قالت مصادر شبابية إن قوات مصرية اقتحمت في الساعات الأولى من صباح الأحد ميدان التحرير بالقاهرة دارت اشتباكات عنيفة بينها وبين المتظاهرين ,استخدمت فيها الحجارة وقنابل المولوتوف. واضافوا إن حوالي ألف متظاهر خاض اشتباكات مع القوات المقتحمة في جانب من الميدان فيم ألوفا آخرين من المتظاهرين تفرقوا في الشوارع المؤدية الجانبية لكنهم عادوا إلى الميدان بعد أن خفت حدة الاشتباكات مع تراجع قوات الجيش إلى نقاط ارتكازها في شارع قصر العيني الذي يؤدي إلى الميدان. وأسفرت اشتباكات اليومين الماضيين في ميدان التحرير "بحسب رويترز" وفي شارعي مجلس الشعب وقصر العيني عن مقتل عشرة نشطاء وإصابة أكثر من 440 بحسب وزارة الصحة. وقال الناشط مصطفى فهمي لرويترز إن القوات التي اقتحمت الميدان صباح اليوم حطمت باب المستشفى الميداني المقام في جامع عمر مكرم في الطرف الجنوبي الغربي من الميدان واقتحمته. وأضاف أن القوات المتقدمة أشعلت النار في بضع خيام أقامها نشطاء أمس السبت بعد ساعات من اقتحام الميدان وحرق خيام النشطاء فيه. وأضاف "لا نعرف مصير المصابين والمسعفين الموجودين به. نرى ما يحدث هناك من بعيد." وتابع أن النشطاء ردوا القوات المهاجمة من شارع قصر العيني المؤدي إلى الميدان وواجهوا قوات تقدمت من محور آخر. وتابع أن هجوم القوات استهدف رد النشطاء إلى الخلف عشرات الأمتار لإقامة حائط خرساني يفصل ميدان التحرير عن شارع قصر العيني. ولم يتسن على الفور الاتصال بمصادر عسكرية للتعليق. وقال فهمي إن القوات رابطت خلف الحائط الذي يبلغ ارتفاعه نحو ثلاثة أمتار. وكانت قوات الجيش أقامت حائطا في مدخل شارع مجلس الشعب بعد طرد المحتجين منه. وبعد اشتباكات عنيفة أوقعت أكثر من 40 قتيلا الشهر الماضي في ميدان التحرير وشارع محمد محمود الذي يؤدي أيضا إلى ميدان التحرير أقامت قوات الجيش حائطا خرسانيا في الشارع لوقف الاشتباكات بين المحتجين وقوات الشرطة التي كانت طرفا في الاشتباكات. ويطالب المحتجون بإنهاء الإدارة العسكرية للبلاد فورا. وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد بعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في الانتفاضة الشعبية التي اندلعت يوم 25 يناير كانون الثاني. ويقول مصريون كثيرون إن المجلس لم يحقق أهداف الانتفاضة المتمثلة في مكافحة الفساد وإقامة نظام ديمقراطي لدولة مدنية. ومع وقوع الاقتحام توقف بث مباشر كانت تقوم به إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة وهي "سي.بي.سي" من ميدان التحرير. ولم يعرف سبب انقطاع البث الذي عاد بعد بناء الحائط الخرساني. واندلعت الاشتباكات وسط أول انتخابات حرة تعيها ذاكرة معظم المصريين. وعرض التلفزيون المصري مشاهد لتقدم الشرطة العسكرية من خلف حواجزها وقتالها محتجين في الساعة الواحدة صباحا تقريبا في الميدان بؤرة الانتفاضة التي اسقطت مبارك. وأثار الحكام العسكريون الذين حلوا محل مبارك غضب بعض المصريين بامتناعهم على ما يبدو عن التخلي عن السلطة. ويؤيد آخرون المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر بوصفه قوة من أجل الاستقرار الذي يحتاجونه بشدة خلال عملية تحول صعبة إلى الديمقراطية. وظهر خلال الانتخابات التي تجرى على مراحل تقدم الاحزاب الإسلامية التي قمعت خلال عهد مبارك الذي استمر 30 عاما على عشرات الأحزاب. وقال وزير الصحة فؤاد النواوي للتلفزيون المصري إن عشرة اشخاص قتلوا معظمهم يوم الجمعة أو في الساعات الأولى من صباح أمس السبت كما أصيب 441 شخصا آخرون.