اشتدت حرب الإساءات إلى الرسول الكريم محمد بن عبدالله «صلى الله عليه وسلم» منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م وكانت الطلقة الأولى التي أذنت بحرب طويلة المدى على الإسلام من الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن وسماها بدون تحفظ حرب الصليب العالمية التي حشد لها أكثر من ثلاث وثلاثين دولة. واستهداف الرسول الكريم بشخصه يعكس الحقد على هذا النبي الذي جاء بما لم يأت به الأنبياء الذين سبقوه من المثل والقيم والشجاعة والصبر وكان رحمة للعالمين كما قال الله عز وجل عنه, وقد تساءل كثيرون في أوروبا وأمريكا وفي العالم كله عن هذا الحقد قبل أن يطّلعوا على القرآن والسنة بنية المعرفة ليكونوا أكثر تعقلاً وإنصافاً من اليهود والنصارى وفي مقدمتهم حكام أمريكا السابقون واللاحقون وآخرهم هذا الرئيس الذي حاول الظهور كرجل آخر ولايبالي بما يقال عن أصله أو دينه ودين أبيه وأمه. وقد أفصح عن فشله في التوازن إزاء المسلمين والعرب بعد بث الفيلم المسيء لسيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم» فانحاز إلى مايسمونها حرية التعبير التي يؤمن المتطرفون اليهود والمسيحيون ببعضها ويكفرون ببعض في حالة ما تكون الإساءة موجهة للمسلمين وللإسلام وللرسول «صلى الله عليه وسلم». فليس للمسلمين إلا مايحدده ويقدره اللوبي اليهودي في أمريكا وأوروبا من تلك الحريات المكفولة في كتبهم وفي القوانين الدولية الحديثة, فإن كانت حرية التعبير تدعو إلى إنصاف العرب وغير العرب والمسلمين في قضاياهم الثابتة والعادلة مع المستعمرين القدامى والجدد والديكتاتوريين من الحكام الذين يستمدون قوتهم وسيطرتهم على شعوبهم وخيراتها من تأييد الصهيونية والتي تتحكم بالقرار الأمريكي في الحرب والسلم فهي عداوة للسامية وإرهاب ضد الحضارة الأمريكية والأوروبية وعنصرية وإلى آخر ما في قاموسهم من التهم التي يفرضون على مجلس الأمن والشعوب الأخرى توجيهها للمسلمين وفي مقدمتهم العرب.. هم يقولون إن الرسوم تلك التي صدرت من الدنمارك وهولندا وأمريكا وفرنسا لاتستحق هذا الغضب الإسلامي ضد الناشرين أو ضد دولهم ولا تبرر الهجوم على السفارات والقنصليات في بعض الدول العربية والإسلامية.. ويؤكدون حق النشر ولايملكون كحكومات منعها أو معاقبة الناشرين بموجب قوانينهم وثقافتهم المعادية. ولكنهم لن يعترفوا بحرية الرأي التي تنتقد اليهود والصليبيين المتطرفين وبالحدود التي تسمح بها قوانينهم الوضعية، والشواهد على ذلك كثيرة لتجريم المؤرخين والمفكرين والفنانين والأدباء الذين تفوهوا بما يمليه عليهم ضميرهم نحو القضية الفلسطينية ولو تعرضوا للقتل كما حدث لناشطة أمريكية شابة قبل سنوات قليلة حين قتلت بجرافة اسرائيلية كانت تجرف الأراضي الزراعية الفلسطينية بالضفة الغربية حتى الموت وبرأت إحدى المحاكم الاسرائيلية الجيش الاسرائيلي من المسؤولية..