كرة الثلج تكبر، واحتياجات الوطن تصبح أكثر وضوحا. عندما اتحدي اليمن عام تسعين سيطر على النساء بعد سنوات قليلة شعور بأنهن الخاسرات الوحيدات فلا احلام الثراء تحققت ولا قوانين عادلة تحميهن من جور الزمان استمرت. بدا الرجال وكأن هم الوطن همهم وحدهم ووحدة الوطن تخصهم، فتحالفوا معا وخزنوا معا وأبعدونهن من مواقع التأثير معا. وشيئا فشيئا بدت ملامح الوطن تتضح حزينة كاسفة، وجاف عنيفة. فتذكروهن وقالوا سنعطيهن مكانا صغيرا هنا أو هناك، ليس من اللائق ان يكون غيابهن كامل. زاد طرحهم اهتماما وهن يسجلن الألاف من الأصوات التي صارت حلم كل مرشح. لكن خيبتهن في تنسيقهم الذي يأخذ أصواتهن ولايعطي سوى القليل بالمقابل زاد يوما بعد آخر. فبدأن على مدى عشرة أعوام ينشئن الجمعيات والاتحادات والمراكز والمؤسسات والمنظمات ولكن كل الجهود بدت وكأنها تضيع في بحر الصراع وأمواج التكرار ومحاولات إنكار الآخر. فانتهى بهن الأمر الى مراجعة الواقع. وهكذا تلفتت النساء يمينا ويسارا ومواقع سياسية أخرى يبحثن عن تنسيق وعن حلفاء. فالجهود التي تمت تبدو وكأنها جهود مهدورة، والعبء الذي يقوم به البعض تبدوا وكأنها تتعرض لللنسف من جهة أخرى. فكانت النتيجة بعض لقاءات في صنعاء وتعز وعدن، ثم في بعض البيوت والمؤسسات واخيرا توصلنا جميعا الى تأسيس تحالف من نوع جديد. اسمه التحالف الوطني الطوعي لزيادة مشاركة النساء في الانتخابات وملخص أو مختصر اسمه "وطن". ومهامه وأهدافه صغيرة بسيطة وواضحة لكنها في عمقها بحجم الوطن. فالهدف هو تنسيق الجهود القائمة لتحقيق نجاح النساء في صناعة القرار بدء بالانتخابات المحلية. فإذا نجحت عملية التنسيق هذه تم اختيار اولويات أخرى للتنسيق بشأنها. مبادرات ومساندة: هذا التحالف مفتوح الأبواب والشبابيك، كل من يرغب أن يشجع إنجاح النساء في الانتخابات المحلية يمكن له أن ينضم ليساند ويؤيد. وكل من يرغب أن يقوم بعمل تؤدي خطواته الى تحقيق النجاح المطلوب هذا سوف يحصل على مساندة التحالف وتأييده. أي شخص من القراء يمكنه ان ينضم الى التحالف، السن ليس شرطا، والفكر ليس شرطا وأن تكون رجلا أو امراة ليس شرطا. فالتحالف مفتوح لمن يرغب. والعمل فيه طوعي، والمنضمين اليه ليس لهم ان يخشوا من صراع القيادات لأنه لن يبحث عن تمويل لوجوده، ولن يكون هناك مال يصبح مجال للصراع. كلما سيحدث ان هذا التحالف سيحاول التعرف على ما يتم في الساحة من أنشطة محلية أو دولية، يفترض ان تؤدي الى نجاح النساء في الانتخابات فيؤيدها، وينظر فيما تبقى القيام به لكي يتم النجاح فيعلن عنها ويدعوا المؤسسات والجمعيات والتشكيلات العضو فيه سواء كانت حكومية أو غير حكومية للقيام بها. وسوف يساند ان تحصل هذه الجهات على التمويل اللازم كي تقوم بالانشطة المطلوبة. لن يحل التحالف محل أحد، ولا ينوي التحالف ان يلغي جهد أحد. ولهذا سنتوقع أن ينضم اليه كل الجادين في دعم وطن به كل النساء وكل الرجال قادرين على الحصول على نفس الفرص. قد يقول البعض ان البداية متواضعة، وقد يسألون لماذا التنسيق فقط في مسألة الانتخابات المحلية. وقد سمعت كثيرا ردود اللواتي بادرن بالبداية لإنشاء هذا التحالف، قلن ان البداية هي أمر تجمع عليه كل القوى في اليمن حكومية وغير حكومية، حزبية ومستقلة، تقليدية وحديثة وليس هناك صوت مسموع واحد له قيمة يعارض انتخاب النساء في المجالس المحلية. إذن التنسيق في تحالف وطن يبدأ اليوم في إطار ما يتفق عليه الجميع، فإذا نجحت عملية التنسيق الطوعي هذه في ما هو مجمع عليه يتم البحث عن قضايا إجماع أخرى ويتم التنسيق بشأنها قد يكون الأمر متعلق بتعليم البنات ، أو بقضايا الصحة أو بمشكلات المواطنة المهم أن يتشارك النساء والرجال في العمل معا بشكل طوعي لحل ما يعتقدون انه بحاجة الى جهود خاصة كي يتحقق. طريقة العمل وبرامجه: كل تحالف لابد ان تكون له آلية عمل ما كي ينجح ويؤدي مهامه. هذا التحالف يقوم على وجود سكرتارية متطوعة من جهتين في كل محافظة. تتولى السكرتارية هذه حفظ الوثائق وتوصيلها وتوفير المعلومات وتوزيعها مع مجموعات عمل متطوعة تعلن عن نفسها في الاجتماعات العامة للتحالف. ويتم اللقاء لمجموعات العمل المتطوعة في واحدة من الجهات المنظمة للتحالف، تتكلف هي بترتيب مكان الاجتماع وتوفير ماء الشرب وبعض إمكانيات التصوير والطباعة. وبهذه الطريقة لاتكون هناك حاجة لإنشاء سكرتارية مالية ولا الدخول في صداع التمويل وامراض الفساد. ويوفر موقع المجتمع نت http://www.mugtama.net/ موقعًا طوعيا لبث أخبار المنتدى. . [email protected]