يرى محللون ان الولاياتالمتحدة تراقب الازمة السياسية والعنف الذي يشهده اليمن بقلق متزايد خشية ان يتفاقم الفراغ السياسي الذي يمكن ان يسعى تنظيم القاعدة الى ملئه، الا انها لا تستطيع فعل الكثير. ودعا الرئيس الاميركي باراك اوباما، الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الاربعاء الماضي الى الوفاء بوعده «فورا» ونقل السلطة في اطار المبادرة الخليجية التي تقضي بمغادرته منصبه خلال 30 يوما. لكن بعد ايام قليلة من رفضه التوقيع على المبادرة، لا يبدي صالح اي مؤشرات على نيته التنحي عن الرئاسة، بينما اندلعت معارك عنيفة بين قوات الامن وقبيلة حاشد المعارضة لصالح مما اسفر عن مقتل العشرات. واصدرت واشنطن الاربعاء امرا لافراد عائلات الموظفين الاميركيين في اليمن وعدد من الموظفين غير الاساسيين بمغادرة اليمن.وطلبت واشنطن من الاميركيين «توخي الحيطة والحذر في اليمن بسبب الوضع الامني المتدهور وخشية تعرضهم لاعمال ارهابية واضطرابات»، في اشارة الى الاشتباكات المناوئة للحكومة ووجود تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. واوضحت في بيان ان «وزارة الخارجية طلبت من المواطنين الاميركيين عدم السفر الى اليمن ومن الموجودين في اليمن المغادرة فور توفر رحلات تجارية». وقال مسؤول من وزارة الخارجية في وقت سابق ان «العنف تصاعد خلال الايام الماضية. نراقب الوضع عن كثب بالتأكيد ومن الواضح اننا نولي الاهمية الكبرى لسلامة المواطنين الاميركيين». واضاف ان «كل ما استطيع قوله هو اننا نقوم بتقييم الوضع ساعة بساعة. واذا شعرنا ان هناك ضرورة للانتقال الى المرحلة التالية، فسنفعل ذلك».ويشكل هذا التحذير مؤشرا على تغير في التوجهات الاميركية منذ اذار -اي بعد شهرين من الاحتجاجات التي جاءت بوحي من الثورتين في تونس ومصر- عندما سمحت الولاياتالمتحدة للموظفين بالمغادرة الطوعية. وقال بروس رايدل المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) الذي يعمل خبيرا في الارهاب في معهد بروكنغز ان «الولاياتالمتحدة واوروبا لديها مصلحة كبيرة في الحيلولة دون تفكك هذه الدولة التي تعد من اكبر بلدان شبه الجزيرة العربية في عدد السكان». وصرح رايدل لوكالة فرانس برس عبر البريد الالكتروني ان «الفوضى لن تفيد سوى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية». الا ان رايدل قال ان واشنطن لا تستطيع تنحية صالح لتمهيد الطريق للانتقال الديموقراطي. وردا على سؤال حول مدى تأثير قرار محتمل لواشنطن بحجب جميع او جزء من المساعدات العسكرية والتنموية التي تقدمها لليمن سنويا وقيمتها 300 مليون دولار، قال رايدل «مطلقا. لا يمكن ان يكون لهذا اي تاثير بدون القوة». «أ ف ب»