على إختلاف أماكن حدوثها ، وأوقات تنفيذها ، ومستويات الدمار التي خلفتها ، إشتركت كل الاعمال الإرهابيه التي نفذت مؤخرا في اليمن أو في سوريا أو في باكستان أو في أي منطقه أخرى سبق وأن نفذ فيها مثل هكذا نوع من الأعمال ، اشتركت جميعها في أن جل ضحاياها ممن قدر لهم الموت او الإصابه جراء تلك الهجمات ، هم من المسلمين الموحدين بالله المعصوم دمهم بأمر من الله ورسوله ، وأن الكثير من المنشئآت التي دمرت تعود في ملكيتها – الحكومية منها والخاصه – الى أبناء جلدة من دمروها . أما الأجانب المستهدفون من تلك الأعمال حسب إدعاء منفذيها ، وإن كانوا قله ممن أصيبوا في مجموع تلك الهجمات ، إلا أنهم مدنيين ومن أهل الكتاب ، ولهم علينا حق الحمايه والأمان في أراضينا حسب وصية رسولنا الكريم . والأخطر من ذلك ، أن تلك الجماعات ، وعلى اختلاف أماكن تواجدها ، تحرص جميعها وبشكل يثير الريبه ، على الزج باسم (الإسلام) أو (الجهاد) في تسميات كل فصيل منها ، وتحرص في كل موقع إلكتروني أو شريط تليفزيوني تعلن فيه تبنيها تلك الاعمال الوحشيه ، على إظهار خلفية سوداء تحوي معنى الشهادتين (لاإله إلا الله محمد رسول الله) وبأشخاص يلقبون بأسماء بعض صحابة رسول الله ، ويحملون علامات مشوهه لما عليه شخصية المسلم الصحيح . والغريب أنهم يدّعون نصرة الإسلام بتلك الأعمال ، ويخلصون (النيه) لوجه الله كما يزعمون بتقديم أرواحهم لتحقيق ذلك ، وفي الوقت نفسه يحرصون على تسجيل من قام بتنفيذها بالصوت والصوره ، ومن ثم (الاعلان) عن تبنيها (بالاسم والجهه) عبر وسائل الاعلام ، ولا أعتقد أنهم في قيامهم بذلك يجهلون شروط النيه الخالصه . فهل يدرك من يتبنى تنفيذ تلك العمليات ضد المدنيين وإن اختلفت جنسياتهم ودياناتهم ، ردة فعل من هم على غير الإسلام ، والذين يفترض بنا ترغيبهم فيه ، عند مشاهدتهم على القنوات الإخباريه ، تلك الاعمال وإرتباطها بما عليه (أشكالهم وخلفياتهم وجرائمهم) عند إعلانهم فرحين بتنفيذها ، وأنهم بذلك يتبنون الاساءه الى الإسلام ، وخدمة من يسعون للإساءه اليه . أما إذا كانوا يدركون كل ذلك ، وفي الوقت ذاته يصرون على الاستمرار في تنفيذها وتبنيها ، فتلك إذاً أجندة معينه بذاتها ، لايعلمها إلاهم ومن يمولهم . ملاحظه : تتسابق القنوات الإخباريه العربيه على بث (أخبار تبني تلك الجماعات للأعمال الارهابيه) بدافع الفوز بالسبق الصحفي دون التدقيق والتأني في انعكاسات تلك المشاهد على صورة العرب والمسلمين لدى غيرهم ، وكأني بلسان حال المدنيين من العالم الغربي عند مشاهدتهم لتلك الأخبار في القنوات العربيه وخاصة الناطقه منها بالإنجليزيه يقول " وشهد شاهد من أهلها " . [email protected]