لم أكن أود إن اعلق أو أرد أو احلل بعض وليس كل ماورد في حديث العطاس لقناة الجزيره. ولكن رأيه في الشأن اليمني وفي الوحده اليمنيه بالذات أجبرني على أن اخط هذه الكلمات المعبرة لبعض ماذكر عن الوحده اليمنيه ساعيا الى تشويه الحقيقه المعاشه . وحتى لا يعتقد العطاس ومن يسلك مسلكه انه يمثل أهل الجنوب فيما قاله ومازعمه بالتحديد عن الوحده اليمنيه وما ادعاه عن معاناه موجوده في خياله وخيال الذين يتفقون معه والذين مللنا من صورهم وتصريحاتهم والذين يسعون الى اعادتنا الى الخلف . ولم يكن هجومه المباشر وغير المباشر واتهاماته المبطنة للرئيس علي عبدالله صالح سبب هذه الكلمات التي أخطها . فالرئيس اليمني لديه القدرة على أن يدافع عن نفسه وارجوا ان لا يتهمني احد أنني أتملق إليه فهو لايعرفني ولا احتاج إن أتملق أو أتقرب إليه . لكن أعماله وانجازاته والتطور الذي رأيناه بعد الوحده المباركه هي التي تشهد له على ذلك وفقط أريد أن أشير إلى منجزين هامين يراهم كل انسان تطأ أرجله اليمن . الا وهما الطرقات ومصانع جيل المستقبل واعني الجامعات اليمنيه المختلفه . فمن ينكر ذلك او يصغره فهو هنا ليس اعمي فقط بل حاقد. والحاقد لا يمكن ان يرى أي شئ جميل . ومن الطبيعي اننا اهل الجنوب كنا قبل الوحده في اغلب مناطقنا اذا لم نقل كل المناطق منعزلين عن العالم لعدم وجود ما نسميه طرق واتصالات بالمعنى الحقيقي المعروف . فهل من حكم في السابق يعرف ذلك ؟ ام انه اقسم باليمين الا يرى أي شئ جميل ايضأ . لكنني رأيت إلا إن أتناول بعض ماقاله عن اليمن والوحده اليمنيه وحيث ان الوحده اليمنيه هي ملك لي مثلما هي ملك لكل يمني فمن حقي إن أدافع عنها بما املك وارد على كل من يتجرأ بتزييف ومغالطة التاريخ والكلمات التي اسطرها هنا هي شي مما أملك . إن منجز الوحدة منجز عظيم لمن يعرف العظمة و الفخر ويلمسه . وهو اكبر منجز سياسي تاريخي عربي في هذا القرن . ومهما شاب هذا العمل من شوائب فليست الا شئ مما يعاني وتعانيه كل بلاد الدنيا اما تحميل الوحده كل السلبيات فهو ادعاء كاذب ومكشوف القصد منه صرف النظر عن شؤون البلاد وتجميل صورة الماضي الاسود وتشويه الحاظر الجميل وتحطيم صورة المستقبل القادم والهاء الناس بامور لاتفيد . والتغرير والتزييف والمبالغه والتحريض والكذب على الشعوب وإيهامها بالباطل هو نتيجة خسارة الكراسي او المواقع او لنقل حقيقة ملل الشعوب من تلك الوجوه والعقول . لاأدري هل كان صادقا الشيخ عبدالله حسين بلحمر رحمه الله عندما وصف العطاس انه مهندس الانفصال ؟ وكنا نعتقد انه بعيد عن تلك التهمه. ولكن الأيام كشفت ماكان مخبأ. وصواب رأي الشيخ رحمه الله اثبتته الايام وانكشفت الوجوه مهما ادعت من مزاعم . والغريب أن العطاس كان في أول حياته الدراسية العليا عضو ومؤسس للقوميين العرب في حضرموت مثلما زعم هو وأنا هنا سأصدقه . لكنني أقف متعجبا ومستغربا بين عضو مؤسس للقومية والقوميين والتي من مبادئ كيانها المؤسس سعيها لتوحيد العرب في قوميه واحده .وشعب واحد وبلاد واحده . بدل ان تتشتت وتتجزأ إلى دويلات وكيانات فأي تناقض يحمله من كان يمشي على ذلك الخط ! ونجده بعد عشرين سنه يطالب ويسعى الى تفتيت وتجزئة القوم فهل ذلك من مبادئ القوميه والتي عرفناها بشعارها امه عربيه واحده ذات رساله خالده . أم أن هناك مصالح ذاتيه في ذلك الوقت جعلت الكثير يركب تلك الموجه لتحقيق مصالحه . عرفنا أن العطاس كان قوميا وبالأفعال والأقوال أيقنا اخيرا انه لم يكن الا انفصاليا وليغضب من يغض . وجريا على العادة تقمص السيد العطاس مرتبة عضو اللجنة ألمركزيه ومن ثم المكتب السياسي وأظن أن أعضاء المكتب السياسي كان مصير البلاد والعباد في راحة أيديهم جميعا فهل يتذكرون ؟ نحن لازلنا نتذكر تلك الايام السوداء واي ذكرى ! فقد كان الشعب في الجنوب يمسك قلبه بيده عند كل اجتماع للمكتب السياسي . لذلك لايعقل إن يكون عضو مكتب سياسي في الحزب الاشتراكي اليمني آنذاك وفي هذه الايام لا يؤمن بالاشتراكيه التي شرب منها الشعب غصبا عنه دون إن يتنفس او يشم رائحة الحريه . ونسمع منه يقول انه لم يكن اشتراكي وليس له صله بالاشتراكيه . إذا فعلى أي أساس عين في كل تلك المناصب العليا المسؤوله !؟ واين هو من المبادئ الاساسيه للحزب الاشتراكي اليمني !؟ وأهمها توحيد بلاد اليمن أرضا وإنسانا والتي كنا ننادي بها في المدارس كل صباح . بل كنا نكتبها في مقدمة أي عريضة واي خطاب لأي جهة كانت . ولكنني اسأل نفسي الم يكن يستطيع العطاس في ذلك الوقت أن يقول لاعضاء المكتب السياسي انني لست اشتراكيا مثلما قالها في قناة الجزيره ام ان وراء الأكمة ماورائها !؟ لم افهم كمواطن عادي ان يكون شخص ما قوميا في مبادئه وانتمائه وانفصاليا مناطقيا في أقواله وافعاله . واشتراكيا وحدويا في زمن ما وبريئا من الاشتراكيه والوحدة بعد ان فقد المنصب في زمن آخر. تقمص صور البراءة يتقنها أناس كثير ولكنها لا تنطبق ولا تليق على أناس كثير أيضا . والحرص على اهل الجنوب والتحدث باسمهم في الفترة الاخيره يجب ان يعرف الجميع انها ليست مملكه لهم يتحدثون بها طوال حياتهم فهم لايمثلون الا ذاتهم ومصالحهم . إن الحديث عن الجنوب واهل الجنوب ومايسمونه حراك سلمي ماهي إلا اسطوانة مشروخة . بل هو حريق سلمي اشبه بسياسة الفوضى الخلاقه . يقول العطاس في مقابلته : لا أريد أن أعود وقضية شعبي لا زالت غير محلولة . عجبا اوفي هذا الزمن الذي نعيش وقد مررنا بتجارب قوميه واشتراكيه وغيرها ولا زال هناك ناس يقولون عننا اننا شعبهم !؟ فهل نحن قطيع غنم تابع لمن يستعمل تلك اللغه !؟ سأل المذيع العطاس بقوله ، من يذكر 1986 -سيد حيدر أبو بكر العطاس - يذكر المجزرة التي حصلت داخل الحزب الاشتراكي، طبعا كتب عنها الكثير وقيل عنها الكثير ولكن حسب ما فهمت أن حضرتك ما كنت موجودا بعدن، كيف صودف أنك كنت في الخارج؟( يبدو ان المذيع نسي انه في حرب 94 ايضا كان في الخارج فماذا عساه قال) اغرب جواب لم اتوقعه من السيد العطاس قوله ان الذين ذهبوا ضحية مجزرة 13يناير ( كلهم من الحزبيين، الأغلبية من الحزبيين ) هكذا يعبر وبكل اريحيه انهم من الحزبيين اوليسوا من الشعب ولهم اطفال وعوائل !؟ لقد سأله المذيع بقوله :هل يزعجك أنك تعيش في بلد كنت بأفكارك وأيديولوجيتك ضده عمليا؟ اجاب العطاس: لا، أبدا لأنه أنا شخصيا تكويني قومي، قومي عربي ودخل علينا الفكر اليساري قسرا في 1965 و1967، لم نستوعبه ولم نتبناه بشكل كامل . من السهل جدا على بعض السياسيين بعد كل تلك السنين ان يقول للناس انني لم اكن كذا وكذاا ولم اعمل هذا وذاك ولكن من الصعب جدا بعد كل تلك السنين تصديق كل ذلك . لقد كنت اتمنى ان يكون الضيف هو المذيع لان المذيع كان متمكنا وواقعيا ومنطقيا وملما اكثر بكل قضايا اليمن ولم يتقمص شخصيات متعدده مرة قوميه وثانية اشتراكيه وقبل الوحده اصلاح لا ادري كيف نصدق ذلك !؟ تلك المسرحيه فصولها وسيناريوها معروف وممثليها معروفون ايضا فهل نحتاج الى ان نكون اذكياء لنقول من المخرج !؟ [email protected]