كتب عبدالعزيز الهياجم كشفت مصادر حكومية يمنية عن نزوح 100 ألف مواطن من محافظة أبينجنوب البلاد جراء المواجهات المستمرة بين قوات الجيش ومسلحي القاعدة. وقال رئيس لجنة نازحي أبين محمد سعيد عمران ل"العربية.نت" إن الأحداث الأمنية التي شهدتها محافظة أبين منذ عدة أشهر أدت الى تشريد ما يزيد عن 100 ألف مواطن أغلبهم نزحوا إلى محافظتي عدن ولحج المجاورتين. ومن جانبه كشف محافظ محافظة أبين العميد صالح الزوعري أن مدينة زنجبار التي هي عاصمة محافظة أبين إضافة إلى مناطق أخرى قريبة منها لا تزال تحت سيطرة مسلحي القاعدة, مشيرا إلى أن الأعمال التخريبية التي ارتكبتها عناصر تنظيم القاعدة قد دمرت بالكامل البنية التحتية لمدينة زنجبار وضواحيها وأصابتها بالشلل. ومع صعوبة عودة المشردين إلى مناطقهم وقراهم بسبب استمرار المواجهات وسيطرة عناصر القاعدة, تتفاقم معاناة النازحين الذين لجأ أغلبهم الى المدارس والجوامع ومنشآت حكومية استوطنوها في عدن ولحج مما سبب مشاكل أخرى أهمها ما يتعلق بتوقف الدراسة في كثير من المدارس. ويقول عمر محمد ل"العربية.نت": بسبب الحرب وهجوم المسلحين والأوضاع غير المستقرة خرجنا من أبين بعدد ثلاث أسر ولم نتلق أي دعم أو إغاثة حال وصولنا سوى استقبال بعض المواطنين لنا فقد أدخلونا منازلهم لنتقاسم لقمة العيش معهم نريد أن تسرع الجهات الحكومية ومنظمات الإغاثة في ترتيب عملية الإغاثة لنا وبسرعة. وبرغم أن معظم النازحين هم من المزارعين والرعاة الذين أخذوا قطعانهم معهم, وباعوا منتجاتهم إلا أن استمرار المعاناة لفترة طويلة قد جعلت أغلبهم بحاجة للمساعدات الإنسانية التي تبقيهم على قيد الحياة. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد تولت تقديم مساعدات للنازحين من أبين إلى محافظتي عدن ولحج بالتعاون مع الهلال الأحمر اليمني وبدعم قدمته بلدان شقيقة وصديقة, غير أنه يعد حتى الآن غير كاف بالنظر الى حجم المعاناة وتزايد أعداد المشردين بشكل مخيف. وأشارت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر الفرعية بعدن السيدة مريم الخولي إلى أن سكان أبين، سواء الذين لا يزالون في المحافظة أو من هم في أماكن أخرى هربوا إليها، "قد يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية لفترة طويلة وسوف يحتاجون بصورة خاصة إلى المياه النظيفة، الشحيحة جداً أصلاً، وإلى المواد الغذائية لأن سبل عيشهم تقطعت بسبب القتال, وقد أرسلت اللجنة الدولية فريقاً جراحياً إلى المنطقة من أجل تلبية الحاجة المتزايدة للرعاية الطبية العاجلة". ومن جانبه تحدث ل"العربية.نت" المحلل السياسي كامل الشرعبي قائلا: "مأساة سكان أبين تتفاقم في ظل انشغال الحكومة المركزية بملفات عدة سواء منها ما يتعلق بتنظيم القاعدة أو بالنازحين في محافظات شمالية جراء تداعيات المواجهات مع حركة الحوثيين, أو الأحداث التي شهدها البلد جراء الأزمة السياسية وحركة الاحتجاجات, فهناك أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها اليمن وتحديات تتعلق بالخروج من الأزمة في حين أن أي دعم من الجهات المانحة مرهون بنجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في 21 فبراير/شباط المقبل". المصدر : العربيه . نت