ينتظر شعبنا اليمني الثلاثاء الجاري الذكر الخامسة والأربعين لعيده الوطني ال14أكتوبر بلهف وشوق شديدين لما لهه من أهمية بالغة التأثير في قلبه ونفسه ووجدانه فإنطلاق شرارة الثورة في الجنوب من سفوح قمم جبل ردفان الأبي ضد الاستعمار البريطان كان في ال14من أكتوبر 1963م وهو التاريخ الذي مثل بحد ذاته الميلاد الحقيقي لشعبنا اليمني الذي ظل يرزح تحت وطأة الاستعمار فترة طويلة من الزمن. فالنهضة التي نشاهدها اليوم في ربوع الوطن والتقدم الذي عانقت أطرافه السهول والجبال ماهما إلا ثمرة لتلك الثورة المباركة والجهود الكبيرة لأبناء الشعب المخلصين والذين سخروا من وجود الاستعمار البريطاني البغيض على أرضهم الطيبة والطاهرة وشعروا بحجم المخاطر المحدقة في ظل تواجده خصوصاً في منطقة خليج عدن لما تتمتع به من مزايا كبيرة. إن الانتصارات الوحدوية الديمقراطية والتنموية ما هي إلا ثمرة عطاء متجدد لثورتنا المجيدة سواء ال26سبتمبر 1962م أم ال14أكتوبر 1963م اللتان ملثتا بواحديتهما ومضة مشرقة أضاءة لشعبنا اليمني بوابته نحو المستقبل إذ تمكن من مواصلة نضالاته الوطنية المباركة على الصعيدين الداخلي والخارجي ويعتبر ما تحقق له إلى اليوم من نجاحات وانتصارات عظيمة شملت مختلف مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والتنموية ألقٌ وطنياً خالصاً ربما ما كان له أن يتحقق لو لا تكريس الجهود النضالية الوطنية ورص الصفوف وتوحيد الكلمة في تسريع وتيرة البناء والتشييد ودعم مسيرة التنمية الشاملة. فقد لا نكون مبالغين إذا ما قلنا بأن الثورة الوطنية لعبت دوراً بارزاً جداً في تحقيق النهضة والتقدم اللذان نعيشهما الآن لا سيما وهناك فروق هائلة بين سياسة النظام الاستعمار البريطاني البغيض والإمامي الكهنوتي المتخلف من جهة والنظام الجمهوري الديمقراطي القائم من جهة أخرى في كافة مجالات الحياة خصوصاً السياسية والاقتصادية والتنموية فبقيام الثورة استطاع شعبنا اليمني الإنطلاق بوتيرة عالية نحو الأمام وبها تمكن من الصعود إلى الآفاق بكل كفائة واقتدار إذ بقيامها شعر بوجوده ككائن حي قادر على صناعة المستحيل وهو ما حصل فعلاً إذ كل ما يشاهده ويلمسه حي يفكر اليوم من تطور وتقدم ونمو ما هو إلا بفعل كائن موجود إمتلك العقيدة والإرادة والقوة وصارع بها أعداءه من الذين جرعوه الآهات والآلام ومرارة الايام حتى انتصر بها لإرادته الحرة والكريمة وحقق بها آماله وطموحاته فهنيئاً لك شعبنا العظيم كل الانتصارات ومباركاً لك كل الإنجازات وبالله التوفيق.