واشنطن بوست - بقلم جيسن اوكمان كان من المعتقد أن مقتل أنور العولقي يشكل صفعة قوية لجهود الدعاية التي يقوم بها فرع تنظيم القاعدة في اليمن. ولكن عندما يتعلق الأمر بالتأثير الذي أحدثه مقتله على قدرة التنظيم على تنفيذ الهجمات، فان الصورة تبقى قاتمة كما كانت عليه عندما تم قتله قبل نحو أربعة اشهر. لقد انقضى أكثر من عام على إفشال المخطط الإرهابي المعروف الذي قام به تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، و كذلك محاولة لإسقاط طائرتي شحن في الولاياتالمتحدة تحتوي على طرود مفخخة. ومضى أيضا أكثر من عامين على محاولة عمر فاروق عبدالمطلب الذي يقال انه قد تم تدريبه من قبل القاعدة في شبه الجزيرة العربية لتفجير طائرة كانت متجهة إلى مدينة ديترويت. بالإضافة إلى ذلك فان القاعدة في شبه الجزيرة العربية أصبحت أكثر نشاطا مؤخرا ورفعت من سقف أطماعها الإقليمية، ولم تعد تهدد بمهاجمة أراضي الولاياتالمتحدةالأمريكية. وبحسب جون ماكلافلين الذي شغل منصب نائب مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية سابقا ما بين 2000 إلى 2004 وكان أيضا القائم بأعمال مدير الوكالة لفترة وجيزة، فإن هناك ثلاثة أسباب رئيسية على الأقل تدعونا للقلق بشأن التهديدات المستمرة التي يشكلها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. تلك الأسباب باختصار هي السرعة، البساطة والاستراتيجية.
وقال ماك لافلين يوم الثلاثاء أثناء حضوره فعالية تتعلق بالامن القومي في مركز وودرو ويلسون «ان العملية التي كلف بها التنظيم عبدالمطلب في ديسمبر 2009 كانت عبارة عن لعبة صغيرة. لقد استغرق الإعداد لتلك العملية نحو شهر. إنها لا تكلف الكثير. وبحسب تقديراتهم فان عملية الطرود المفخخة كلفتهم نحو 4200 دولار امريكي. ولديهم استراتيجية الألف جرح، بمعنى أنه ببساطة بإمكانهم مهاجمتنا أينما استطاعوا». هناك أيضا مخاوف متزايدة ان القاعدة في شبة الجزيرة العربية يزودون مناصريهم من المنظمات التي تتبع تنظيم القاعدة، يزودونهم بالمقاتلين والاسلحة، خاصة جماعة الشباب في الصومال. وبحسب خبراء في الارهاب فان مقتل العولقي لم يهدئ من تلك المخاوف، بالرغم من ان الشباب ما زالوا يصنفون انهم يشكلون تهديدا اقليميا. وقد يكون مسؤولون امريكيون صنفوا انور العولقي بانه قائد للعمليات الخارجية في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بعد مقتل بن لادن. لكن ماك لافلي يعتقد ان فقدان العولقي لم يكن له تأثير كبيرا على عمليات التنظيم. ومن السهل قياس مدى تأثير مقتله على جهود اعلام تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. لم يستطيع اي من قيادات القاعدة في شبه الجزيرة العربية ملئ الفراغ الذي تركه العولقي كمتحدث باسم المجموعة. وكما يعتقد فان اخر عدد قد صدر من مجلة – انسباير – التي يصدرها التنظيم على الانترنت، يعتقد ان المسؤول عنها بشكل كبير هو الامريكي سمير خان الذي قتل إلى جانب العولقي في الغارة الامريكية بطائرة بدون طيار والتي استهدفتما في سبتمبر الماضي. وفي أكتوبر الماضي قال بروس ريدل، المحلل السابق والخبير في شؤون الارهاب في وكالة الاستخبارات الامريكية، قال ل«ذا بوست»: «لست متأكداً إلى أي درجة سيحتفظ تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية برغبتهم في استمرار مجلتهم التي تصدر على الانترنت باللغة الانجليزية. لكنهم سيستمرون في رغبتهم مهاجمة الولاياتالمتحدة».