لاتزال هي مؤسسة الشعب.. حزب الوطن وضمانة أمنه ووحدة أراضيه وسيادته، ولايزال الناعقون يحومون، ويحوِّمون، حولها وعليها.. وكأنها لاتراهم أو تسمع شيئاً من الزعيق والنعيق، حولها وعليها، تستمر في الكبرياء.. تتعالى على السفه والسقط في القول.. عنقها مشرئبة إلى العلياء، وأقدامها المباركة مغروسة في عميق الأرض.. وفي جذر الوطن. من غيرها؟ إنها المؤسسة العسكرية والأمنية: حليفة الوطن والجماهير، صاحبة المآثر الوطنية العظيمة.. ومالكة امتياز الشرف الوطني والرجولة المعمدة بطيب تربة الأرض، وعطر التضحيات الأشرف.. والدماء الأزكى.. والفداء الأعز. طوال مسافات ومسارات اليمن الجمهوري.. قدمت المؤسسة العسكرية والأمنية أنصع التجارب وأبدع الدروس، وأروع أمثلة الولاء والتفاني في شرف المهمة.. وجسامة الهمة.. والتحالف مع همّ الشعب وهموم الوطن والناس. كانت لوحدها تراود المستحيل عن نفسه.. حينما سلَّم الآخرون الراية واستسلموا للعجز.. أو لليأس.. أو للخذلان، وبقيت مؤمنة باليمن وشعبه حين آمن آخرون بالردة عن اليمن الثورة.. والوحدة، سجلت انتصارات اليمن بأحرف من كبرياء، على صفحات الإعجاز.. وفي دفتر المستحيل، الذي صار لديها ممكناً. لاتزال تقدم المزيد من الشواهد والإثباتات على أنها الأصدق، في زمن يتناسل المهرطقون والكذابون من كل محبرة وسوق.. وأنها الأوفى، في زمن الأدعياء.. والأذكى، في زمن الأغبياء المخدوعين بعبقرية الخواء وحذلقة الغباء. إنها مؤسسة الرجولة، حيث الرجولة موقف وكلمة وفعل.. الرجال هنا لايقاسون بالأقوال ولا بالخطابات ولا بالمظاهر المتبهرجة، كما هو معمول لدى آخرين، ولكنهم يقاسون بالمواقف واختبارات المراحل والتحولات.. إنها الرجولة الأوثق صلة بالفداء وشرف التضحية والبذل في سبيل الوطن وأمن الشعب. تحية إجلال وإكبار للبواسل والقمم الشماء من رجال وأبطال المؤسسة العسكرية والأمنية.. نُقبِّل جباههم السمراء، وسواعدهم الشريفة المغبرّة بتراب اليمن.. لكم الوفاء كلّه. - صحيفة الجمهورية: