ماذا يجري هذه الأيام على الساحة اليمنية ؟ إنه عراك سياسي ديني أخلاقي عقائدي حزبي ؟!!..وهل هو العراك السياسي الذي يسبق العاصفة أم هو الحراك الذي يسبق الانتخابات؟ !!..ماهو الهدف من هذه الزوبعة التي أثيرت على الساحة اليمنية مؤخراً؟ هل هي الدعاية التمهيدية للانتخابات القادمة والتي باتت بين قوسين وبانت علامتها في الأفق والشعب اليمني ينظر إليها بتحسر وريبة وخوف من تلك الأيام التي تتشنج لها العقول وتُغلق أمامها القلوب وتفتحُ لها الجيوب ؟ هل أراد أصحاب الفضيلة أن يبدءوا الحرب مبكراً ليسجلوا السبق الدعائي أمام الجماهير ، وهل أريد إشغال الشارع اليمني بهذه الدعوة ، وإبعاده عن التفكير بأمور أخرى ؟ والتي لاشك لن يعارضها احد من ذوي العقل والبصيرة من أبناء المجتمع اليمني العظيم. لأنها دعوة أريد بها دغدغة مشاعر الشباب والشيوخ لأنها تدعو إلى نبذ الرذيلة والترفع عن سفاسف الأمور واستبدالها بالفضيلة التي يكتنزها شعبنا اليمني في موروثة الحضاري وعلى مدى ألاف السينين فتوارثتها الأجيال جيلٌ بعد جيل إنها ثقافة اليمنيين الإسلامية العربية. ولهذا نقول : أن هذا الأمر يعد من الأمور المحمودة في بلادنا ، وان يكون في بلادنا أناس يستشعرون الخطر فيعملون على استباقه وإيقاف زحفه المدمر على المجتمع ونحن نثق بعلمائنا ورجال الدين في بلادنا كونهم رعاة للفضيلة وحماة لحوزة الدين ويسهرون في العمل على تنقية المجتمع اليمني من الشوائب العالقة في جدران المجتمع والتي حملتها العواصف الرملية فغطت بها سماء مجتمعنا ومن هذه الشوائب مايسمى { بالزواج السياحي} والذي أبطاله فئة تقمصت الدين وسارعت للتوفيق بين رأسين بالحلال المؤقت فجلبوا أقرانهم من دول الجوار لتنفيذ ذلك في بعض محافظات الجمهورية التي غرر ببناتها وولاة أمورهن باسم الدين والقضاء على الرذيلة على حسب ادعائهم وهم أصلاً محتضنين للرذيلة في قلوبهم وعقولهم ، ونظرية زواج الجيرل فرند { GIRL FIERNDS }، وللفضيلة معاني سامية والكل يتشوق إليها والكل ينشدها في يمن الفضيلة ، ولكن وما إدراك ما لكن وهي الخوف بعينه ، كيف ومن الذين سوف يقومون على هيئة الفضيلة ومن هم المنفذون للحسبة وهل تم تدريب فريق العمل في{ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر} كل يمني وعربي ومسلم يعرف من هو الشيخ الجليل عبد المجيد الزنداني رجل الفضيلة الأول فهو يحب وطنه ويحب شعبه اليمني ويعز عليه أن تنتشر الرذيلة في مجتمع يمن الإيمان والأمن أحفاد أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسؤال الذي نبحث عن إجابة له هو: هل فضيلة الشيخ الجليل عبد المجيد الزنداني يستطيع التحكم برجال الحسبة المزمع تعينهم في هيئة الفضيلة؟وما هي إذاً المعايير التي تحكم عمل الهيئة ومن هم الرعاة لها؟ المجتمع اليمني قد جرب هؤلاء الأشخاص المعول عليهم أو من يرى فيهم المشايخ العلماء الإجلاء الفضيلة لقيادة الهيئة فهم عبارة عن أفراد انتهازيين يتتبعون مصالحهم الشخصية فحيث تكون يتبعونها حتى لو كانت في قرن الشيطان ، ولهذا فنحن نخشى ما نخشاه أن يتحول عملهم في الهيئة إلى عملية انتقامية يرمون من خلالها المحصنات الغافلات ويقذفون الأبرياء ويتعرضون للعفيفات بالسوء ، فالعمل بالهيئة ليس بالعمل الهين والسهل المنال وليس أي شخص يكون مؤهلاً للعمل{ الدعوي الإرشادي الامري الإنكاري} بمجرد انه أطلق لحيته وقصر ثوبه وحول الساعة من اليسار إلى اليمين وحفظ سورة الفاتحة والفلق وحسب نفسه من العلماء ووضعها في محل الإفتاء يفتي بالحلال والحرام . فالعمل في هذا المجال شاق ومسؤوليتها عظيمة عند الله والناس ويتطلب الحرص والتقوى والنزاهة والابتعاد عن سفاسف الأمور ومخافة الله تكون في القلوب وليست في الشفاه كما نراها اليوم في الكثير ممن يدعون أنهم متقين وهم في الحقيقة إلى الفسق اقرب منه إلى التقوى فهم يخافون الناس ولا يخافون الله سبحانه وتعال في أقوالهم وأفعالهم . ومن هناك نخشى أن يقع المجتمع اليمني ضحية بين رعاة الفضيلة ورعاة الرذيلة فالأمور تشابهت واختلطت الألوان وضاعت الصورة الحقيقية التي توضح هدف الهيئة فلم يعد فرق بين الفضيلة والرذيلة فالأقلام قد امتطت صهوة حصان الدفاع عن المبادئ التي تعشقها وذهبت تسوق لنا النظريات وتخوفنا من المستقبل المظلم الذي ينتظرنا في يمن الحكمة والإيمان حتى انه تخيل لنا إننا على شفاه حفر من النار فعشاق الفضيلة يدافعون عنها ويسوقوا لنا الحجج ويسوقون للإيجابيات ويخوفوننا من الانحلال الأخلاقي والأدبي والديني الذي ينتظر المجتمع اليمني ويضربون لنا الأمثال :{ لبنان ، العراق ، الكويت... الخ } وعشاق الرذيلة يدافعون عن مبادئهم التي عشقوها وصبغوها بصبغة الديمقراطية والحرية والتحرر والتقدمية والمساواة، ويخوفون المجتمع من الأصولية والتطرف والتشدد والتزمت والإرهاب ويضربون الأمثال {الجزائر، أفغانستان} وبالأفعال التي حدثت مؤخراً في اليمن والسعودية وغيرها من الدول التي اكتوت بنارهم وتسببت بكوارث اجتماعية . إذاً : الدعوة من رعاة الفضيلة ورعاة الرذيلة هي دعوة إلى الفتنة والتفرقة بين أبناء المجتمع اليمني الواحد المسلم والمسالم وإذا كان الصراع بين أقلام الفضيلة وأقلام الرذيلة فالسؤال هو : أين هي أقلام الوسطية ولماذا لا نراها تتحرك لوضع حد لهذا الصراع الذي بدءا يشتعل بينهم فهل تدع النار مشتعلة بين رعاة الفضيلة ورعاة الرذيلة دون تدخل ؟