من جديد يؤكد فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على أن نافذة الحوار ستظل مفتوحة أمام أحزاب اللقاء المشترك وكل القوى السياسية - أكان ذلك في ما يتصل بمبادرته التي طرحها بشأن التعديلات الدستورية وتطوير النظام السياسي وتوسيع صلاحيات الحكم المحلي أو أية قضية أخرى تتطلب جلوس المصفوفة الحزبية والسياسية في السلطة والمعارضة على طاولة الحوار وإجراء النقاش وتبادل وجهات النظر والخروج برؤية موحدة تخدم المصلحة الوطنية. - وفخامة الأخ الرئيس بهذا التأكيد الذي عبر عنه في كلمته التي ألقاها أمام اللقاء التشاوري لمنظمات المجتمع المدني المنعقد في مدينة تعز يوم أمس الأول إنما هو الذي يضع الجميع أمام حقائق الديمقراطية وجوهرها النقي الذي لامكان فيه للأحقاد والبغضاء ، وحالات الاستعداء مما يعني معه أن الاختلاف في الرؤى والاجتهادات لا ينبغي له أن يتحول إلى خلاف ، والتباين إلى قطيعة أو خصومة تفسد الود بين شركاء العمل السياسي. - وبالوقوف على دلالات هذا الطرح ومقاصده النبيلة نجد أنه الذي يحفز الجميع على توجيه اهتماماتهم بما يعزز قيم الحوار وتقاليده ، وتأصيله كوسيلة حضارية ترقى بالممارسة الديمقراطية إلى مستويات من النضوج والتفاعل الخلاق. - وتتضاعف أهمية هذا التوجه من كونه الذي يدفع في اتجاه تجاوز السلبيات التي ما زالت تعترض طريق تجربتنا الديمقراطية ، ومن ذلك ما ينطوي على بعض الممارسات والسلوكيات الخاطئة الناتجة إما عن قصور في الفهم أو بفعل مظاهر الاستغلال السيئ لمناخات الديمقراطية لأهداف ومصالح ذاتية أو حزبية ضيقة أو غيرها من التصرفات التي تسعى إلى خلط الأوراق بغية التكسب والتمصلح من وراء ما قد يحدث من احتقانات على الساحة السياسية. - ولعل مثل هذا الخلل هو من يعكس نفسه في مواقف وردود أفعال بعض قيادات أحزاب اللقاء المشترك التي تبدو في كثير من الحالات تغرد خارج السرب وآخر الشواهد على ذلك موقفها غير المسؤول من دعوة الحوار المفتوح التي أطلقها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح قبل أسبوعين بشأن التعديلات الدستورية وتطوير النظام السياسي وتوسيع صلاحيات الحكم المحلي. - وما يتمناه أي إنسان صادق مع نفسه ومحب لوطنه وشعبه ،هو أن تتوقف تلك القيادات عن إهدار الفرص وأن تسارع إلى الالتحاق بالإجماع الوطني الذي عبر عن مباركته وترحيبه بتلك المبادرة بعد أن وجد في ما تضمنته الأسس الواقعية لإحداث النهوض الشامل الذي يتكفل بالانتقال بالوطن إلى آفاق أرحب من التقدم والتطور والنماء. - حيث وليس هناك من فائدة يمكن أن تجنيها هذه القيادات وشخوصها وأحزابها من وراء تلك المسلكية العبثية سوى أنها التي ستظهرها في حالة صدام مع كل انطلاقة منفتحة على التجدد .. وإنها بالفعل باتت عاجزة عن الخروج من قوقعتها ومواكبة متغيرات العصر. - وبالتالي فليس من الصواب أن تعمل تلك القيادات الحزبية على تكريس مثل تلك الصورة عبر تركيزها على اختلاق الأزمات وإشعال الحرائق وإثارة الفتن لأنها بذلك إنما تسيء لنفسها وأحزابها عوضا عما تلحقه من ضرر بحق وطنها ومجتمعها .. مع أن بوسعها أن تسخّر ذلك الجهد من أجل الإسهام في بناء اليمن الجديد الناهض والمزدهر. فذلك هو الصواب ، وما دونه هو الضلال بعينه!!