هل لليمن مستقبل مشرق؟ الجواب البسيط والمباشر نعم، المستقبل بمعناه الايجابي لايقع صدفة وانما يبنى كالبيوت حجرا حجرا ، ويغرس كحدائق الورود نبتة نبتة. واختيار الديموقراطية منهاجا للمسير هي البداية الصحيحة والتي يجب ان يعترف الجميع انه لولا قناعة الرئيس علي عبد الله صالح وصدقه في هذا الاتجاه لما بدأنا فالمخارج كثيرة والواقع في معظم الدول المتأخرة عن الركب الديموقراطي يشهد بذلك. فباستطاعة الرئيس على عبدالله صالح التسويف والتأجيل في ذلك وهو قادر على ذلك ولديه الكثير من المبررات وانا لااعتقد ان فكرة الضغوط الدولية هي السبب الرئيسي للاتجاه نحو الديموقراطية. وانا واثق ان رجل كالرئيس صالح، أنجز الكثير من أجل اليمن وعلى رأس هذه الانجازات تحقيق وحدة الوطن اليمني والمحافظة عليه والتي كانت ومازالت الوميض المضئ في حياة الامة التى اكتسحها ليل طويل مظلم، لديه القدرة على احداث المعجزة في التغيير الى يمن افضل ومتطور ينعم جميع ابنائه بالرفاهية والرخاء. فبالارادة السياسية الصادقة والامكانيات والمقومات المتوفرة والاستخدام الامثل لها وفرض وتفعيل القانون على الجميع واعادة النظر في تطوير السلطة القضائية، واحداث تحولات تعليمية وعلمية وادارية جذرية يمكن في فترات قصيرة تحقيق مايصبو اليه كل المخلصين من أبنا يمننا الحبيب. الديموقراطية ليست نظام حكم فقط، بل نظام اجتماعي له غاية الاهمية لانه يرسي مبدا التعامل بين الناس على اساس المساواة في الحقوق والواجبات واحترام الراي الاخر والاعتراف بحقه الكامل في التعبير عن نفسه وفقا لكل الشرائع السماوية وما اتفق عليه عقلاا البشر. فالديموقراطية للنظام السياسي تضع حدا نهائيا لسيطرة فرد اوفئة على مؤسسات الدوله و أ يضا تضع حدالعدم وجود رقابة شعبية فاعلة ، هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان الديموقراطية كنظام اجتماعي تعني وضع حد نهائي لاحتكار فلسفات اجتماعية اوسياسية شمولية مسيطرة على الفكر والثقافة الوطنية. وبهذا اصبحت فكرة الديموقراطية كنظام حكم وكقيمة اجتماعية مفهوما عالميا ذات دلالات ايجابية كبيره . وهو مفهوم غير غريب عن التراث الفكري الاسلامي والعربي بل واحد من ابرز مفردات الخطاب السياسي الحديث. ولهذا يجب أن لايشكك أحد بهذا المفهوم بغض النظر عن المصطلحات. ان ماوصلت اليه اليمن اليوم في هذا الجانب لجدير بالاعجاب والفخر بغض النظر عن بعض جوانب القصور هنا اوهناك وانصافا للاخرين فيجب على الجميع الاعتراف بانه لولا جدية الرئيس على عبدالله صالح لما تحقق الكثير مما نشاهده اليوم من ممارسات ديمقراطية سيتم تتويجها يوم العشرين من سبتمبر 2006 تشير الوقائع السياسية والاجتماعية في اليمن الى تباعد واحيانا الى تعارض في بعض الاساسيات والمواقف بين مختلف الاحزاب والاتجاهات. واحيانا بين اتباع التيار السياسي الواحد وتكون واضحة لدرجة تحول دون التوحد او حتى التعاون الفعال والنقد البنأ، ولذلك اصبحت قضايا الخلاف بين الاحزاب السياسية والتيارات الفكرية قضايا اساسية يصعب التوفيق فيما بينها وذلك خلافا لما هو عليه الحال في بلاد الغرب الديموقراطية. وفي الواقع، يحدث العكس في البلاد الغربية فبينما تتسارع حركة الاحزاب العقائدية نحو التقارب، تتسارع حركة الاحزاب في اليمن تحت تأثير بعض النزعات الضيقه والسطحية نحو التباعد. فيجب على التيارات السياسية الانتباه لهذا الامر لخطورته. لانه في النهاية سيؤدي الى ممارسات غير ديموقراطية نتائجها ليست من مصلحة اليمن.