جاءت اجتماعات مجلس التنسيق اليمني- السعودي في دورته الثامنة عشرة التي انعقدت في العاصمة السعودية الرياض الاسبوع الماضي ونتائجها المثمرة لتخرص كل الألسنة التي حاولت دس السم في عسل العلاقات الأخوية الحميمة والمتميزة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين.. وتمتد جذورها إلى عمق التاريخ، والتي حاولت الإيحاء بان هناك أزمة سياسية بين البلدين أدت الى إلغاء اجتماعات المجلس في الموعد الذي تحدد بداية شهر رمضان المبارك، وهو ما أوضحه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في مقابلته مع قناة الجزيرة حينها نافياً وجود اية ازمة بين البلدين، وبرر فيه -لكل من يفهم- بأن الذي تم هو تأجيل موعد انعقاد الاجتماعات وليس إلغاءها كما ذهب الى ذلك الحاقدون على البلدين الشقيقين وما تشهده العلاقات والتعاون بينهما من تطور ونمو ملحوظين. وكمغتربين في المملكة العربية السعودية فقد سعدنا كثيراً بالنتائج التي خرجت بها اجتماعات المجلس والمتمثلة في تلك المساعدات السخية لدعم مشاريع التنمية في بلادنا ووصلت قيمتها الى أكثر من 907ملايين دولار، وهو ما يؤكد المستوى المتطور الذي بلغته العلاقات وما تحظى به من اهتمام ورعاية من قيادتي البلدين ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.. هذه الرعاية التي انعكست بشكل واضح على ما يتمتع به المغتربون اليمنيون في المملكة من اهتمام من كافة المسؤولين في حكومة خادم الحرمين الشريفين حتى أصبح اليمني المقيم في المملكة لا يشعر بالغربة، بل إنه في وطنه وبين أهله واشقائه حتى وان لم تلدهم أمه. وكم أثلج صدورنا ما سمعناه من كلمات معبرة عن عمق الاخاء الصادق من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في جلسات اجتماعات مجلس التنسيق اليمني- السعودي وهو يؤكد على متانة العلاقات بين البلدين الشقيقين ويقول: بان أمن اليمن جزء لايتجزأ من أمن المملكة العربية السعودية وكذا تأكيده بأن: «اليمني ليس مغترباً في المملكة.. إنما هو في بلده».. وذلك بالفعل ما يشعر به كل يمني مقيم في المملكة بل ويعتز بذلك. إن هذه الكلمات النابعة من قلوب صافية ونقية نقاء هذه الأراضي المقدسة، زادتنا ثقة بان العلاقات اليمنية- السعودية مقبلة على آفاق واسعة من الاخاء والتعاون والشراكة التي يتحقق بها الخير بإذن الله تعالى للبلدين والشعبين الشقيقين.. وقبل أن أختم مقالي هذا.. لابد من كلمة شكر وتقدير باسم كل أبناء الجالية اليمنية في المملكة العربية السعودية الى الدكتور علي محمد مجور رئيس مجلس الوزراء وأعضاء حكومته الرشيدة الذين تشرفنا باللقاء بهم في مقر السفارة لبحث الكثير من القضايا التي تهم الوطن اولاً وتهمنا كمغتربين، وخاصة ما يتعلق بتلك الزوابع والدعوات الانفصالية التي ينادي بها البعض ممن لفظهم شعبنا بعد ان عانى منهم الويلات ابان حكمهم الشمولي بجنوب الوطن (سابقاً).. والغريب انهم عادوا اليوم ليتحدثوا باسم ابناء الجنوب ويطالبون بحقوقهم وكأنهم لم يستوعبوا دروس الماضي القريب. وإن كنا كمغتربين نشعر بالقلق لما يدور في الوطن، الا ان دولة رئيس الوزراء الدكتور علي مجور قد اعاد الينا الطمأنينة ووضعنا في حقيقة ما يحدث وليس كما تنقله الينا بعض وسائل الاعلام والصحف.. مؤكداً بان الوحدة الوطنية خط أحمر لن يسمح شعبنا لاحد بالمساس به.. ونحن بدورنا نقول له: ليس خطاً أحمر فقط بل «موت أحمر»، ولذلك فاننا نضع كل امكاناتنا وارواحنا بلا تحفظ فداء لوحدتنا الوطنية الغالية التي حققها شعبنا بالدم والدموع، ولم ولن يفرط بها مهما كان. شكراً للرعوي: أثناء وجوده في الرياض للمشاركة في فعالية عربية حرص الأخ الأستاذ علي ناجي الرعوي رئيس مجلس الادارة رئيس تحرير صحيفة «الثورة» على الاتصال بي والسؤال عن اوضاع الجالية، وابدى استعداده الكبير للتعاون معنا في كل ما يخدم اليمنيين المقيمين في المملكة. ولم ينس عند عودته إلى صنعاء أن يجدد الاتصال بي ثانية من هناك ليؤكد على ما وعد به.. فشكراً له. # نائب رئيس الجالية اليمنية -الرياض