ا عتبر شباب ساحة التغيير في صنعاء الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد أمس الثلاثاء، مناسبة للاحتفال برحيل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، حيث تجمع آلاف الأشخاص في الساحة منذ الصباح الباكر مرددين الأهازيج الشعبية ورقصة البرع، وأغاني ثورية . وأدلت الناشطة في الثورة اليمنية بصوتها في مركز انتخابي مجاور للساحة، وقالت كرمان “هذا اليوم يوم عيد بالنسبة لليمنيين لأنه يوم رحيل علي عبدالله صالح وإنهاء حكم المستبد والظالم وإنهاء فترة من الزمن عبث بها صالح واستمرت 33 عاماً” . وشهدت المراكز الانتخابية الواقعة في جامعة صنعاء اقبالاً كثيفاً، حيث تدفق الآلاف من شباب ساحة التغيير على صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، وردد مئات الأشخاص عبارات تدل على فرحتهم بهذا اليوم . وقالت إحدى الناخبات واسمها سوسن الاديمي ل “الخليج”: “انتهى صالح، لقد انتخبنا هادي اليوم وإذا حقق أهداف الثورة وتطلعات الناس سنكون معه أو سنخرج لإسقاطه”، فيما قال الناشط في الثورة الشبابية فتحي أبوالنصر ل”الخليج”: “لقد انزاح الكابوس الأكبر” . وفي خيام شباب الصمود التي تتبع جماعة الحوثي تجمع العشرات وبدأوا بتوزيع منشورات تدعو لمقاطعة الانتخابات . ويقول أحد المنشورات “ليست الديمقراطية أن يقال لك اذهب وانتخب عبدربه”، لكن الإقبال الكثيف على الانتخاب طغى على دعوات المقاطعة، واستمرت منصة ساحة التغيير بدعوة الشباب لما سموه “الزحف نحو صناديق الاقتراع”، وصعد ناشطون في الثورة إلى المنصة لتهنئة شباب الثورة برحيل صالح وبدء عهد جديد . على صعيد آخر توجه مئات من المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء في مسيرة احتجاجية إلى مقبرة “سواد حنيش” المتاخمة للساحة التي يرقد فيها معظم شهداء الثورة الشبابية الذين سقطوا برصاص القناصة والقوات الحكومية الموالية للرئيس السابق صالح خلال الأشهر المنصرمة للتعبير عن رفضهم للانتخابات . ووزع المشاركون في المسيرة الاحتجاجية الورود على قبور الضحايا قبيل أن يبادر العديد منهم إلى نقش عبارات معبرة عن رفض انتخاب هادي باللون الأحمر على واجهات بعض القبور والجدران الخارجية للمقبرة . وطالب المشاركون في المسيرة في تصريحات متفرقة ل “الخليج” بالرحيل الكامل للنظام القائم في البلاد بما في ذلك أحزاب المعارضة الرئيسية، معتبرين إجراء الانتخابات “تتويجاً لمخطط الالتفاف على الثورة الشبابية والشعبية” . وتعهد المشاركون في المسيرة بمواصلة تصعيد الفعاليات الثورية المطالبة بتحقيق الحسم الثوري وإقصاء كافة أطراف المنظومة السياسية القائمة في البلاد وبفرض التغيير السياسي الجذري، كما رددوا هتافات مطالبة بمحاكمة صالح وأقاربه وعلى رأسهم نجله الأكبر قائد الحرس الجمهوري العميد أحمد علي عبدالله صالح وأبناء عمومته وأشقاء الرئيس كونهم متورطين في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم أو بمنحهم حصانة قانونية من الملاحقة القضائية .