استغربت كثيراً تلك الحملة الصحفية التي شنها البعض ضد شخص الرئيس السابق علي ناصر محمد في محاولة لابهات دوره والإساءة لتاريخ الرجل ونضاله.. والحقيقة أن المناضل علي ناصر محمد من القيادات السياسية الوطنية التي كان لها بصمات واضحة في سفر تاريخ اليمن المعاصر النضالي والوحدوي لتكون اكثر الفترات تعبيراً عنه هي المرحلة التي أعقبت الاحداث العاصفة التي مر بها الوطن المشطر في الربع الاخير من سبعينات القرن الماضي والتي استطاع فيها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بعد تحمله مسؤولية قيادة الوطن في الشطر الشمالي في 17 يوليو 78م.. تجاوزها بحكمة وشجاعة.. معيداً اليمن الى مسار التوجه السلمي الوحدوي ليبدأ العمل صوب اعادة تحقيق وحدة الوطن مع اخيه علي ناصر محمد بوتائر متسارعة محطته الاهم بعد اتفاقية الكويت زيارته لعدن عام 1981م والتي بنتيجتها عبرت حينها عن توجه صادق نحو الوحدة لتتواصل اللقاءات راسماً مع علي ناصر محمد ملامح مرحلة جديدة جسدتها اللقاءات الوحدوية والتي شكلت محطات هامة في طريق الوصول الى يوم 22 من مايو الاغر عام 1990م. وهذا كله اذا ما اضفنا اليه دور علي ناصر محمد في اتفاقية القاهرة وطرابلس نجده اسهم في اعادة تحقيق الوحدة اليمنية.. مؤكداً قناعته الراسخة بأن لا حاضر ولا مستقبل لليمن الا في ظل راية الوحدة وتكون مغادرته للوطن عشية قيام الجمهورية اليمنية هو الموقف الاكثر تجلياً لوحدويته.. وهذه الاسهامات والمواقف والادوار النضالية الوطنية الوحدوية جعلته واحداً من الشخصيات السياسية التي احتفظت بحضور مميز وفاعل بعد خروجه من السلطة، هذا الحضور وجده الاخ المناضل علي ناصر محمد في اعتزال السياسة بدلالاتها المرتبطة بالسلطة.. مواصلاً مشواره في ممارسة السياسة بحقل آخر بمنظور ابعد تكون عبر سنوات من العمل النضالي السياسي في السلطة والحكم.. متعاطياً مع السياسة بما هي فكر واستراتيجية يحتاجها ليس اليمن فحسب، بل والعرب جميعاً.. مكسباً توجهه في هذا المنحى افقاً واسعاً على امتداد الوطن العربي عبر عمل مؤسسي.. منشئاً لهذه الغاية المركز العربي للدراسات الاستراتيجية بدولة سوريا الشقيقة.. موظفاً خبرته السياسية لفترة وجوده في السلطة بكل سلبياتها وايجابياتها في سياق يخدم تطوير الايجابيات، والحد من السلبيات في محاولة للاسهام يجعل العرب يتعاطون مع متغيرات الاحداث بوعي وموضوعية.. وهذا واضح وجلي في صراحته، ووضوح وشفافية رؤيته النقدية للمراحل والمنعطفات التي مر بها اليمن في فترة وجوده بالحكم وتأكيده الدائم بأن علينا دائماً ان ننظر الى المستقبل وهو في نقده للاخطاء لا يحاول ايجاد الذرائع والمبررات لتبرئة نفسه منها ولا لادانة من كانوا في حكم خصومه السياسيين وتقوم نظرته على ان الجميع اخطأ، وينبغي فقط ان لا تتكرر هذه الاخطاء في بناء حاضر اليمن الموحد ومستقبل اجياله. لقد كانت مواقف علي ناصر الوحدوية واحدة من عوامل الصراع مع الاطراف الاخرى التي كانت تشاركه الحكم دون ان يعني ذلك انه لم تكن هي الاخرى مع اعادة تحقيق الوحدة، لكن من منظور سياسي واقتصادي يتقاطع مع نظرته الليبرالية المبكرة.ان ما يحسب له اليوم هو ان الوحدة والديمقراطية والاستقرار والتنمية في يمن 22 مايو تعد من الثوابت بالنسبة اليه وما عدا ذلك فإن التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الانسان كفيلة بتقديم الحلول له.هذا هو علي ناصر محمد المناضل الوطني والسياسي المخضرم يوظف خبرته وتجاربه وعقلانيته ومعارفه لصالح اليمن ليمض موحداً وديمقراطياً ومستقراً نحو فضاءات النماء والتقدم والازدهار. كما انه وهو الذي عصرته الاحداث والتجارب صاحب تجربة غنية وثرية تمكنه من أدراك اهداف ونوايا اؤلئك الذين يحاولون الاساءة إليه والتجني على تاريخيه والتشهير به لغرض في نفس يعقوب.