أكدت الجزائر، الثلاثاء، أنها استقبلت ثلاثة من أولاد العقيد معمر القذافي وزوجته «لأسباب إنسانية»، فيما أنجبت ابنته عائشة طفلة في جنوب شرق البلاد. وسميت الطفلة صفية، تيمنا بجدتها، حسب ما أكدت مصادر موثوقة لصحيفة النهار. وقد دخلت عائشة وشقيقاها هنيبال ومحمد، والزوجة الثانية لمعمر القذافي صفية إلى الجزائر، صباح الاثنين، كما أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية . وقال مصدر حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية، الثلاثاء، إن عائشة وصلت وهي حامل إلى الجزائر و«هي على وشك أن تنجب». وأضاف هذا المسؤول الحكومي، الذي طلب عدم كشف اسمه، «لقد أنجبت عائشة في وقت مبكر هذا الصباح طفلة، وهما في صحة جيدة» رافضا إعطاء تفاصيل إضافية، مكتفيا بالإشارة إلى أن الأم ومولودتها موجودتان «في جنوب» البلاد. واستمر الغموض يكتنف مكان وجود معمر القذافي بعد أكثر من أسبوع على دخول قوات الثوار إلى طرابلس. ويبدي مقاتلو الثوار تصميما على العثور على معمر القذافي لإتمام نصرهم من خلال السيطرة على آخر معاقل القذافي، أي مسقط رأسه سرت. وقال السفير الجزائري في الأممالمتحدة، مراد بن مهيدي، إن زوجات أبناء معمر القذافي وأولادهم رافقوهم إلى الجزائر. وقال لصحيفة نيويورك تايمز «هناك الكثير من الأولاد» من دون تحديد عدد أعضاء المجموعة. ومن المتوقع أن تكون عائلة القذافي، التي تعد نحو ثلاثين فردا من خدم مساعدين واحفاد و عدد من الجرحى، تسكن في مقر في جانترسمي يخضع لحراسة مشددة في محيط جنات المدينة السياحية في منطقة الساحل على بعد 2300 كلم جنوب شرق الجزائر العاصمة.وفي هذه المدينة، التي تنصح وزارة الخارجية الفرنسية رعاياها بعدم التوجه إليها، ينشط تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حيث قام هذا التنظيم في فبراير الماضي بتعقب ثم خطف سائحة إيطالية لا تزال بين يديه. وشهدت خطوط الهاتف في هذه المنطقة مشاكل منذ الصباح، ما جعل الاتصال بالمستشفى أو أي مكان آخر وزارة الخارجية بلّغت رئيس مجلسه التنفيذي بخبر دخول أسرة القذافي الجزائر ومدلسي يعترف بالمجلس الإنتقالي الليبي! كشف البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية، مساء أمس، عندما أعلنت عن دخول عناصر من عائلة القذافي التراب الجزائري، أنه تم تبليغ كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي بالأمر، وهو إجراء عادي الهدف منه إطلاع المجتمع الدولي بالمستجدات إلى جانب التحقق مما إذا كان الوافدون إلى الجزائر مطلوبين دوليا. غير أن بيان وزارة الخارجية تحدث أيضا عن تبليغ رئيس المجلس التنفيذي للمجلس الوطني الإنتقالي محمود جبريل بخبر دخول أفراد عائلة القذافي الجزائر، في تطور لافت، يؤكد وجود تحوّل في الموقف الجزائري، غداة الإجتماع الذي لم يعلن عنه في حينه والذي جرى في العاصمة المصرية بين وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي ومحمود جبريل الرجل الثاني في المجلس الإنتقالي الليبي. كما أن مجرد استعمال وزارة الخارجية في بيانها مصطلح ''المجلس الإنتقالي الليبي'' هو بمثابة إعلان عن الإعتراف به، كون استعمال هذا المصطلح من طرف السلطات الجزائرية وتحديدا وزارة مدلسي جاء للمرة الأولى، مما يؤشر لوجود اعتراف غير معلن من جانب الجزائر بثوار ليبيا ومجلسهم الإنتقالي. من جهة أخرى، وبالحديث عن هويات أفراد عائلة القذافي الوافدين إلى الجزائر، فإن الظاهر هو أن الجزائر استقبلت فقط أفراد عائلة العقيد الليبي غير المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية مثل العقيد امعمر القذافي ونجله سيف الإسلام أو المطلوبين لدى الأنتربول مثل المعتصم القذافي أو شقيقه خميس. ويبدو لافتا أن الجزائر حرصت على استقبال النساء والأطفال من عائلة القذافي إلى جانب كلا من محمد القذافي ابن العقيد الليبي من زوجته الأولى وحنبعل المعروف عنه بعده عن المشاركة في نظام حكمه والده، مما يجعل السلطات الجزائرية في منأى عن أي حرج دولي.