في مقابله صحفية أجرتها معه اسبوعية الشارع مؤخراً وضع الأستاذ عبد الرحمن الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن "راي" النقاط على الحروف إزاء الكثير من القضايا الرئيسية التي شهدها الوطن منذ تحقيق الوحدة المباركة في مايو 1990م ومازالت بعض القوى والعناصر تحاول اجترار تداعياتها وذيولها والمزايدة من خلالها على قضايا وطنية حساسة. الجفري وفي معرض حديثة عن الاسباب التي ادت إلى خسارة اصحاب المشروع الانفصالي لحرب صيف 94م قال باختصار ان ذلك كان لحكمة ربانية أراد بها الله خيراً لهذا الوطن .. وهي كلمات خفيفة في اللسان لكنها ثقيلة في ميزان الثوابت الوطنية وثقيلة على أولئك الذين ما زالوا يصرون على السير في الطريق الخطأ ويقولون "ليته سكت" .. الرجل الثاني في مشروع الدولة الانفصالية غير المشروعة والتي اجهضها الشعب سريعاً وجة رسالة قوية للاشتراكيين وشركائه السابقين في تلك الحرب وكأنه ضمنياً يقول لهم " الان حصحص الحق " وتلك كانت حسابات سياسية معينة انقضت بانقضاء اللحظة التاريخية التي كان اليمن يعيشها أنذاك الرسالة الثانية أو الصفعة القوية الأخرى التي قدمها الجفري كانت ما عرف ب "وثيقة العهد والاتفاق " التي يعيد البعض تسويقها مجدداً على انها المشروع الإنقاذي الوطني أو عقدة الحل..وهذه قال عنها الأستاذ عبد الرحمن الجفري بكل برود أعصاب : انه هو من صاغها بدرجة أساس وهو يعرف حجمها جيداً وعلى قناعة بان المبادرة الرئاسية لمشروع التعديلات الدستورية التي اطلقها رئيس الجمهورية مؤخراً تجاوزت وثيقة العهد والاتفاق بكثير وتضمنت روزنامة متكاملة من الإصلاحات المنشودة . واذا كنا نتفق مع الجفري في هذه الرؤية - وقد نختلف معه في مسائل اخرى- فان علينا ان نثمن هذه المواقف والرؤى الوطنية التي يعبر عنها بالفم المليان وفي وقت يعجز فيه حلفاؤه بالأمس عن مجرد التعليق عليها لانها باختصار تدحض ادعاءتهم . وهو – الجفري - عندما يقول بأنه يشتغل سياسية ،وان ليس في السياسه عدو دائم أو صديق دائم فهو ايضاً يقول لهؤلاء الذين ما زالوا يقفون عند لحظة تاريخية معينة انهم ليسوا صغاراً في العمل الوطني فحسب وانما صغاراً في العمل السياسي ولا يدركون المتغيرات والوقائع على الأرض سواءً اكانت داخلية أو اقليمية أو دولية . ومن ينظر بالفعل إلى اللحظة التاريخية والتوقيت الذي اختاره الجفري لعودته إلى ارض الوطن – حيث ظهر قريباً من الرئيس علي عبدالله صالح خلال المهرجان الانتخابي للرئيس في محافظة عدن في سبتمبر من العام الماضي – يجد ان المكان والزمان لم يكن مصادفة وانما كان معبراً وحمل ايحاءات مفادها انه مثلما غادر عدن بعد اسقاط ذلك المشروع الانفصالي الفاشل فانه يعود اليوم مسانداً للرئيس علي عبدالله صالح ليس من اجل صفقة وانما لإدراك عميق ان العجلة لن تعود إلى الوراء وان أي عناد سياسي هو سباحة ضد التيار وموقف نشاز ليس فقط عكس الرغبة الوطنية وانما ايضاً ضد المباركة الإقليمية والدولية لليمن الموحد المستقر وللنظام السياسي القائم.