لكل تجربة حضارية وطنية سلبيات ولكل تحولات عظيمة أخطاء ولأن من لا يعمل لا يخطىء فأن من يعملون بوتيرة عالية ومن يصنعون تحولات عظيمة بحجم عظمة التحولات الوطنية اليمنية فإن من الطبيعي أن يرافق هذا أخطاء لكن هذه الأخطاء يجب أن تقاس بحجم الأعمال الوطنية المنجزة ومن خلال رؤى موضوعية لا توظف من أجل الاستهداف ولا في سبيل الانتقاص والتشهير والكيد للأخر ورغبة في تصفية الحسابات السياسية معه أو تصفية الخصومات ..!! واليمن وتحت قيادة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، -حفظه الله- حققت منجزات وطنية وحضارية عظيمة ومن الطبيعي أن يرافق هذه الأعمال بعض من الأخطاء العابرة وغير المقصودة وبالتالي لايجب أن يستغل البعض هذه الأخطاء إن وجدت للتوظيف الرخيص والابتزاز والتشهير واستهداف كل التحولات بل المنطق الوطني والسياسي والأخلاقي والديمقراطي يتطلب من هؤلاء أن يقيسوا الأخطاء إن وجدت بمقدار الظواهر الإيجابية والمنجزات والتحولات وحين تكون الظواهر الايجابية تمثل ما نسبته 98% مقابل 2% من الظواهر السلبية فإن الأمر يتطلب الكثير من العقلانية التي يجب ان يتحلى بها الخطاب الإعلامي المعارض الذي يفترض فيه أن يكون خطاباً (ناقداً) لا خطاباً (حاقداً)، وهناك فرق بين (النقد) وبين (الحقد) فالأول يساهم في تنمية الوطن وتعميره والأخير مهمته التدمير وتخريب الروابط وإقلاق السكينة وإشاعة أجواء الفوضى والتشكيك بكل تحولات الوطن ومنجزاته ومثل هذا الخطاب لا يسيء للمسار والتحولات ولا يسىء للنظام ورموزه وآلياته، بل ان مثل هذا الخطاب يسيء بالدرجة الأولى لأصحابه ولمصداقيتهم .. إذ أن من يتحدث بكل حدية وسفور عن النظام والتحولات والمنجزات وينتقص من كل هذه المعطيات الإيجابية فإنه بهذا الخطاب إنما يؤكد على جدية ومصداقية الحرية والتحولات والمنجزات وعلى عظمة المسار ولو كان الحال كما يقول هؤلاء في خطابهم لما قدر لخطابهم هذا ان يصل إلى حيث يصل ..!! هكذا يقيس المراقب الحصيف حقيقة الراهن الحضاري اليمني ويدرك حقيقة ما يعتمل في هذا الواقع من زخم ديمقراطي وتحول حضاري لم يقف عند نطاق الفعل السياسي والحزبي والإعلامي بل إن هذا الفعل يعمل في الأساس في النطاق التنموي والتعمير والبناء الاقتصادي ومع التسليم بوجود الأزمات والمنغصات المرافقة لكل هذه التحولات وهي ذات دوافع ذاتية وموضوعية فإن الحصيلة المنطقية هي أن ما يحدث في الوسط الاجتماعي الوطني من الطبيعي أن يحدث وأن يرافق التحولات لأنها في الأخير تحولات وتفاعلات متعددة الجوانب والأهداف وهي تدار من قبل كوادر بشرية وليس من قبل ملائكة معصومين من الأخطاء، ولكن في المقابل فإن مصداقية النقد أي نقد تقاس من خلال مصداقية الناقد ومدى حصافته وعصاميته وجدية انتمائه الوطني وإيمانه بالتحولات وولائه لشعبه وحرصه على التطور والسكينة والتقدم الوطني، عوامل عليها تقاس طروحات الناقدين إذ ليس كل ما يقال يؤخذ في الاعتبار لأن الأوطان في الأخير والتجارب الوطنية والتحولات الحضارية لا تخضع لمزاجية الأفراد ولا لمواقفهم ورغباتهم بل للمصالح الوطنية العليا ولحاجة الشعوب وأولويات هذه الاحتياجات وأهميتها. اليمن في هذا السياق حققت تحولات كبيرة وعظيمة وتمكن الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية - حفظه الله - من تجاوز الكثير من الصعاب والتحديات والمعوقات التي جثمت زمنا طويلا أمام إرادة ورغبة الشعب اليمني وأحلامه وتطلعاته ومع التسليم بهذه الحقائق فإن التحدي الأكبر الذي يواجهنا اليوم ويواجه مسارنا هو غياب الثقافة الوطنية ووجود قصور