تتغنى أحزاب المعارضة هذه الأيام بالتجربة الموريتانية بحيادية المجلس العسكري الموريتاني والحكومة ومؤسساتها وعدم تدخلها في سير الانتخابات الرئاسية الموريتانية ، وكأن لسان حالها يقول انظروا كيف تنازل الرئيس الموريتاني عن السلطة سلمياً ولم يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية متناسين بذلك أن فخامة الرئيس علي عبد الله صالح هو أول رئيس عربي أعلن رغتبه في التنازل عن السلطة ومغرياتها وعدم ترشيح نفسه في الانتخابات . نعم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح سبق الموريتانيين بهذه التجربة وزهد عن السلطة ومغرياتها وصرح فعلياً للشعب اليمني ولجميع وسائل الإعلام العربية والأجنبية برغبته ترك السلطة ونيته عم الترشح في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 20سبتمبر من العام الماضي وأصر على قراره رغم كل المحاولات المضنية من حزب المؤتمر الشعبي العام لثنيه عن هذا القرار , وهذا ليس رأيي الشخصي ولكن رأي جميع المحللين السياسيين الذين ناقشوا هذا الموضوع في قنوات إخبارية وصحف عربية وأجنبية . وأكد هؤلاء المحللين السياسيين حتى بعد نزول جماهير الشعب اليمني بكل فئاته وأطيافه وأحزابه إلى ميدان السبعين في صنعاء التي توافدت من مختلف المحافظات وتجاوزت أعدادهم المليون حتى اطلق على تلك التظاهرة بالمسيرة المليونية لمناشدة الرئيس الترشح في الانتخابات رافضين مغادرة ميدان السبعين حتى يعدل الرئيس عن قراره من أجل إكمال مسيرة التنمية والبناء , وكما أخرج البلاد من عنق الزجاجة من أزمات شتى مرت بها اليمن أبتداءً من قبوله تولي الحكم في 1978م آخذ كفنه بيده ليجنب اليمن أزمة سياسية وحرب أهلية حتمية في ذلك الحين بعد مقتل رئيسين لليمن في أقل من عام ،ومروراً بحكمته في إنهاء النزاع اليمني الاريتري وحل مشكلة أرخبيل حنيش ، وبعد أحداث "سبتمبر2001" في نيويورك وذلك بحنكة ودهائه السياسي بإقامة علاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب دون المساس بالسيادة اليمنية ودون المساس بموقف اليمن من القضايا القومية العربية والإسلامية . أصافة إلى إكمال المسيرة التنموية والاقتصادية وذلك بتبنية ملفات الاستثمار والاقتصاد وتأهيل اليمن اقتصادياً وتهيئة الظروف لانضمامها الكامل إلى مجلس التعاون الخليجي وكذلك تبنية مكافحة الفساد الإداري والمالي ومكافحة الفقر والبطالة واستكمال البنية التحتيه في مجالات الكهرباء والمياه . كل تلك القضايا وغيرها من المواقف النبيلة لفخامة الرئيس حملها أكثر من مليون يميني وناشدوا الرئيس بالبقاء من اجل الحفاظ عليها, وكانت استجابته التاريخية لرغبة الشعب وتضحيته براحته ليس من أجل الشعب اليمني.