البيض البيض منذ ان قال احد عقلاء المجانين في صنعاء القديمة وبأعلى صوته «البيض البيض» صار للبيض عند البعض شأن عظيم، حتى ان منهم من اعتقد ان الله قد وضع سره في بيضه.. ولهذا نجد اليوم من صارت البيضة شغله الشاغل.. ليس بجدلية أيهما خلق الاول (هي أم الدجاجة) ولكن كيف تقدم اليه ليأكلها، هل مسلوقة ام عيون، ام أومليت، ام مخضوبة مع المكرونة، ام مع الفاصوليا الخ الخ. لقد شغلوا بالبيضة الى درجة انصرافهم عما يجري وما تشهده البلاد من انجازات، وان ما وعد به فخامة الرئيس من مشاريع تنموية استراتيجية بدأ يتحقق على ارض الواقع منذ شهر نوفمبر 2006م حيث تم افتتاح وتدشين ووضع حجر الاساس لعشرات المشاريع في عدد من المحافظات بمئات الملايين من الدولارات، ومليارات الريالات لا مانع من سردها ان شاءوا ذلك.. وتعريفهم بأنها مما يندرج في قائمة استيفاء البنى التحتية صناعياً وتعليمياً وثقافياً وخدمياً. لاصحاب البيض نقول لا تسرفوا في الانصراف عن كل شيء فلا ترون الا البيضة وانقل اليكم ما رواه لي احد المعتقدين في سر البيضة العظيم: فقد طلب من زوجته ان تأتيه ببيضة مسلوقة وبعد ان سلقتها وقشرتها وضعتها في صحن عليه اثر الزيت او السمن وقدمتها اليه، ولانه قد استعاض عن اسنانه باسنان صناعية فقد نزع طقم اسنانه محدثا نفسه بأنها مجرد بيضة لا تحتاج الى اسنان، وبمجرد ان ادخلها فمه وحاول ان يلوكها بحنكه اندفعت نحو حلقه كونها قد اكتست بشيء من الزيت او السمن الذي كان عالقا بالصحن.. فاختنق بالبيضة وكاد يودع الحياة لولا تدخل من حوله بوكزه على ظهره بقوة استطاعت ان تعيد البيضة الى فمه ليمضغها مرة ثانية ولكن ببصر- كما يقال. من تشجع؟ الشيعة أم السنة؟! قال لي وعلى وجهه كل علامات التعجب والاستياء هل كل وسائل الاعلام هذه (فضائية وارضية والكترونية.. الخ) تعمل من اجل الانتقال الى العولمة ام لتساعد على الشرذمة؟! قلت له ما الأمر؟ قال ابني عاد من المدرسة ليسألني هل نحن شيعة أم سنة؟! وبعد ان ضرب كفا بكف، واصل حديثه قائلاً: كيف يتولد مثل هذا السؤال في رأس ابني؟ وأين؟ في المدرسة؟!! متى كنا في اليمن نسأل مثل هذا السؤال؟ متى قال احدنا للآخر.. هل انت شيعي أم سني؟ كان اقصى ما نسأل عنه في سنوات العزلة فيما بين مدننا ومناطقنا، من اين انت، او من اية قبيلة انت؟ وقد يكون هناك من سأل الآخر بعد خروج المستعمر من جنوب وشرق وطننا وصارت هناك جمهوريتان.. هل انت جنوبي ام شمالي؟ وهذا كان لا يحدث الا متى التقى يمنيان في الخارج.لم يسأل احدنا في اليمن: هل انت شيعي ام سني؟ ولم يسأل طفل والده مثل هذا السؤال الذي سمعته من ابني بعد ان عاد من المدرسة التي ينبغي ان يعود منها معززاً بما يحصن أيمانه بوحدة الوطن، ونقائه من النعرات المذهبية. الأخطر من ذلك، ان ابني سألني ونحن نستمع الى خطيب الجمعة من سيغلب يا ابي الشيعة أم السنة؟!! ومن تشجع انت؟! اللهم متعنا بعقولنا احرص على قراءة صحيفة يصدرها صديق عزيز، ولفت نظري قبل ايام مانشت الصحيفة الذي يبرز اعتصام لحج كأهم واخطر حدث في الساحة اليمنية والعربية وربما الدولية، وعند قراءة تفاصيل الخبر وجدت الصحيفة تبرز الاضراب كمطالبة شعبية برفض الآخر، وعدم قبول الدخلاء -ان صح التعبير- وان مطلب الاخوة في لحج هو عدم تعيين اي موظف في منطقتهم من محافظة او منطقة اخرى؟! لم اصدق الخبر، ولم اصدق عيني وانا اقرأ في الصحيفة اياها بأن المطلب عادل.. نعم قالت عنه مطلباً عادلاً.. ولولا.. لطالب ابناء المحافظات الاخرى بنفس السلوك.. وان تكون الوظائف في ذمار للذماريين وفي صنعاء للصنعانيين وفي حضرموت للحضارم. ماذا نقول؟؟ نترك التعليق للشارع، وندعو الله سبحانه وتعالى ان يمتعنا بعقولنا واسماعنا وابصارنا.. حتى لا نسمع او نقرأ ما نكره وحتى لا يزدرينا الاخرون.