تسود مدينة العريش منذ الساعات الأولى من صباح امس السبت هدوءا حذرا في أعقاب الاشتباكات المسلحة التي وقعت مساء أمس الجمعة بين قوات الأمن ومسلحين أدى الى سقوط جرحى وقتلى ارتفع عدد قتلى الاشتباكات بين مسلحين وقوات الأمن المصرية في شمال سيناء الى ستة أشخاص قتلوا وجرح 21 آخرون في الاشتباك بين مجموعة مسلحة، لم تكشف عن هويتها، وقوات الأمن في شمال شبه جزيرة سيناء. وقالت مصادر امنية بالعريش أن القوات المسلحة والشرطة ألقت القبض على 15 فردا من نحو مائة مسلح شاركوا في الهجوم الذي استهدف قسما للشرطة بمدينة العريش واستخدموا فيه آلاف القذائف. واضافت أنهم هاجموا مركزا للشرطة واشتبكوا بالأسلحة النارية مع رجال شرطة وجنود من الجيش، وقتل ضابط بالجيش وثلاثة مدنيين من المارة، وقالت تقارير إن شرطيا وشخصا مشتبها فيه توفيا في وقت لاحق متأثرين بجروح أصيبا بها أثناء الاشتباك. وكان النقيب يوسف محمد الشافعي معاون مباحث قسم ثان العريش قد مصرعه فجر يوم السبت متأثراً بجراحه التي أصيب بها خلال الاشتباكات وكان الشافعي يعالج بمستشفى المعادي بالقاهرة بعد أن نقلته طائرة عسكرية من العريش . وقدَّرت النيابة العامة عدد القذائف التي استخدمها المسلحون في الهجوم على قسم شرطة ثان العريش بأكثر من عشرة آلاف قذيفة حصرها رجال المعمل الجنائي بعد أن وجدوا فوارغها بموقع الهجوم الذي تم أمس الجمعة. عن تقرير مبدئي للنيابة أنه تبين من فوارغ القذائف أن المهاجمون استخدموا قذائف يدوية ومدافع رشاشة عيار 500 مل وقذائف غرانوف وآر.بي.جي وأسلحة أخرى جاري تحديدها بواسطة رجال المعمل الجنائي. التقرير أن عملية الهجوم على قسم الشرطة تمت من خلال خمسة محاور واستمرت لمدة تسع ساعات متواصلة، خاصة بعد وصول تعزيزات من قوات الجيش واستخدام الجناة المنازل المجاورة بالمنطقة كسواتر لهم مما أدى إلى صعوبة محاصرتهم. ودفع الجيش الثاني الميداني ومقر قيادته الرئيسية بالإسماعيلية بتعزيزات جديدة لتأمين أقسام الشرطة بالعريش بعد الهجوم الذي تعرض له قسم شرطة ثان العريش مساء اول أمس من قبل مسلحين مجهولين. وقامت قوات الجيش الثاني الميداني بزيادة عدد الحواجز الأمنية على طول الطريق بدءا من مدينة القنطرة شرق التابعة لمحافظة الإسماعيلية وحتى مدينة العريش، وتم تدعيم هذه الحواجز بعربات مدرعة إضافة إلى عدد كبير من أفراد الشرطة العسكرية، ويقوم أفراد الشرطة بفحص هويات جميع المسافرين وتسجيل أرقام السيارات القادمة إلى سيناء. وقالت مصادر أمنية أنه تم تشديد الإجراءات الأمنية حول جسر قناة السويس ونفق الشهيد أحمد حمدي بالنسبة للقادمين من سيناء بعد الهجوم المسلح الذي تعرضت له مدينة العريش مساء أمس وأسفر عن مقتل ثلاثة مواطنين وضابط وإصابة 21 آخرين من أفراد الأمن بالرصاص خوفا من الهروب العناصر المسلحة التي نفذت الهجوم إلى الضفة الغربية لقناة السويس. وأضافت المصادر أنه يتم فحص هويات السيارات والأشخاص القادمين من شمال سيناء عبر جسر قناة السويس باستخدام أجهزة الحاسب الآلي، وتابعت أنه يتم إيقاف أي أشخاص لا يحملون الجنسية المصرية لاستجوابهم. كما تم تشديد الإجراءات الأمنية على القادمين من سيناء عبر نفق الشهيد أحمد حمدي الذي يمر أسفل قناة السويس، وانتشرت الحواجز الأمنية التي إقامتها الشرطة العسكرية بكثافة غير عادية في المناطق الواقعة على جانبي النفق خاصة طريق السويس / الإسماعيلية. وعن الهجوم وقالت مصادر أمنية في سيناء إن حوالي مائة رجل مسلح انتشروا في مدينة العريش في سيارات ودراجات نارية يوم الجمعة ملوحين برايات عليها عبارات إسلامية ومطلقين النار في الهواء. وأضافت المصادر أنهم هاجموا مركزا للشرطة واشتبكوا بالأسلحة النارية مع رجال شرطة وجنود من الجيش، وقتل ضابط بالجيش وثلاثة مدنيين من المارة، وقالت تقارير إن شرطيا وشخصا مشتبها فيه توفيا في وقت لاحق متأثرين بجروح أصيبا بها أثناء الاشتباك. وقال شهود إن المهاجمين -الذين كان كثير منهم ملثمين- يبدو أنهم ليسوا من المنطقة لأنهم ضلوا طريقهم عدة مرات قبل الوصول إلى مركز الشرطة. من جانبه أعلن مدير أمن شمال سيناء اللواء صالح المصري أن القوات المسلحة والشرطة ألقت القبض على 15 مسلحا من الذين هاجموا قسم العريش بينهم عشرة فلسطينيين. وقال إنه لم يستدل بعد على جنسية خمسة مهاجمين آخرين، مشيرا إلى أنه جاري التحفظ على سبعة آخرين من تلك العناصر الجرحى داخل المستشفى. في الوقت ذاته، نفى عضو المجلس التشريعي الفلسطيني محمد دحلان أن تكون له علاقة بهذا الهجوم، وقال إن هذا الكلام ما هو إلا أخبار مدسوسة. وكالات