جريمة شنعاء وعمل إرهابي بشع وجبان ما تعرض له الأبرياء الآمنون من السياح ومرافقيهم اليمنيين عصر يوم الاثنين الماضي في محافظة مأرب.. واقل ما يمكن أن يوصف به مخططو ومنفذو هذا النوع من الجرائم الارهابية بأنهم قتلة مجرمون واعداء للحياة بمعانيها ومضامينها السامية التى جاء بها الاسلام حاملاً رسالته للعالم من مبادئ وقيم التسامح والعدل والخير للبشرية جمعاء.. وبهذه الرسالة العظيمة عمرت الارض وشيدت حضارات نشرت العلم والمعرفة وهذبت الروح وارتقت بالعقل الانساني، فكان الاسلام الحق دين خير امة اخرجت للناس.. وهنا يحق لنا التساؤل: أيمكن لأمثال هؤلاء المجرمين القتلة أن يكونوا منتمين لأمة كهذه.. وهل هناك تأكيد أكبر مما حدث في مآرب يعكس حقيقة أن الارهاب لا دين له ولا وطن وأن مثل هذه العقلية الظلامية مجردة من أية عقيدة وإنتماء.. وجدت في التطرف وثقافة العنف بغية نفسياتهم المريضة الحاقدة ليصبح الموت غاية في ذاتها تقمصهم الشيطان فاستولى على قلوبهم ووعيهم ليتحولوا الى أداة طيعة لتحقيق مآربهم دون وعي أو تفكير بعواقب ما يقترفونه من جرائم على شعوبهم وأمتهم؟!. إن ما أقدم عليه هؤلاء المجرمون من عمل آثم استهدف أمن واستقرار الوطن واقتصاده ومصالحه العليا وأساء الى صورة أبنائه الحقيقية بما يحملونه من عادات وقيم حضارية نبيلة ترفض التطرف وتنبذ العنف والارهاب ليتوحد أبناء الشعب جميعاً بمختلف شرائحه وفعالياته السياسية والاجتماعية ليس فقط لادانة هذا الحادث الاجرامي المشين ولكن للوقوف معاً صفاً واحداً حكومة وشعباً، احزاباً وتنظيمات سياسية ومنظمات مجتمع مدني في مواجهة هؤلاء السفاحين سافكي الدماء بدون وجه حق، الذين كما يتضح من هذه العملية الإرهابية أنهم ليسوا إلا أدوات طيعة ينفذون بوعي وبغير وعي مآرب اعداء وطنهم وامتهم ليكونوا إما معبئين بأفكار تكفيرية خاطئة ومبرمجين على تنفيذ هذه الأعمال الارهابية أو أنهم يعون ما يقومون به لأنه يتواءم مع أرواحهم الخبيثة الشيطانية المسكونه بنزعات الدمار والخراب والموت.. وفي كلا الحالتين فإن مثل هذه السلوكيات المنحرفة تؤكد أنهم أدوات بيد قوى تضمر الشر لشعبنا وأمتنا ووجدت في هؤلاء من يحقق لها مرادها ويخدم مصالحها بأثمان بخسة متخذين الذرائع لتنفيذ مخططاتها مبررين حروبها وما تشعله من صراعات فيما بيننا لتحقيق أهدافها بالمواجهة مع الإرهاب الذي يظل موجوداً وتظل حروبه موجودة ويتسع ويأخذ اشكالاً متعددة: وثمن كل هذا ندفعه من حاضرنا ومستقبل أجيالنا القادمة. لذا فإن المواجهة مع هؤلاء المجرمين مسؤوليتنا نحن وعلينا أن نعمل جميعاً كل من موقعه على تنقية مجتمعنا من الجاهلية العصرية، بعد أن وصل الأمر بأصحابها الجدد إلى هذا المستوى من الخطر الذي أصبح مدركاً ومستوعباً من كل أبناء شعبنا بمختلف شرائحهم الإجتماعية وأطيافهم السياسية وإتجاهاتهم الفكرية. لقد كان اليمن من أوائل الدول التي استهدفها الإرهاب.. وأدركت القيادة السياسية بزعامة فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح من وقت مبكر خطورة هذه الظاهرة والنفق المظلم الذي يمكن أن تقود إليه المنطقة والعالم، معتمدة في مجابهتها على الأساليب الأمنية والعسكرية والوسائل الحوارية الإقناعية الهادفة الى إعادة المغرر بهم الى جادة الصواب، محرزة نجاحات في إعادة الأمن والاستقرار والحد من هذه الظاهرة الى أدنى حدودها.. واليوم وقد أصبحت المواجهة مع هؤلاء الارهابيين قضيتنا جميعاً فلتكن معركتنا مع هؤلاء القتلة حاسمة، ليبقى اليمن مثلما كان دائماً وطن الايمان والحكمة وواحة الأمن والأمان لأبنائه وزواره وضيوفه من كل أصقاع المعمورة.