الحضور الكثيف والمتميز في تشييع جنازة المغفور له بإذن الله المناضل الكبير الأستاذ حسين عبدالله المقدمي، حيث خرجت الكثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية ومنظمات المجتمع المدني ومن مختلف الشرائح الاجتماعية، حمل معه الكثير من الدلالات والمعاني العميقة التي تبرز مكانة الفقيد الراحل في قلوب الناس ومدى ما يحظى به من تقدير واحترام لديهم. فلقد جاءت تلك الجموع الغفيرة بمختلف فئاتها وشرائحها لتودع الرجل الذي تميز بتاريخ ناصع البياض ومآثر نضالية خالدة وسجايا إنسانية حفظت له مكانة عالية في قلوب من عرفوه أو سمعوا عنه. فالراحل الكبير حسين عبدالله المقدمي لم يكن يملك جاهاً أو مالاً أو عشيرة ولكنه مناضل كبير زاهد نظيف القلب واليد كما وصفه فخامة الأخ الرئيس في برقية العزاء الموجهة إلى أولاده.. وتاريخه يحكي الكثير من المواقف التي تميز بها في مسيرة حياته الحافلة بالنضال والعطاء في سبيل الثورة والجمهورية والوحدة وخدمة الوطن. ولم يكن هذا المناضل الكبير معتمداً على هذه الجهة أو تلك أو ماداً يده في اتجاه الشرق أو الغرب بل كان وفياً لوطنه ومخلصاً للمبادئ النبيلة التي أمن بها في سبيل أن ينال الشعب حريته وان يتحرر من حكم الكهنوت الإمامي العنصري البغيض.. وكان وفياً لقضايا الشعب والوطن لم يساوم أو يتنازل عن تلك المبادئ التي آمن بها وانتصر لها على الدوام.. ولهذا بادله الشعب الوفاء بالوفاء وقد تجسد ذلك في الحضور الكبير والمتميز في موكب تشييعه وفي لحظة الوداع الأخيرة لرجل تميز بالهدوء والنزاهة والزهد ونكران الذات. جاء هؤلاء ليشاركوا في وداعه دون أن يدعوهم أو يلح عليهم أحد من أبنائه أو أفراد أسرته. جاءوا طواعية محبة وتقديراً وإجلالاً واحتراماً لمواقف الفقيد الراحل الذي استوطن قلوبهم واحتل مكانته الرفيعة فيها بتواضعه وأخلاقه العالية وسلوكه الحسن وإخلاصه لوطنه وشعبه.. وفي مثل هذا الموقف التلقائي الذي عبر عنه المشيعون لجنازة الفقيد المناضل الكبير الأستاذ حسين عبدالله المقدمي تبرز الكثير من الدروس والعبر التي ينبغي أن يتعلم منها من يريد أن يتعلم.. ويتعظ منها من يريد أن يتعظ ويستفيد منها من يريد أن يستفيد إذ أن الحياة مدرسة عظيمة.. والحياة موقف والموقف لا يسجله إلاّ العظماء من الرجال والمتميزون بعطائهم وبمواقفهم المبدئية الشجاعة ومناصرتهم لقضايا الحق والعدل وسموهم فوق كل الصغائر والخزعبلات ونظرتهم الواسعة البعيدة عن التعصب أياً كان شكله أو لونه والمترفعة عن التعالي والأحقاد والضغائن، والمتميزون أيضاً بعطائهم الخيرّ من أجل وطنهم ومن أجل الناس ومن أجل أن تكون الحياة مليئة بكل المعاني الخيرة والسامية والنافعة لكل الناس.. رحم الله فقيد الوطن الكبير حسين عبدالله المقدمي وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا جميعاً أهله وذويه وكلّ محبيه الصبر والسلوان .. إنا لله وإنا إليه راجعون.