مرة أخرى يبرهن رئيس الوزراء التركي طيب رجب أردوغان أنه قائد إسلامي كبير وصاحب رؤية ثاقبة ومواقف مبدئية شجاعة ومتميزة في مناصرة قضايا الحق والعدل والانتصار لقضايا أمته الإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. فمثل ما كان موقفه وموقف تركيا عموماً متميزاً وحازماً ومعبراً عن تلك الروح الإسلامية الأصيلة في مواجهة العدوان الهمجي والمجازر الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والذي فضح من خلاله حقيقة هذا الكيان العدواني وما يرتكبه من انتهاكات بشعة ولا إنسانية بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل المحاصر في ظل صمت وتخاذل واضح من قبل المجتمع الدولي ومجلس الأمن حيال إلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي، يأتي موقف أردوغان الأخير خلال مشاركته في مؤتمر دافوس وانسحابه غاضباً من الندوة التي كان يشارك فيها مع الرئيس الإسرائيلي المراوغ شمعون بيريز لعدم إعطاء أردوغان الوقت الكافي للرد على المزاعم والأكاذيب والمغالطات الإسرائيلية المضللة التي حاول بيريز تسويقها خلال الندوة مما دفع أردوغان للتصدي لها وفضحها محملاً بيريز وإسرائيل عموماً مسئولية جرائم الحرب والمجازر التي اقترفتها آلة الحرب الصهيونية ضد الأطفال والشيوخ والنساء والمدنيين العزل في غزة وهو الموقف الشجاع الذي عرّى ما حاولت إسرائيل اخفاءه من حقائق عن جريمتها وعدوانها الهمجي على الشعب الفلسطيني مما عزز من رصيد أردوغان لدى أبناء الشعب التركي المسلم الذين استقبلوا هذا الزعيم عند عودته استقبال الأبطال الشجعان وهو الموقف الذي قوبل أيضاً بالتقدير والثناء من قبل الشعب اليمني وكل أبناء الأمة العربية والإسلامية وجميع الأحرار في العالم. واستحق أردوغان كل ذلك لأنه جسد موقفاً إسلامياً أصيلاً وضميراً إنسانياً حياً وإرادة قوية ترفض الظلم والباطل ولا تجامل أو تحابي في الحق. ليعبر عن أصالة الشعب التركي المسلم ومواقفه المشرفة إلى جانب أشقائه وقضايا أمته، وذلك بعد أن استعاد هذا الشعب هويته الإسلامية التي جرت في الماضي محاولات مستميتة لطمسها سعياً إلى عزل تركيا عن محيطها الإقليمي والإسلامي وتهميش دورها في المنطقة.. وهاهي تركيا وفي ظل قيادة حزب العدالة والتنمية برئاسة طيب رجب أردوغان تستعيد هويتها ودورها وتظهر قوة إقليمية مؤثرة في مسارات الأحداث والتطورات التي تشهدها المنطقة كنتاج طبيعي لما حظيت به تركيا وقيادتها الحالية من ثقة وتقدير لمواقفها المتوازنة والمشرفة. وكم نتمنى أن نجد في هذا العالم أصواتاً تجاهر بالحق وتقف ضد الباطل والظلم مثل صوت أردوغان وشجاعته وحزمه ولو واجهت إسرائيل وقادتها مثل هذا الموقف الذي وقفه أردوغان سواء خلال عدوانها البربري على قطاع غزة أو أثناء تسويقها لمغالطاتها المفضوحة كما حدث في "دافوس" لما أمكن لها أن تستمر في اعتداءاتها وجرائمها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.. ولأمكن من خلال ممارسة الضغط على الدول المؤثرة عليها وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية إجبارها على عدم تحدي الإرادة الدولية والتسليم بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الحرية والانعتاق من براثن الاحتلال وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف. فتحية تقدير من اليمن قيادة وحكومة وشعباً إلى الزعيم التركي طيب رجب أردوغان على تلك المواقف الأصيلة والشجاعة المعبرة عن جوهر معدنه الأصيل وروحه الإسلامية النقية، فمثل هذا القائد وغيره من القادة الشجعان من ذوي الضمائر الحية والقلوب النظيفة والتوجهات المبدئية الصلبة والحازمة هم من تعتز بهم الأمة الإسلامية وهم من يستحقون احترامها. وهنيئاً لتركيا هذا الزعيم الذي كان محقاً في تفاخره بأنه سليل أحفاد العثمانيين وقائدهم في هذا العصر.