أكدت صحيفة الثورة الرسمية في افتتاحيتها اليوم على أن اليمن بلد حر ومستقل لايقبل الوصاية من أحد , مشيرة إلى إن الديمقراطية اليمنية هي شأن يمني وتخص اليمنيين وحدهم دون غيرهم وحذرت من السماح لأي كان بالخوض في هذا الموضوع كونه يتعلق بالسيادة واستقلالية القرار الوطني وجاء في افتتاحيتها " على الرغم من أن التجربة الديمقراطية اليمنية لم تسلم من محاولات الاستهداف والقراءات الخاطئة من قبل بعض الذين يشككون في أي شيء لا يتفق مع آرائهم ومصالحهم.. فإن هذه التجربة هي من ظلت محافظة على بريقها وخصوصيتها ودأبها المتواصل في التشكل وإقامة نموذجها الفريد على مستوى المنطقة وهو ما يجعلنا نفخر في اليمن بما وصلت إليه هذه التجربة من تطور ورسوخ وتجذر في واقع الممارسة والوعي المجتمعي.. - ومن المؤكد أنه ولولا نضوج هذه التجربة والخطوات التي حققتها.. لما كان الاستقرار السياسي الذي تنعم به اليمن اليوم هو السمة السائدة في هذه المرحلة التي فتحت الأبواب مُشرعة أمام شعبنا للمضي في طريق البناء التنموي والاقتصادي وإحداث التحولات الكبرى في مختلف المجالات.. وتابعت: وبقدر ما نبديه من اعتزاز تجاه التقدم الذي أحرزته العملية الديمقراطية اليمنية وما اتسمت به خطواتها من توازن واتزان وحراك دائم ومتدرج.. بقدر استغرابنا ودهشتنا للتصريحات غير الموفقة التي أدلى بها مؤخرا السفير الأمريكي بصنعاء والتي حاول من خلالها الانتقاص من هذا التقدم.. مع أنه الذي يعلم وغيره من أن لاشيء عارض قد حدث حتى يستوجب توقف العملية الديمقراطية عند نقطة معينة.. فضلا عن أن السفير كرادجسكي.. وكل المتابعين لمفردات السياسة اليمنية هم من لا يجهلون حقيقة أن الديمقراطية في هذا البلد تمثل خيارا وطنيا متأصلا في أحاسيس ووجدان كل يمني وإننا حينما اخترنا نهج الديمقراطية فإن ذلك الاختيار كان نابعا من إرادة ذاتية ولم ُيملَ علينا من أي طرف خارجي .. بدليل إننا الذين اعتمدنا صيغة الديمقراطية التعددية بالتلازم مع إعلان إعادة وحدة الوطن اليمني في 22مايو 1990م وهي الفترة التي سبقت الحديث عن الإصلاحات الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط بعدة سنوات .. وبالتالي فإن القفز على هذه الحقيقة إنما هو الذي يعد خروجا عن قاعدة الموضوعية والصدق مع النفس.. وأضافت : وأمام هذه الحالة فإن ما قوبلت به تصريحات السفير الأمريكي بصنعاء من امتعاض سواء داخل الأوساط السياسية والحزبية ومكوناتها المختلفة .. أو على نطاق القطاعات الاجتماعية والشعبية .. إنما كان نتاجا طبيعيا لمثل تلك التصريحات التي جاءت مستفزة لمشاعر اليمنيين كونها قد لامست شأناً داخلياً يخصهم وحدهم. وقالت : وحيال ذلك لم يكن ليليق بسفير دولة عظمى أن يزج بنفسه في الحديث عن شأن داخلي يخص أبناء هذا البلد وحدهم كما أنه ليس من الحصافة الدبلوماسية والسياسية أن يظهر سفير دولة بحجم الولاياتالمتحدةالأمريكية متأثرا ببعض الأطروحات غير الواقعية باعتبار أن مثل هذا النزوع لايخدم العلاقات الجيدة بين البلدين الصديقين والتعاون الإيجابي الذي يزداد كل يوم تطورا ونموا. واختتمت ب: ودون الدخول في التفاصيل كيف لنا أن نفهم ذلك التناقض الصارخ بين تصريحات المسئولين الأمريكيين في واشنطن والتي تتحدث بإعجاب وتقدير عن إنجازات الديمقراطية المتقدمة في اليمن ، وبين التصريحات الأخيرة للسفير توماس كرادجسكي التي توحي حسب زعمه بأن هذه الديمقراطية قد توقفت مع إنه الذي لم يصف لنا المعايير التي بنى عليها تصوراته والمقاييس التي اتبعها للخروج بذلك الاستنتاج، مع أنه كان الأحرى بسعادة السفير تسخير كل جهوده من أجل تعزيز أشكال التنسيق والتعاون القائم بين اليمن والولاياتالمتحدة ودفع هذه العلاقات إلى آفاق الشراكة التي تعود بثمارها وخيرها على الشعبين الصديقين . لأن تلك هي مهمته الرئيسية وليس غيرها، أما الشأن الديمقراطي في اليمن فهو شأننا نحن اليمنيون ومن غير المسموح لأحد الخوض فيه لكونه الذي يتصل بالسيادة واستقلالية قرارنا الوطني. فاليمن بلد حر ومستقل ولايقبل الوصاية.