واجه شعبنا اليمني طوال تاريخ مسيرة ثورته ونظامه الجمهوري ووحدته المباركة أعتى المؤامرات واكثرها خبثاً من قوى داخلية وخارجية أرادت تغيير اتجاه حركة تاريخه على نحو يعيده الى أزمنة الطغيان والاستبداد الامامي، والى عهود القهر والعسف الاستعماري، والى فترات التشطير المقيت بمايعنيه من صراعات دموية أضعفت مسارات تنميته وتطوره ليستمر في دوامة التخلف والتشرذم والضعف والوهن.. لكنه انتصر عليها باصطفاف وتلاحم ابنائه من اجل وطن حر آمن موحد مزدهر مسقطاً تلك المؤامرات واحدة تلو اخرى.. مؤكداً بوحدة ابنائه الوطنية ان مكاسب وانجازات الثورة اليمنية «26سبتمبر و14اكتوبر» وفي مقدمتها الجمهورية والوحدة والديمقراطية يستحيل المساس بها أو النيل منها من أي كان لأنها التجسيد لارادته الحرة التواقة ليس فقط للحاق بركاب العصر بمايعنيه من نماء وتقدم ورقي، بل والاسهام في تفاعلاته وتحولاته.. مجترحاً ملاحم ومآثر خالدة في نضالاته، مقدماً التضحيات الجسيمة وقوافل الشهداء على طريق المجد العظيم معها أضحت الثورة والجمهورية والوحدة ثوابت وطنية مسيجة بتماسك كافة ابناء اليمن المستعدين دوماً للدفاع عنها والانتصار لها في أية مواجهة تضمرها قوى الشر والحقد التي اليوم تسعى عبر نشر الفتن واشاعة ثقافة الكراهية والبغضاء بين ابناء الوطن الواحد سواءً إرتدت اساميل الماضي المهترئة المذهبية والطائفية أو تدثرت بجلابيب المناطقية والشطرية والدعوات الانفصالية إلى تسويق شعارات الاستعمار القديم ومخططاته التي عفى عليها الزمن عبر بقايا عملائه الذين بات شعبنا اليمني يعرفهم جيداً، ولم تغب عن ذاكرة الوطن تآمراتهم ودسائسهم وأياديهم الملوثة بدماء ابنائه من جراء الفتن والصراعات التي كانوا يذكونها في مرحلة الشمولية والتشطير غير مدركين ان شعبنا قد تجاوزها بوعيه الذي لم يعد يلتفت الى الماضي، بل يتطلع الى المستقبل، وهذا مايؤكده اليوم اصطفافه الواسع وفي الطليعة قواه السياسية من احزاب وتنظيمات ومنظمات مجتمع مدني تجلت في مواقف هذه الفعاليات سواءً كانت في السلطة أو المعارضة دون استثناء، ويتساوى هنا المؤتمر الشعبي العام بأحزاب اللقاء المشترك والمجلس الوطني للمعارضة والاحزاب الوطنية الاخرى، فالجميع يستشعرون المسؤولية التي توجب عليهم جميعاً العمل باتجاه المزيد من التلاحم والاصطفاف ضد كل النعرات الطائفية والعنصرية والمناطقية والشطرية ونبذ ثقافة الكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد والغد الواحد الذي سنشيده معاً بالوحدة الوطنية والأمن والاستقرار والتنمية والديمقراطية التي بها ندير تبايناتنا في الرؤى والبرامج على قاعدة الثوابت الوطنية والقواسم المشتركة والحوار البناء من أجل الوطن وبمايحقق متطلبات حاضره واستحقاقات تطلعات مستقبله.. وعلى العملاء والمرتزقة ودعاة التجزئة والتشطير والكهنوت الإمامي ان يفهموا ويستوعبوا انهم سيلاقون مصير من سبقوهم على هذا الدرب التآمري الخياني الأسود. ويبقى التأكيد في هذا السياق أن ارادة الشعوب لاتقهر، وان شعبنا اليمني هو صاحب المصلحة الحقيقية في الثورة والوحدة والديمقراطية والتنمية، وهي محمية بارادته التي لاتقهر.. هذه دروس التاريخ وعبره التي لم يستوعبها أولئك الواهمون بامكانية العودة الى ماضٍ ولى من غير رجعة.. والتاريخ لايكرر نفسه، إلا ليكون ملهاة أو مأساة وهذا ما لن يكون في وطن ال 22 من مايو العظيم، وطن الحرية والديمقراطية والتنمية والتقدم!!