرئاسية . 5- يقوم المجلس الانتقالي خلال الفترة الانتقالية بإعادة بناء وهيكلة المؤسسات الوطنية العسكرية والمدنية بما يتلاءم ومتطلبات الترسيخ الكامل لدولة النظام والقانون .. والله من وراء القصد وهو ولي الهداية والتوفيق ....المجد والخلود لشهداء ثورة شباب التغيير النصر لثورتنا صادر عن شباب الثورة اليمنية السلمية بتاريخ / 10/4/2011م الموافق 6/جماد اول/ 1432ه