منَّا عليك السلام يا عمر، ومن هنا - من اتحاد الادباء والكتّاب اليمنيين - من القلعة الاولى للوحدة اليمنية، اقول ومعي روحك الطاهرة النقية: من اراد يمناً مشطراً، عليه ان يبحث له عن وطن آخر، ومن يريد وحدة مفصله على شخصه ومصالحه وإلاّ فالتشطير عليه - ايضاً - أن يبحث له عن وطن آخر. هذا ما دار بخاطري وانا أقف أمام صورة الخالد بوحدويته المرحوم عمر الجاوي، من اذا ذكر اسمه، اقترن باتحاد الادباء.. وبالوحدة والنضال المستبسل في سبيلها. بعد انقطاع دام سنوات، قادتني فعاليات المؤتمر العام التاسع لاتحاد الادباء.. إلى مقر أمانة العاصمة بصنعاء.. وكما يعود المرء الى بيته القديم فتقوده قدماه إلى ابرز ما يشده ويلامس ذكرياته، فقد كانت وجهتي إلى حيث رفعنا صورة إبي الاتحاد عمر الجاوي.. قبل ان نغادر (كحرس قديم) وبعد أن وجدتها قد نقلت إلى مكان آخر.. أحسست أني أقف امام استاذي وقدوتي ومعلمي الاول.. كيف وهو من كان يرى ان ثقافة حب الوطن لاتكفي بل يجب ان يتعلم الابناء حب الوطن وان تشطيره عار يجب ان يغسل وان بالدماء.. وان وحدة الوطن شرف رفيع لايسلم من الاذى. هكذا تعلمنا من عمر الجاوي، حتى تولدت لدينا قناعة بأن من ليس وحدوياً فلايمسك بالقلم ومن ليس على استعداد لأن يقاتل من اجل الوحدة فلايدخل قلعتنا، اما من يصاب قلمه بفيروس من فيروسات التشطير، او المناطقية او المذهبية او العنصرية.. فليعزل كالبعير الاجرب، وفقاً لنظام اتحاء الادباء والكتاب والمادة التي تنص على فصل القلم المصاب بشيء مما اشرنا اليه. هكذا فعل الجاوي وجيله وتلاميذهم.. محافظين على مجد تقلده الادباء والكتاب اليمنيون عندما حافظوا على البنية الثقافية لليمن وحموها من ان يصل اليها شرخ التشطير الذي مس الأرض وبعض النفوس المريضة. وهكذا نريد لاتحاد الادباء والكتاب اليمنيين ان يظل، قلعة وحدوية شامخة ومدرسة من فيضها تتكون نفسيات الاجيال وثقافتهم على حب اليمن والحفاظ على وحدته التي استعادها بعد نضال وتضحيات بطولية. اليمن واحد ولايمكن ان نراه الاّ واحداً مهما كانت الظروف والمتغيرات التي مر بها عبر التاريخ وحتى عندما فرض التشطير على وطننا لم يستطع اي شطر او اي دولة شطرية ان تتسمى بغير التسمية العامة او بغير صفة اليمنية كالعربية الينمية، واليمن الديمقراطية. نكرر ونقول لانستطيع ان نرى اليمن الا موحداً، ومن المستحيل ان نعيش عليه مشطراً. ومن الاحسن لمن يرى غير ذلك ان يبحث له عن وطن آخر، لانه سيكون جسماً غريباً، ولأن اليمن يتسع لكل ابنائه وليس من يعمل على تدميره.