قال الرئيس السوري بشار الاسد السبت منتقداُ اسرائيل إنها ليست شريكا جادا في السلام الاقليمي. وأدلى الاسد بهذه التصريحات خلال زيارة لقصر جيراجان باسطنبول حيث اجتمع مع نظيره التركى عبد الله جول. وفي السياق عقدت اسرائيل وسوريا أربع جولات من المحادثات غير المباشرة عبر وسطاء أتراك في عام 2008 لكنها علقت بعد استقالة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في سبتمبر أيلول من ذلك العام. وقالت دمشق في وقت الهجوم الاسرائيلي على غزة في نهاية عام 2008 إنها استبعدت استئناف المحادثات غير المباشرة في أي وقت قريب. واعترف جول بأن استئناف محادثات السلام سيكون تحديا لكنه أعرب عن تفاؤله. وأكد الرئيس التركي إن سوريا مستعدة لإعادة فتح محادثات السلام مع إسرائيل مع عمل تركيا كوسيط غير أن إسرائيل لم تطلب من أنقرة استئناف دورها. وقال جول "قالت سوريا إنها مستعدة لاستئناف المحادثات حيث انتهت... ولكننا لم نسمع من الجانب الإسرائيلي شيئا. الأمر راجع لهم". فيما قال الاسد إنه مستعد لإجراء محادثات. ولكنه اتهم اسرائيل بتفادي المفاوضات وقال إنها لا ترغب في حل الصراع على مرتفعات الجولان التي استولت عليها إسرائيل عام 1967. وقال الرئيس السوري إن إسرائيل غير مستعدة للوساطة لأنها تعلم أن الوساطة الناجحة ستجلب السلام مضيفا أن الجانب الإسرائيلي لا يريد السلام. وتابع أن بلاده تؤكد على الدور الذي تلعبه تركيا في الوساطة لكنه لا يعتبر إسرائيل شريكا مخلصا. وأجرت إسرائيل وسوريا أربع جولات من المحادثات غير المباشرة بوساطة تركية عام 2008. وتم تعليق هذه المحادثات بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في ديسمبر كانون الأول 2008 ويناير كانون الثاني 2009. وانتقد رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي أكثر من مرة الهجوم الإسرائيلي على غزة مما دفع ببعض السياسيين الإسرائيليين إلى التشكيك في ملاءمة تركيا كوسيط محايد. ولتركيا المسلمة ذات الدستور العلماني تاريخ من التعاون العسكري مع إسرائيل وقامت بالوساطة بين إسرائيل والعالم العربي. وأدى تزايد الدفء في العلاقات بين تركيا وجيرانها المسلمين ومن بينهم إيرانوسوريا إلى إثارة مخاوف الغرب من تحول السياسة الخارجية التركية ذات التوجه التقليدي الغربي نحو الشرق. وقال الأسد إن تركيا تستطيع لعب دور في المفاوضات بين إيران والقوى الغربية بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأضاف إنه يتمنى أن تواصل تركيا دورها نظرا للثقة التي تشكلت بين الحكومتين التركية والإيرانية إلى جانب العلاقات الواسعة التي تتمتع بها تركيا مع بقية دول المنطقة. وخلص أن أي اتفاق سياسي يجب ان يتم التوصل إليه على أساس الاتفاقات الدولية وقال إنه يرغب في أن يشهد المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل لكنه أكد على حق إيران في امتلاك الطاقة النووية.