الفتنة اشد من القتل: القتل قد تحتوي جريمته بقصاص عادل او بعقاب إلهي عاجل، او بتسوية مع أولياء الدم، اما الفتنة فاخلال بالامن والسلام الاجتماعي وزرع للكراهية والحقد ودوامة من القتل والدمار. وهناك في بعض المناطق بمحافظة صعدة، من جمع بين القتل واراقة الدماء وإحداث فتنة، واشعال نيرانها والاستمرار في تأجيجها، والإصرار على إبقائها مشتعلة لأنه استمرأ لعبة الشياطين حول ألسنتها التي ستأكل بعضها لامحالة. ان من احدثوا تلك الفتنة، ويعملون على ايقاظها كلما رقدت مدثرة بلعنة مؤبدة مغلغلة، عميت ابصارهم وران على قلوبهم حتى فقدوا الاحساس والحواس، فلا ترى اعينهم سوى الشياطين التي ترقص حول نار الفتنة. قطعوا صلتهم بالعالم وبالناس من حولهم، هربوا الى ذواتهم او الى دواخلهم بكل مافيها من رواسب سلبية، وفقدوا الانتباه لكل المخاطر وأولها خطر عدم اتقاء غضبة الحليم. نعم فقدوا الانتباه حتى لخطر اتقاء غضبة الحليم، لقد ايقظوا واشعلوا فتنة كلما عمل الرئيس علي عبدالله صالح على اخمادها بحكمة وتسامح وحلم القائد الكبير، سعوا جاهدين الى ايقاظها، ومعها من الدماء والاحقاد والسموم مانخشى على وطننا ومجتمعنا من مخاطرها، وما يلطخ صورة التلاحم والمحبة والتسامح التي عرف بها مجتمعنا اليمني.. كان ينبغي لفتنة كهذه، ان يقضى عليها في مهدها أو أن توأد تحت تراب بواعثها وشرورها ورواسبها، وإذا ما كانت في المرة الاولى قد وجهت بحكمة القائد وصبره وحلمه وحرصه على حقن الدماء، ففي المرة الثانية يفرض ان تجابه بالكي كما قال الاجداد بأن آخر الدواء هو الكي. لقد تمادوا في عدم اكتراثهم بغضبة الحليم التي ينصح الحكماء والعقلاء باتقائها، لانها لم ولن تفرط بالمصلحة العامة وخير الناس وبأمانة مسؤوليتها امام الاجيال. حلم وصبر الرئيس علي عبدالله صالح المشهود لهما في اكثر من مناسبة وحدث، كان وراء السعي لاحتواء نزغة الشيطان وخطر الفتنة بالتهدئة، والتسامح واطلاق السجناء وتعويض المتضررين ودعوة من رفعوا السلاح في وجه الدولة، الى العيش الآمن في بيوتهم ومزارعهم ووظائفهم، والانخراط في عمل سياسي تعددي يرفض العنف والارهاب والقهر.. الا ان هناك من لايفهم هذه اللغة الحضارية، ولايرى الا انانيته ومصلحته ولاتحركه سوى رواسبه وجهالته. يريدون فتنة، ودماء تسفك، وكراهية تنخر في القلوب كسوس الاخشاب، يريدون الاساءة الى وجه اشرق بالديمقراطية والتعددية السياسية وحقوق الانسان ومن قبلها الوحدة.. يريدون المساس بالوجه الذي اشرق من جنوب الوطن العربي ولفت اليه انظار العالم. يريدون فتنة، يتمكن الحاقدون من خلالها من الانتقام من اليمن ويمرر المتآمرون ما يخططون له في - الحاضر والمستقبل - وتوفر الغطاء لاصحاب الرواسب السلبية المريضة، من نشر رواسبهم وامراضهم بين صفوف العوام والبسطاء من الناس في التجمعات والمحافل بما فيها بيوت الله. لكل من له صلة بهذه الفتنة الخبيثة، لقد تحمل القائد الحليم اكثر مماينبغي وصبر فوق مايصبر القادة.. فاتقوا الله في الوطن وفي انفسكم، وعندما يقول قائد حليم: لقد اعذر من انذر، لايسعنا الا ان نقول لهم، عندما يستنفد القائد الحريص على شعبه، كل الوسائل والفرص التي امره حلمه ان يعرضها متتالية، فما على المعاند والمتآمر الا ان يتقي غضبة الحليم، فغضبه ليس انفعالاً عاطفياً ولكنه مما يغضب له الله.