تحتشد كل الجهود الوطنية في اصطفاف واسع تشارك فيه كل الفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية والإبداعية سواء في السلطة أو المعارضة ومعها كل منظمات المجتمع المدني في مواجهة الدعوات الهدّامة والموتورة والحاقدة التي تستهدف الإضرار بالوطن والنيل من وحدته وأمنه واستقراره وثوابته الوطنية. فالشعب اليمني الذي وقف دوما بكل صلابة ضد كل المحاولات البائسة التي سعت إلى المساس بثورته ونظامه الجمهوري ووحدته الوطنية ومكاسبه وإنجازاته ومسيرة نضاله الوطني الذي خاضه في سبيل الانتصار لإرادته في الثورة والحرية والاسقرار، واستطاع إلحاق الهزيمة بأعداء ثورته ونظامه الجمهوري ووحدته وخياراته في التقدم والتطور والاستقرار، هذا الشعب الذي يعتز بقيم الولاء لوطنه - هو اليوم - أكثر تحفزا واستعدادا لمواجهة كافة النتوءات والأصوات النشاز التي تحلم بإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء أكان ذلك إلى ما قبل الثورة اليمنية ال(26 من سبتمبر) وال(14 من أكتوبر) أو إلى ما قبل إعادة تحقيق وحدة الوطن في الثاني والعشرين من مايو. وواهم كل من يراوده خياله المهووس بأنه سوف ينجح في مساعيه الخائبة للنيل من الوطن ووحدته واستقراره. لقد فشل في الماضي أكبر تحالف عالمي أمريكي - غربي ، إسرائيلي - إيراني ، في كسر الثورة اليمنية والنظام الجمهوري ، كما فشلت تلك القوى التي وقفت إلى جانب عناصر الردة والانفصال في صيف عام 94م رغم تحالفاتها الواسعة وانتصر الشعب اليمني لإرادته في الثورة والوحدة والديمقراطية، وقد أصبحت تلك القوى والتحالفات تقف اليوم إلى جانب هذا الشعب وثورته ووحدته وأمنه واستقراره ولن تكون إلاّ معه ، أما الذين ارتضوا لأنفسهم السير في ماراثون التآمر فإنهم ولا شك يدفعون بأنفسهم في الاتجاه الخاطئ .. ونتائج الخطأ معلومة ومعروفة. لقد أكدت كافة القوى السياسية سواء المؤتمر السعبي العام ، أو أحزاب اللقاء المشترك أو أحزاب المجلس الوطني للمعارضة وغيرها من الأحزاب والتنظيمات السياسية وكذا منظمات المجتمع المدني تحمل مسؤولياتها الوطنية في الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة والحرية والديمقراطية ، ووقوفها بحزم ضد كافة الدعوات الانفصالية أو الإمامية أو المثيرة للنعرات الطائفية والعنصرية والمناطقية والشطرية وثقافة الكراهية والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد كما أكدت هذه الفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية والجماهيرية أنها كقوى وطنية وحدوية على مختلف توجهاتها ومهما تباينت في الرؤى والبرامج فإنها لن تسمح لأي كان بالتعدي على الثوابت الوطنية أو تجاوزها أو محاولة المساس بها بهدف العودة بالوطن إلى ما قبل قيام ثورته (سبتمبر واكتوبر) أو الثاني والعشرين من مايو عام 1990م. ومثل هذا الموقف الوطني المسؤول الذي عبر عنه كل الوحديين المخلصين لوطنهم وثورتهم ونظامهم الجمهوري ووحدتهم الوطنية هو محل تقدير وثناء أبناء الشعب لأنه يجسد الوفاء لتضحيات الشهداء والمناضلين ممن قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الثورة ونيل الوطن لحريته واستقلاله واستعادته لوحدته التي خلصته من عهود التشطير المظلمة وانطلقت به نحو مستقبل أفضل تظلله رايات الديمقراطية والتنمية والتقدم والازدهار. فليخسأ الخاسئون من العملاء والمرتزقة والخونة ودعاة التجزئة والتشطير وليخسأ الحاقدون وكل من تزين لهم أوهامهم أن بإمكانهم إعادة عجلة التاريخ في الوطن للوراء. وبكل تأكيد فإن مصير هؤلاء سيكون أسوأ بكثير من المصير الأسود الذي لحق بمن سبقهم ممن كانوا على شاكلتهم من العملاء والمرتزقة والخونة وسوف يتجرعون من ذات الكأس مرارة الهزيمة والفشل والخيبة شأنهم شأن كل اللئام من خفافيش الظلام. وإن إرادة الشعب، صاحب المصلحة الحقيقية في الثورة والوحدة والديمقراطية والتنمية، هي الأقوى والمنتصرة دوما لأنها من إرادة القوي الجبار.