لم يتفاجأ الشعب العربي المسلم بما دار وما يدور على الساحة العالمية من نشر رسومات تنتشر بشكل يومي وبشكل واسع في الصحف الغربية وقليل جداً من الصحف العربية تتمثل في توجيه الإساءة لخير البشر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما يدور هو ضمن الخطة الصهيوأمريكية ضد الإسلام والتي بدأت منذ الحرب التي شنتها الولاياتالمتحدةالأمريكية ضد المجاهدين في أفغانستان ومن قبلها روسيا في الشيشان ومن قبل ما شهدته فلسطين من حرب عدوانية صهيونية ضد الشعب الفلسطيني المسلم الذي انتهكت ومزقت المصاحف في سجون المغتصبين الصهاينة، فهذه الحرب المبرمجة على العالم العربي والإسلامي يجب أن يتعود عليها، ليس لأنها هي من صنع الشعوب الغربية بل هي من صنع الحكومات الغربية بموافقة الحكومات العربية التي لم نسمع منها سوي الاستنكار والإدانة لما دار وما يدور وما سنراه قريباً في ظل تزايد الحرب على الإسلام التي لم تأخذ هذه الحكومات موقف رسمي من مقاطعة البضائع التي تنتجها تلك الدول خصوصاً مع إعلان رفض رئيس الوزراء الدانمركي الاعتذار للمسلمين عما نشرته الصحف في الدانمرك وغيرها من الدول التي وصفها رئيس الوزراء الدانمركي إنها حرية التعبير عما يدور في خاطر أولئك الدانمركيين. فإذا كانت الإساءة لخير الأنام رسول الله هي حرية الرأي والتعبير فعلى الجميع أن يعي ما يدور في التعليم الفلسطيني الذي يصنع مزيداً من المناهج التعليمية الصهيوأمريكية والتي تتحدث عن حرية التعبير التي تنادي بها أمريكا وإسرائيل وفرنسا وألمانيا والدانمرك وبلاد الغرب والعرب التي بدأت تدرس مثل هذه المواد التعليمية والتي تنادي بحرية الرأي والانفتاح على الثقافة الغربية التي لطالما تطاولات على المسلمين ودينهم الحنيف. فإذا الاستنكار والإدانة بدأت اليوم تخرج من الحكومات والشعوب العربية والإسلامية فغداً لن تخرج إلا من أفواه القليل في ظل وجود منهج تعليمي جديد يسود الدول العربية والإسلامية وينادي بمثل هذه الحرية والتعامل مع الثقافة والانفتاح الغربي الذي يطال المسلمين في تلك الدول وتعاني منه الأمة الإسلامية المحافظة على الدين الإسلامي الحنيف. فحرية التكفير، عفواً فحرية التعبير التي ينادي بها الغرب اليوم هي نهج جديد للحرب على الإسلام والمسلمين في الدول العربية والإسلامية بأكملها، فما يدور في إيران من ضغط لوقف برنامجها النووي هو من أجل الحفاظ على التفوق الصهيوأمريكي في الدول العربية التي تحاول من خلالها هذه الإدارة الفاسدة برئاسة بوش ومن قبله كلينتون ومن سيأتي بعد بوش لخلق مزيداً من الحريات والانفتاح على الثقافة الغربية والأمريكية كي نري مثل هذه الرسومات تنتشر مرة ثانية وثالثة ورابعة وبأقلام عربية وليس غربية، ولن يقتصر ذلك فقط للإساءة لرسول الله وحده، بل هناك تطلعات لتلك الإدارة المشبوهة بصنع جو خالي من النفس الإسلامي في الدول العربية والإسلامية ومنح الشعوب العربية مزيداً من النفس المنفتح على الثقافة الغربية العارية من الأخلاق والضمير. وفي هذه الحالة التي من المتوقع أن تحصل في أقرب وقت وسيراها فينا الجميع لن يبقي لنا كمسلمين أي صوت ينادي ضد حرية التعبير التي ينادي بها أولئك المتغطرسين، فما دار في أفغانستان والشيشان من حرب على الإسلام كان نتاج طبيعي لما كان يدور هناك والقلق الأمريكي من إنشاء دولة إسلامية في تلك الدولتين، مما كان للحرب الهدف الرئيسي القضاء على هذا الحكم الذي يهدد هذه الإدارة الفاسدة وها نحن الآن نرى المتبرجات والعراة والسياح من الأجانب في تلك الدول التي انقرض فيها الحكم الإسلامي بعد هذه الحرب الغوغائية ضد الإسلام والمسلمين في كل مكان في العالم.