الوحدة الوطنية بين ابناء اليمن الواحد تاريخاً وحضارة تجسدت في انتماء عميق الجذور في روح شعبنا راسخة في وجدانه وعقله، فلم تزعزعها أزمنة الفرقة التي كانت تفرض عليه في فترات مختلفة من تاريخه، وبعد عهود التمزق التي فرضتها الإمامة والاستعمار والتشطير استعاد وحدته في ال22 من مايو الاعظم عام 1990م. متوجاً بذلك نضاله وكفاحه الطويل بإشراقة فجرها الأغر في هذا اليوم المبارك لتبدأ مرحلة جديدة في سفر مسيرته الحضارية لتحقيق متطلبات حاضره وتطلعات مستقبله. هذه هي مضامين كلمة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في المؤتمر العام السابع الدورة الثانية للمؤتمر الشعبي العام.. مؤكداً في هذا السياق ان أية مشكلات أو صعوبات ينبغي التصدي لها انطلاقاً من وعي وإدراك اننا ابناء وطن واحد، وايجاد الحلول والمعالجات في إطار المؤسسات الدستورية من موقع الايمان بالثوابت الوطنية اعتماداً على نهج الحوار البناء بين كل أطياف العمل السياسي من أجل اليمن الموحد الديمقراطي المستقر والمزدهر. لقد حان الوقت ان يدرك الجميع ان مصلحتهم في ان تتضافر كافة الجهود لمواصلة مسارات التنمية والنهوض والبناء الوطني الشامل واستيعاب ان ذلك يتحقق في ظل صون الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي وان تسود روح المسؤولية الوطنية والابتعاد عن ثقافة الكراهية والبغضاء واثارة النعرات العنصرية والمناطقية والشطرية أو اللجوء الى المناكفات والمكايدات التي لاتخدم الوطن وأبناءه الذين بهم الوحدة راسخة رسوخ جبال اليمن، وهي محمية بإرادة الله وارادة الشعب، ولن تؤثر مطلقاً زوابع الأحداث التي تقوم بها بعض العناصر الخارجة عن الدستور والقانون.. والتي تجد نفسها معزولة ومحاصرة سياسياً واعلامياً واجتماعياً نتيجة اعمالها التخريبية وقيامها بإقلاق أمن الوطن والمواطنين وممارساتها الاجرامية الخارجة عن الدستور والقانون ومن المؤكد فإنه وكما هب أبناء شعبنا اليمني للدفاع عن وحدتهم في مواجهة قوى الانفصال في صيف عام 1994م هاهي اليوم تتشكل لجان الدفاع عن الوحدة في المحافظات الجنوبية والشرقية في مواجهة ومحاصرة الأصوات النشاز المثيرة للنعرات المناطقية والشطرية والحفاظ على حياة الناس وأموالهم من تلك الأعمال التخريبية التي تقترفها تلك العناصر بممارسة التخريب المنبوذة التي تقوم بممارسة التخريب وقطع الطرقات الآمنة والاعتداء على المواطنين والسائرين عليها وعبر الفرز المناطقي المقيت ومن اجل ان يعيش المواطنون في هذه المحافظات بأمان بعد ان كانوا قد عانوا في أزمنة التشطير ونظامه الشمولي ويلات تلك الصراعات وجولات الدم التي ولدت المآسي والانتهاكات نتيجة صراع الرفاق وبعضهم من أجل السلطة والتي كانت تحكمها دورات القوة والعنف، وهذا لن يكون بعد ان أستبدلت الفرقة بالوحدة، والشمولية بالديمقراطية، وأصبح الحوار هو النهج الذي جسده فخامة الأخ الرئيس كطريق آمن تحقق لليمن واليمانيين أهدافهم وغاياتهم المنشودة في التقدم والعزة والكرامة والشموخ. وهنا لابد من التأكيد على حقيقة ان تلك الأعمال الخارجة عن الدستور والمجرمة قانوناً كلما يمكن ان ينجم عنها هو استهلاك الجهود والطاقات التي يجب توجيهها في مسار مواجهة تحديات اكبر في ميدان البناء والتنمية بدلاً من اشغال الوطن وابنائه بمثل هذه الممارسات والسلوكيات المنحرفة والشوهاء التي يحاول من يقوم بها النيل من الأمن والاستقرار و الوحدة الوطنية.. ولاشك ان ليس ثمة خوف أو قلق على الوحدة، فالشعب اليمني وقواته المسلحة والأمن كفيل بالحفاظ على وحدته التي هي مصدر أمنه وأمانيه، وانجاز آماله وتطلعاته، وهو يدرك ان المساس بهذا الثابت الوطني المقدس يرمي اعادته الى الأوضاع البائسة والدموية التي عاشها في ظل حروب التشطير التي ولّت ولن تعود أبداً.. فالوحدة تحرسها عناية الله وإرادة شعب لايقهر!!