بعنوان فقيد الأمة أكدت صحيفة الثورة اليمنية أن الحزن الذي ساد اليمن اثر إعلان وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بأنه حزن وخاص وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم ( حزن خاص ساد اليمن على رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وهو الحزن الذي يتسق مع الخصوصية التي تميز العلاقات اليمنية السعودية وما شهدته وبامتياز من تحولات نوعية في اتجاه التأكيد الواقعي على مبادئ التعاون والتكامل الاقتصادي والتنسيق السياسي المشترك وصولاً إلى التأسيس لعملية الانتقال بها من الجيرة إلى الشراكة ) . و أشارت إلى أنه ( في عهد الراحل الكبير وبفعل وفضل تلك النقلات والتحولات الكبرى في العلاقات أمكن للبلدين الشقيقين والجارين تحقيق الإنجاز التاريخي ممثلاً في حل المشكلة المزمنة عن طريق الحوار وقاعدة «لا ضرر ولا ضرار) . واستعرضت ما شهدته المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين من انجازات ونهضة شاملة في عهده وماشهده اليمن من انجازات وتنمية باتجاه إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وقالت ( وفيما شهدت المملكة العربية السعودية الشقيقة في عهد الملك الراحل نهضة شاملة انعكست في تحقيق الرخاء والازدهار لشعبها العزيز. فإن اليمن في عهد رئيسها وقائدها الحكيم الأخ الرئيس علي عبدا لله صالح هي من خاضت أيضاً غمار عملية التنمية المستدامة مما هيأ لهذه المسيرة التقدم نحو إعادة تحقيق وحدة الوطن وإقامة أركان الدولة اليمنية الحديثة التي تستند في توجهاتها إلى نظام ديمقراطي تعددي هو الأول في تاريخها المعاصر ) وأضافت ( وفي ذلك الشهادة التي توثق لدخول العلاقات اليمنية السعودية مرحلة جديدة تقوم على الثقة والفهم المتبادل لتختفي عن طريقها أية مظاهر للحساسيات والافتراضات المثيرة للتباينات أو الخلافات الهامشية وهو ما جعل البلدين يمضيان في اتجاه إحلال المفهوم الإنمائي وإعادة بناء علاقاتهما وفق مسار صحيح انعكس بايجابيته في مصلحة الشعبين الشقيقين ولعل مثل هذه الدلالات والمعاني هي من عبر عنها بيان النعي الصادر عن رئاسة الجمهورية بصورة جسدت خصوصية العلاقات اليمنية السعودية والتي تلتقي على النطاق الثنائي ضمن مجموعة من القواسم المشتركة أكان ذلك على صعيد نصرة قضايا الأمة العربية والإسلامية والدفاع عن حقوقها وتأمين مصيرها أو على نطاق ما يتصل بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي وخلق الشراكة المبدئية التي تسهم في تمتين عرى الترابط بين دول هذا الإقليم. وبقدر ما هو الألم شديد على الفقيد الراحل يكون الأمل قوياً في الرعيل القادم كخير خلف لخير سلف في المضي بمسيرة التقدم والازدهار التي شهدها الشعب السعودي الشقيق في عهد الملك الراحل ، خاصة وأن الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز هما من خبر فيهما الجميع الإرادة والعزيمة وكانت لهما بصماتهما وإسهاماتهما المشهودة في كل ما تحقق لبلدهما الشقيق خلال الفترة الماضية ، بل أنهما اللذان شكلا ركنين أساسيين من أركان النهضة التاريخية التي تحققت بقيادة الملك فهد بن عبدالعزيز حيث كان لكل منهما دوره الفاعل فيما صارت عليه السعودية من واقع ومكانة وريادة على المستويين العربي والدولي. ومن هذا المنبع تتدفق أسباب الثقة اليمنية وبلا حدود في أن المستقبل الواعد بكل الخير هو ما ينتظر علاقات الأخوة والتعاون بين بلدينا وشعبينا في اليمن والسعودية ). وقد لاحت بشائر هذا المستقبل مع التوقيع على معاهدة ترسيم وحل مشكلة الحدود التي رعا مراسيمها إلى جانب أخيه الرئيس علي عبدالله صالح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مما زود البلدين وقيادتيهما الحكيمتين بإمكانية المواجهة المتناسقة والمشتركة لمختلف التقلبات والمتغيرات التي اكتنفت الساحة الدولية وتدافعت تأثيراتها نحو منطقتنا العربية. وكل الخير هو ما ينتظر العلاقات اليمنية السعودية وتلك هي الحقيقة التي أكد عليها الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في برقية العزاء التي بعث بها إلى أخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، ومن هذه القناعة المشتركة تبرز الشواهد الحية على أن أمن وتنمية البلدين سيظلان كل لا يتجزأ بل أن سلامهما وازدهارهما سيبقى مرهوناً بتكاملهما في شتى المجالات والأصعدة. فرحم الله الملك فهد وأدخله فسيح جناته .. وإنا لله وإنا إليه راجعون.