في الوعي الوطني وهما من العوامل الرئيسية التي بتجاوز إشكالاتها نتمكن من الشعور والإحساس بعظمة المسار والتحولات ومن خلالهما يتاح لمن يرىالواقع برؤى أكثر وطنية وتحضراً وإدراكاً بقدر من الموضوعية لكل ما تحقق في الواقع رغم الظروف والوقائع المليئة بالعقد والتعقيدات المتعددة الأشكال وفي زمن التكتلات الدولية والإقليمية بما تحفل به هذه التكتلات من المفاهيم والمعطيات والرؤى وبما يعنون العلاقات السياسية من مفردات فإن ما توصلت إليه اليمن وما تعيشه في ظل كل هذا هو إنجاز وطني وحضاري يندرج في سياق المنجزات الخالدة والاستثنائية والتي لا يتوصل إليها إلاّ الزعماء الاستثنائيون في زمن استثنائي. بيد أن العالم بكل أطيافه يقيس تطور وتقدم الأمم والشعوب من هذا المنظور وليس من خلال ما يكتبه هذا الكاتب أو تسوقه تلك المطبوعة أو ذاك الحزب ..!! نعم يعرف العالم بأسره كيف كانت اليمن وأين أصبحت .. كما يعرف هذا العالم قدرات اليمن المادية وثرواتها وحجم هذه الثروات ويعرف هذا العالم ما تحتاجه اليمن لكي تصل إلى أهدافها الحضارية الوطنية وإلى المكانة التي تنشدها حضاريا ومع ذلك يدرك هذا العالم أن اليمن توصلت إلى ما توصلت إليه ليس بالإمكانيات التي سبق الحديث عنها بل بالإرادة الوطنية وبعزيمة قائد وزعيم تاريخي تجاهل كل المقومات المادية واعتمد على الإرادة والعزيمة والتصميم وهكذا نحت في الصخر وقهر الزمن وتحدى التحديات وتجاوز كل المعوقات التي حالت دون أن تحقق اليمن أحلامها وأهدافها في السابق، ولكنها استطاعات في ظل قيادة الرئيس علي عبدالله صالح أن تحقق ما كانت تحلم وتأمل وتتمنى وكان الانتصار على (التشطير) هو الانتصار الأعظم ليظل الانتصار على ثقافة (التشطير) ومخلفاته هو الأمل الذي نسعى إليه وقد قطعنا شوطا كبيرا في هذا المضمار ونكاد نصل إلى الهدف المأمول بدليل هذا السعار الخطابي والمفردات الثقافية التي يحاول البعض ترديدها أو يذكر بنوازعها بصور مختلفة عله يجد من يحن إليها ولكن دون جدوى لأن ثمة محطات هامة مررنا بها كانت كفيلة بأن تعصف بكل أحلامنا ولكن انتصرت الإرادة الوطنية وانتصرت عزيمة القائد الذي بكل ثقة واقتدار تجاوز كل المنغصات وأوصلنا والوطن إلى ما نحن عليه، وهنا الدور ليس عليه بل على الجميع بدءا من شاغلي الوظيفة العامة مرورا بالفعاليات السياسية والحزبية والقيادات الفكرية وصولا إلى الأستاذ في مدرسته والدكتور في جامعته وإمام الجامع في جامعه، كل هؤلاء مسئولون عن تداعيات المرحلة ومسئولون عن ضبط إيقاعها ودوزنة مسارها وتكريس ثقافتها في وجدان العامة وجمع كلمتهم وإرادتهم وقدراتهم وكل مهاراتهم وجعل كل هذه المقومات في خدمة الوطن والتحولات فليس هناك أعظم من الوحدة اليمنية التي تستحق أن نموت أو نفنى دونها وليس هناك غير الوطن يستحق تضحياتنا وعلى أي شاكلة تكون التضحية لا يهم إن كان الثمن هو أن يحيا الوطن والتحولات والمنجزات .. ولندع الأخطاء فليست هي من يجب ان تحكم علاقتنا مع التحولات أو تدفعنا إلى تحديد مواقف من التحولات، فكل الأخطاء لا تساوي عظمة منجز واحد تحقق في ربوع السعيدة ولندع هذيان البعض ونزقهم جانبا فقط علينا أن ندعو لهؤلاء بالهداية والصحة وان تعود إليهم عقولهم عما قريب لأنهم اعتادوا على مثل هذا السعار واعتادوا على فقدان البصر والبصيرة والعقل ولو لم يعتادوا على مثل هذه الظواهر لما صنعوا تاريخاً من الجماجم ومن الجماجم حاولوا بناء وطن وهذا هو المستحيل لأن الوطن يبنى بالحب والتسامح والحكمة والحصافة وسعة القلب والعفو وتلك هي صفات باني الوطن ورائد تحولاته