الرئيس علي عبدالله صالح في المقابلة الأخيرة مع قناة الجزيرة الاخبارية، في البرنامج المشهور بلا حدود، مع الصحفي المعروف احمد منصور، أكد انه ليس بشخصية سياسية عادية يمكن ان يجادله أي صحفي في أسئلة يعتقد بأنها محرجه تعود الجميع ان يسمعها وأن تثار هنا وهناك يتفق ويختلف فيها الكثير. لقد حاول الصحفي، كعادة وطبيعة هذا البرنامج، ان يحرج الرئيس وذلك بطرح كل ما يطرحه الطرف الاخر ولكن نجح الرئيس خلال الساعة الكاملة للبرنامج بالسيطرة على الحوار بهدؤ ودون انفعال وبردود معظمها مقنعة للجميع. اتضحت من خلالها الكثير من الخصال القيادية لم توجد مع كثير من زعامات عربية او عالمية في مواقف مماثلة . نظريا يمكن القول بان القياده هي ممارسة التاثير علي الناس بشكل عام بحيث يتعاونون في سبيل تحقيق اهداف ورؤى واستراتيجيات معينه يدركون اهميتها لهم ولحياتهم . ولهذا فا لقادة يولدون ولا يصنعون كما ان القيادة تستعصي على التعلم فهي شئ تملكه او لاتملكه . لنتحدث قليلا عن السمات القيادية لعلي عبدالله صالح والتي تعتبر من اهم العوامل المساعدة لمن يقود امة وبلد مترامي الاطراف ومعقد في تركيبته السكانية كاليمن . سمات قيادية أتفق عليها معظم مفكري ومنظري العلوم الادارية والقيادية نستعرضها هنا كأمانة تاريخية وانصافا لرجل عمل الكثير من أجل وطن أحبه وتحمل كل شيء من أجله. لن أتحدث هنا عن التركيبة المعقدة للمجتمع اليمني ولن أتحدث هنا عن أوضاع اليمن قبل 1978 وكذلك مابين 1978 و 1990 بين 1990 و1994 بين 1994 و 1999 فترات مختلفة شارك فيها الجميع في الكثير من امور و قضايا الوطن . فالرئيس علي عبدالله صالح لم ينفرد وحده بالسلطة وانما جاهد لبنأ دولة المؤسسات وأوجدها و لهذا فقصور عمل هذه المؤسسات لايتحملها الرئيس لوحدة وانما يتحملها الجميع . والذي يريد الخير لليمن لا بد ان يسعى للتقييم العلمي والعملي لعمل هذه المؤسسات ومعرفة جوانب القصور لمعالجتها، أما ان ينسى البعض كل هذا ويحمل الرئيس علي عبد الله صالح كل السلبيات والاخطا هذا لا يجوز وهذا مجافي للحقيقة. لقد تصرف الرئيس صالح خلال فترة حكمه بتصرفات معظمها تصرفات القائد الذي يجب أن يلتف حوله الجميع من أجل اليمن . نحن لا نختلف جميعا بوجود سلبيات هنا اوهناك وفساد هنا اوهناك ولم ينكره الرئيس علي عبدالله صالح بنفسه وفي معظم خطاباته وتصريحاته، ولكن الكثير مشارك وشارك بطريقة او اخرى مباشرة او غير مباشره في الفساد والافساد وليراجع كل من تولى مسؤلية أو وظيفة في الماضي أو مازال على رأسها ماذا عمل من جانبه لمكافحة هذا السرطان الخبيث اي الفساد ليراجع الجميع انفسهم قليلا فلا يجوز اللعب بعواطف الناس فقط فمشاكل الناس كثيرة واليمن مثل معظم بلدان العالم الثالث يعاني من الكثير . نريد معارضه قوية ويريدها علي عبد الله صالح معارضة لا تجرح ولا تشخصن وانما تتحدث عن برامج بديلة لبرامج مجربة ،عن اساليب ادارية وعلمية حديثه تناقش وتطبق بدلا عن اساليب جربت ولم تنجح، ان تكون حضارية في حوارها مع الطرف الاخر، تطرح برامج وخطط علمية لحل مشاكل التنمية ، معارضه تكون مرآه للحكومه . انا هنا لا ادافع عن بعض السياسات الخاطئة القائمة والتي يجب ان تتغير او الاشخاص المتنفذين او الفاسدين والذي وعد الرئيس على عبد الله صالح ان لا مكان لهم و ان هذه اولوياته للمرحلة المقبلة ، وهذه من صفات القائد الذي يواجه الاخطا بشجاعة ويتحمل المسؤلية مهما تكن العواقب وهذه سمته دائما ان ياخذ القرارات الصعبة و قد يتخذها فرديا عندما لايوافقه القريبون. هناك قادة يلجأون الى التخويف والتهديد والوعيد واثارة الذعر. وهناك نوع اخر من القادة، و الرئيس علي صالح منهم ، يميلون الى الاقناع والدعوة الى العمل والابداع والتميز وتشجيع النجاح هكذا عرفه اليمنيون لديه احساس ورؤيه واهداف ويوحي بشتى الطرق للاخرين ان يتبعوه , لديه الحماس والرفقة والتعاطف وهذه سمات القائد الناجع يشعر بنفسه مدفوع بقوة لكي يتحول هذا الى تطبيق على ارض الواقع. لديه الطاقة الفيزيائية والعصبية فالقيادة عمل شاق يحتاج الى جهد وطاقة وعلي صالح حباه الله ذلك. النزاهة والقدوة الحسنة من خصائصه وهذا جعله موضع ثقة لدى الجميع . من سمات الرئيس صالح أيضا تمسكه بالشورى والمشورة في كل القضايا الوطنية مستندا الى اوامر الله سبحانه ورسوله الكريم في ذلك.. فقد عرف الرئيس علي عبد الله صالح ان المشورة الصالحة تسدد الخطى وتذهب الخطا. بعض القادة ينأون عن التشاور ويعتبرونه ضعفا لكنه ادرك انه يعزز القدرة ويدعم الراي ويزيد احترام الناس. لقد شاهده اليمنيون وهو الذي يشاور الجميع في كل قضية وطنية.. علي عبد الله صالح لديه الثقة بالنفس وببلده وشعبه ويربط دائما في كل المناسبات واللقاءات والاجتماعات والخطابات والمؤتمرات وحتى في التصريحات الصحفية بهذه الثقة التصميم على تنفيذ رؤويته وتطلعاته وخططه مهما تكن الظروف. قوة الحجه والقدرة على الاقناع ‘اقناع الناس وحشد الجهود لتحقيق الرؤية والدفاع عن القرارات وسلامة المنطق وصحة المعلومات، والولا والاخلاص للوطن والاحترام والتقدير لابنائه و التحفيز والتشجيع واذكا الطموح لدى المرؤوسين كانت ولا زالت من ابرز سمات الرئيس صالح واستطاع بها ان ينجز الكثير. أخيرا نقول انه اصبح لدى الرئيس علي صالح رؤية واولويات لتحريك عجلة التنمية ومكافحة الفساد وبنا الدولة الحديثه ولديه الجدول الزمني المحدد للتنفيذ ومتابعة التنفيذ . فلنكن كلنا معه لبنا يمننا الحبيب واذا عارض البعض وهذا شيء ايجابي وصحي لتكن معارضته بناءه من اجل الوطن لا من اجل قضايا وامور خاصة وكذلك عندما تقدم المشورة يجب ان تكون مشورة شجاعة وصادقة .